تحت عنوان «التغذية والصحة للمراهقين» عقدت الجمعية المصرية العربية للتغذية الصحية والعلاجية مؤتمرها السنوي بمشاركة خبراء من المعهد القومي للتغذية والجامعات المصرية والجمعيات الأهلية والتعاون مع التعليم الطبي المستمر ونقابة الأطباء المصرية.. وناقش المؤتمر وضع المراهقين التغذوي وأسباب قصر القامة وسوء التغذية ونقص المغذيات الدقيقة والأنيميا واثارهما على نمو وصحة المراهقين، بالإضافة إلى المشاكل التي يعاني منها المراهقون مثل السنمة الزائدة والمشاكل الجلدية ك «حب الشباب» وتساقط الشعر، ودور الطبيب في مكافحة هذه المشاكل والتدخلات لتحسين صحة وتغذية المراهقين من خلال التغذية السليمة والفيتامينات والمعادن، خاصة الحديد والكالسيوم مع تقديم نماذج للنظم الغذائية الصحية، خاصة لتغذية المراهقين والحامل والرياضيين ومرضى السكر، ويهدف المؤتمر إلى تبادل الخبرات والتواصل ورفع مستوى تدريب الأطباء والطبيبات على ما يستجد فيما يختص بالعناية بصحة المراهقين. تقول الدكتورة صفاء الحسين توفيق، رئيس الجمعية المصرية للتغذية الصحية والعلاجية: هناك عدة إرشادات غذائية للحفاظ على الصحة وهي الاعتدال في تناول الطعام والحفاظ على الوزن الصحي والحرص على تناول نصف طبق من الخضراوات والفاكهة والحبوب الكاملة مثل البليلة والبرغل والخبز الأسمر والذرة واللبن الخالي أو القليل الدسم والإقلال من تناول الأملاح في الطعام مثل الطرشي والكاتشاب والمشروبات السكرية مثل المشروبات الغازية، ويجب الانتباه لتناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل البطاطس والطماطم والموز، ويجب على الفتيات الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل البيض واللحوم والخضراوات الداكنة والبقوليات والعسل الأسود، ويجب على الفتيان تجنب المنتجات الكيميائية الضارة بالصحة وتناول الأطعمة الصحية لبناء العضلات والنمو الصحي والحرص على تناول على الأقل 8 أكواب مياه يومياً، ويجب التخطيط أن يتناول المراهق على الأقل ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين خفيفتين يومياً وتوزع الحبوب والخضراوات والفاكهة على الوجبات الثلاث الرئيسية. وتقول الدكتورة دينا شهاب، استشاري طب الأطفال ورئيس قسم التغذية الإكلينيكية بالمعهد القومي للتغذية: يعتبر قصر القامة لدى الأطفال أو تأخر النمو الطولي من أكثر الظواهر شيوعاً بين الأطفال وأبلغها تأثيراً في نفوسهم، وقد أوضح تقرير السكان والصحة أن 27% من الأطفال دون سن الخامسة بمصر يعانون قصر القامة بزيادة قدرها 24% علي المعدل المسموح به على منحنيات النمو، وهو كمؤشر أنه يعكس مدى انتشار وتأصل أمراض سوء التغذية في هذا السن الحرجة من مرحلة النمو، ويعتبر الاكتشاف المبكر لهذه المشكلة وعلاج الأسباب المؤدية إليها مؤشراً إيجابياً على صحة الطفل ومستقبله، ويعتمد طول الطفل ونموه على عوامل كثيرة ومتداخلة وتعد التغذية أثناء الحمل لكل من الأم والجنين من أهم العوامل التي تؤثر في نمو الجنين وحتى 200 يوم بعد الولادة وهذه تعد أسرع مراحل