شهدت الداخلية حالة من الاستنفار العام داخل مديريات الأمن وكافة قطاعات الوزارة، بعد 24 ساعة من تفجيرات جامعة القاهرة التى راح ضحيتها العميد طارق المرجاوى رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، وأصيب 5 ضباط آخرين بينهم اللواء عبدالرؤوف الصيرفى نائب مدير أمن الجيزة، أكد مصدر أمنى مسئول بالوزارة أن اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية، أصدر عدة قرارات وتعليمات مشددة الى كافة مديري الأمن ومديري البحث الجنائى، وأجهزة مكافحة المفرقعات، بتمشيط كافة الأكمنة، ومحيط الجامعات وأفرعها بالمحافظات، كما شدد على ضرورة وضع خطة مرور يومية لكل مديرية أمن لتمشيط كافة المنشآت الشرطية والكمائن والارتكازات، وأشار المصدر الأمنى إلى أن وزير الداخلية كلف جهاز التفتيش بالوزارة للتحقيق فى حادث تفجير القنابل أمام الجامعة، وكشف كافة أوجه القصور فى عملية تأمين القوات، وإعداد تقرير عاجل، مؤكدا ان الوزير طلب التحقيق العادل فى هذا الشأن، وكيف تسللت العناصر الارهابية لزرع القنابل فى هذه المنطقة الحيوية، كما أكد المصدر أن ابراهيم طالب مديري الأمن وقيادات الشرطة بعدم الجلوس فى المكاتب والوجود بجانب المواطنين وضرورة الانتشار الجيد لسيارات النجدة والتدخل السريع بكافة المناطق على مدار اليوم، وكذلك إعداد تقارير كل ساعة عن التواجد الأمنى وملاحقة البلاغات والتصرف فيها وارسالها الى المكتب الفنى بالوزارة وقطاع الأمن العام، كما أوضح المصدر الأمنى أن كافة أجهزة الأمن بالمحافظات قامت بإجراء عمليات تأمين مكثفة بالتنسيق مع القوات المسلحة على كافة المنشآت الحيوية وأن وزير الداخلية يتابع بصفة دورية على مدار اليوم كافة تقارير التأمين من أرض الواقع مع مساعديه ومديري مديريات الأمن، وأكد المسئول الأمنى أن أجهزة مباحث وزارة الداخلية وقطاع الأمن الوطنى يواصلون تتبع كافة خيوط جريمة التفجير الارهابى أمام جامعة القاهرة، وذلك بفحص المشتبه فيهم، والتحقيق الأولى مع كافة الاسماء التى تم ضبطها ولها علاقة مباشرة بالحادث عن طريق صفحات التواصل الاجتماعى، كما أكد المصدر أن جهوداً كبيرة تبذلها أجهزة البحث لتحديد المتورطين فى الحادث وضبطهم فى أقرب وقت. وكشف اللواء عبدالفتاح عثمان مساعد وزير الداخلية الاعلام والعلاقات أن تفجيرات جامعة القاهرة تمت عن طريق عبوات ناسفة محلية الصنع يتم تفعيلها عن طريق هاتف محمول ، ووضعها فى مواقع التفجير والاتصال بالهاتف لإحداث الانفجار، وأكد مساعد الوزير فى تصريحات صحفية أن هذه ليست المرة الأولى التى يقوم فيها طلاب الإخوان بزرع عبوات ناسفة بمحيط جامعة القاهرة، مضيفا أن الجماعة الإرهابية دأبت على مثل هذه الأعمال ولن تثنى القوات عن استمرار جهودهم للقضاء على الإرهاب، وضبط المحرضين والقائمين عليها، وأشار عثمان الى انه يتم حاليا حصر كافة الكاميرات الموجودة بمحيط جامعة القاهرة وفحصها، والتحفظ على محتوياتها بعد انفجارات أول من أمس، لافتا إلى أن الأجهزة الفنية من البحث الجنائى والأدلة الجنائية وخبراء الحماية المدنية يقومون الآن بفحص مسرح حادث الانفجارات لكشف غموض الحادث الارهابى، وأوضح «عثمان» أن جهود الوزارة مستمرة وبذلت جهودا كبيرة فى كشف غموض العديد من العمليات الإرهابية، مؤكدا أن مرتكبى حادث الانفجار لن يفلتوا من العقاب وسيتم ضبطهم وتقديمهم للعدالة. في سياق متصل واصلت نيابة حوادث جنوبالجيزة بإشراف المستشار ياسر التلاوى المحامى العام الأول لنيابات جنوبالجيزة تحقيقاتها فى حادث انفجار جامعة القاهرة مع 35 طالبا مشتبها فيهم من جماعة الاخوان الإرهابية. استمع حاتم فاضل رئيس النيابة الي أدمن الصفحة الرسمية الخاصة بكلية الهندسة، حول ما نشرته الصفحة عن التنبؤ بوقوع انفجارات بمحيط الجامعة قبل وقوعها ب14 ساعة وتحذيرها الطلاب من التواجد بالجامعة، بعد الساعة 12 ظهرا ووقوع الانفجار فى ال12.45 