تحرص المملكة العربية السعودية على المشاركة فى الاجتماعات والمؤتمرات العربية والإقليمية والدولية التى تناقش موضوعات وقضايا الطاقة النظيفة والمتجددة التى تطرح على أجندة أعمال هذه الاجتماعات، وكذلك على المشاركة الفاعلة فى المفاوضات الدولية المتعلقة بالتغير المناخي. وتقوم المملكة بالعمل على أن يكون إنتاج واستهلاك النفط والغاز وفق أسس مستدامة، لذا، تولى اهتماماً كبيراً بالقضايا البيئية محلياً ودولياً. وتعتمد المملكة فى مشاركاتها فى المحافل الدولية على محورين رئيسيين فى التعامل مع شئون الطاقة، سواء التقليدية أو الجديدة أو المتجددة. يركز المحور الأول على المستوى الدولي، حيث تتمسك المملكة بأولويات إمداد الطاقة والقضاء على الفقر فى هذا المجال، حيث إن أكثر من 20% من سكان العالم لا يستطيعون الحصول على الطاقة. كما تؤكد المملكة على دور الطاقة التقليدية الميسورة والأقل تكلفة فى دعم هذا التوجه، وتحقيق التنمية المستدامة على مستوى العالم. وشاركت المملكة بفاعلية فى المفاوضات الدولية التى تجرى تحت مظلة الأممالمتحدة بشأن كيفية مواجهة التغير المناخى المحتمل والتأقلم معه، بهدف التوصل إلى اتفاق يأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع الدول الأطراف وعلى رأسها الدول النامية، فى إطار من التوازن والشمولية، لتحقيق نمو إيجابى للاقتصاد العالمى ككل. كما تشارك المملكة فى جميع فعاليات مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأممالمتحدة الإطارية للتغير المناخى (UNFCCC)، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC). وتبذل المملكة العديد من الجهود للمساهمة فى التعاون الدولى للحد من انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، فقد قامت بإعداد خارطة طريق لإدارة الكربون على المستوى الوطني، سعياً لتضافر الجهود والطاقات الوطنية المختلفة لدعم توجه المملكة حيال تطبيق تقنية احتجاز الكربون وتخزينه. وفى هذا الصدد تقوم شركة "أرامكو السعودية" بتجربة مشروعها الخاص بخفض انبعاثات الكربون "الاستخلاص المعزز للنفط عبر حقن ثانى أكسيد الكربون". إضافة إلى تشكيل اللجنة الوطنية لآلية التنمية النظيفة تمشياً مع بروتوكول "كيوتو"، الذى يؤكد على تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة بمختلف جوانبها وفى إطار حماية البيئة. كما انضمت المملكة للمنتدى الريادى لفصل وتخزين ثانى أكسيد الكربون، والذى يمثل شراكة دولية فى مجال تغيّر المناخ ويعنى بتطوير تقنيات فعالة لفصل واحتجاز ثانى أكسيد الكربون. جدير بالذكر، أن السعودية عضو فى تجمع المملكات الأربع، والذى يضم كل من بريطانيا وهولندا والنرويج، حيث أن هذه الدول تمتلك برامج وتعاون فعال فى تطوير تقنيات فصل غاز ثانى أكسيد الكربون وتخزينه، والاستفادة منه فى الاستخدامات الصناعية والتجارية. أما المحور الثاني، فيناقش التنمية المستدامة داخل المملكة وانجازاتها فى مجال الطاقة، حيث تحرص دائماً على توفير الطاقة لدفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والاستفادة من التكنولوجيا والابتكار، مع تطوير مصادر الطاقة المتجددة لتنويع مصادر الطاقة، هذا بالإضافة إلى توفير الوقود الأمثل للاستهلاك المحلي. وفى مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، فقد تم انشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، بهدف ادخال مصادر الطاقة المتجددة إلى منظومة الطاقة المحلية، والبدء باستخدام مصادر بديلة ومستدامة وموثوقة لتوليد الكهرباء وانتاج المياه المحلاه، مما سيقلل من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحرارى وتلوث البيئة. وحالياً، هناك مشروعات قائمة وأخرى تحت الانشاء لاستخدامات الطاقة الشمسية، كمشروع تحلية المياه بالخفجي، والذى تقوم به مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ومشروع مواقف أرامكو السعودية بالظهران، ومشروع حزر فرسان. كما تم مؤخراً، بمبادرة من وزارة البترول السعودية، إنشاء "المركز السعودى لكفاءة الطاقة فى مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ومن أهم أهدافه إعداد برنامج وطنى شامل لترشيد ورفع كفاءة استهلاك الطاقة، ووضع الخطط التنفيذية اللازمة لذلك.