النمو، حيث يصل طول القامة في المتوسط إلى 76 سم مع نهاية العام الأول، ثم يبرز دور بعض الهرمونات كهرمون الأنسولين والهرمونات المعتمدة على هرمون النمو، أما عن مرحلة المراهقة التي تعد ثاني أسرع مرحلة في النمو، فتعتمد بالضرورة على هرمونات الذكورة والأنوثة وتمنح الشباب 20% من الطول النهائي.. أما بالنسبة للدلائل التي يجب على الأبوين أو الأطباء متابعتها وملاحظتها فهي التزايد الطولي السنوي للطفل أو ما يعرف بسرعة الطول التي تعبر أكثر أهمية وأكثر دلالة على وجود مرض عضوي ما وراء قصر القامة من معرفة طول الطفل في فترة معينة واحدة، لذا يرتكز أطباء الأطفال عادة على متابعة طول الطفل بصفة دورية ومقارنته بمنحنيات تسمى منحنيات الطول لمعرفة وحساب سرعة الطول السنوي، آخذين في الاعتبار متوسط طول الوالدين، ويعتمد التشخيص في المقام الأول على أخذ تاريخ مفصل للمشكلة المرضية، ويشمل ذلك التعرف إذا ما كانت هناك أعراض تخص الجهاز الهضمي أو التنفسي أو غيرهما من الأجهزة، أيضاً يجب ملاحظة تغذية الطفل ومقدارها وتنوعها وحساب دقيق لمقدار السعرات الحرارية التي يتناولها الطفل وهذه هي إحدى الخدمات الصحية التي يقوم بها المعهد القومي للتغذية منذ ما يقرب من عشر سنوات، حيث يقوم الفريق الطبي بالفحص الأولى ومد الأطفال بالمغذيات الدقيقة الدوائية مع متابعة النمو ومعدله والاطلاع على الفحوصات الطبية الضرورية ويقدم أخصائي التغذية التثقيف الغذائي للأمهات بطرق الإطعام الأمثل لأطفالهن. ويضيف الدكتور خالد صابر، استشاري تغذية الرياضيين: الغذاء الكامل ليس بغلو ثمنه ولكن بحسن اختياره، ويجب أن يحتوي على جميع العناصر الغذائية وأن تكون كميته مناسبة لحاجة الجسم ومظاهر التغذية الصحية تتمثل في مظهر الجسم المتناسق في الطول والوزن مع العمر، ويظهر على الجسم النشاط والحيوية وعدم وجود بروز بمنطقة البطن أو هالات سوداء حول العين أو سقوط للشعر أو تقصف للأظافر أو تسوس للأسنان ومن مظاهر التغذية غير الصحية عدم تناسب الطول والوزن مع العمر «بدانة – نحافة» وتبدو على الإنسان مظاهر الضعف والإعياء ويشكو الشخص مشكلات هضمية والأرق والنوم غير الهادئ، أما البروتينات فهي ذات فائدة كبيرة للرياضيين، فهي تحسن وظائف الجهاز الهضمي لوجود الفسفور بها، والذي يحسن العمليات العصبية والانعاكسات ويعتمد عليها الجسم في النشاط وتساعد علي التمثيل الغذائي للدهون لوجود الحمض الأميني «المنيونين» وتساعد علي التوازن النتروجيني لوجود الحمض الأميني «تريتوفان» وتساعد علي الوقاية ضد الميكروبات لأن جهاز الدفاع يتكون من بروتينات وقلة البروتينات تؤدي إلى النحافة وهي مهمة في بناء وتجديد خلايا الجسم، أما فوائد الدهون للرياضيين فهي من المواد البنائية، خاصة الأنسجة العصبية وتحافظ على درجة حرارة الجسم الرياضي وحفظ البرودة وتساعد على امتصاص الصدمات في السقوط وفي الاحتكاك بالخصم وحماية الأعضاء الداخلية في الصدمات وتساعد الرياضي علي الاستفادة من الفيتامينات وبها أحماض فسفورية تساعد على استثارة قشرة المخ.