دقيقة، وأكد ان مانشرته الصفحة كان بمثابة تحذير للطلاب لعلمهم بقيام طلاب الارهابية بتنظيم مظاهرات بالجامعه فى ذلك التوقيت. كما استمعت النيابة الى أقوال عدد من المصابين الذين تباينت إصاباتهم ما بين اصابات فى الوجه والصدر والبطن وبعض الجروح فى الوجه، وتم استخراج عدد من شظايا القنابل المتفجرة من أجسادهم، وأكد المصابون أمام النيابة ان قنبلة تم زرعها أعلى لوحة اعلانية بميدان النهضة انفجرت أثناء وقوفهم أسفلها، مما أسفر عن اصابتهم واستشهاد العميد طارق المرجاوي، وأكد احد المجندين انه اثناء تواجده بالخدمة وتلقيهم التعليمات من الشهيد طارق المرجاوى انفجرت القنبلة الاولى فأسرع الجميع الى الاختباء ووقف العميد أسفل اللوحة المعدنية فانفجرت منها قنبلة فأسرعنا تجاهه لمحاولة انقاذه الا انه قد فارق الحياة وبعد ذلك انفجرت قنبلة ثالثة أدت الى إصابتنا. كما تسلمت النيابة التقرير المبدئى للصفة التشريحية للشهيد العميد طارق المرجاوى، نتيجة انفجار قنبلتين بدائيتى الصنع بمحيط تمركز قوات الأمن بجامعة القاهرة. وتبين من التقرير أنه لقى مصرعه إثر اختراق مسامير لقلبه طول الواحد 7 سم، وأسفرت عن تهتك القلب والقفص الصدرى، مما نتج عنه نزيف بالصدر وهبوط حاد بالدورة الدموية، وأوضح التقرير انه بعد مناظرة الجثة تبين اختراق شظايا القنبلة المتفجرة لرأسه، مما أسفر عنه تهتك الجمجمة والجزء الأسفل من منطقة الصدر، وتهتك فى الفخذين وإصابة الطرفين العلويين للجسم بكدمات وسحجات متفرقة. وأكد مصدر قضائى أن الشظايا التى تم استخراجها من جسد الشهيد تم تحريزها مع ملابسه الملطخة بدمائه وإرسالها الى خبراء المفرقعات لفحصها وتحديد نوع القنبلة التى تم استخدامها، وأضاف ان تقرير المعمل الجنائى هو الذى يحدد طبيعة المواد المستخدمة فى القنابل التى تم بواسطتها تنفيذ التفجيرات الإرهابية الأخيرة، كما ستكشف عن طريقة الانفجار خاصة بعد ان تضاربت الانباء حول كيفية الانفجار وانه كان عن طريق تايمر او جهاز تحكم عن بعد او بواسطة هواتف محمولة. التفجيرات. كما تواصل الأجهزة الأمنية بمديرية امن الجيزة جهودها لكشف ملابسات. أمر اللواء محمود فاروق مدير ادارة البحث الجنائى بعمل فريق يضم البحث الجنائى بمديرية أمن الجيزة، وقطاع الأمن الوطنى، لتحديد هوية الجناة واكد اللواء محمود فاروق مدير ادراة البحث الجنائى ل«الوفد» أن العميد طارق المرجاوى الذى استشهد فى الحادث لم يكن مقصودا بشخصه وانما تصادف وجوده امس لانه المكلف بالاشراف على عمليات التأمين الخاصة بالجامعة مضيفا أن الشهيد طارق المرجاوى لم يشارك فى فض اعتصام ميدان النهضة كما تردد، حيث كان يتولى حينها منصب مدير مباحث مرور الجيزة، ووقت الفض كان يقضى إجازة سنوية بالساحل الشمالى واكد ان الجناة قاموا بزرع القنابل ليلا وهى عبارة عن قنابل بدائية الصنع تحتوى على مادة التى إن تى والمسامير لكن قرب مسافة وجود القنابل تسبب فى وجود خسائر بالارواح واصابات بين قوات الشرطة. وعلى جانب آخر أكد مصدر أمنى بمديرية أمن الجيزة، أنه تم ضبط 17 شخصًا تم القبض عليهم بمحيط جامعة القاهرة عقب وقوع الانفجار. وأضاف المصدر، أن من تم ضبطهم بعضهم ينتمى لجماعة الإخوان الإرهابية، وأثبتت التحقيقات معهم عدم تورطهم فى العمل الإرهابى وجار اتخاذ الإجراءات القانونية لإخلاء سبيلهم، ونفى المصدر ضبط اى انواع من المتفجرات او ادوات التحكم بحوزة المتهمين، حيث أكد أنهم مشتبه فيهم فقط، ولم يثبت أى أدلة تدينهم. وكان أعضاء النيابة قد غيروا بموقع الانفجار على عدد من المسامير والصواميل الحديدية من جراء انفجار القنابل وتبين أنها محلية الصنع إلا أنها تحتوى على كميات من البارود وال«تي إن تى» والقطع الحديدية، وأن الجانى قام بتفجيرها بواسطة هاتف محمول. ورجحت النيابة أن الجانى كان يقف على مقربة من مكان زرع القنابل وأنه كان يشاهد تحركات الضباط وأعضاء النيابة العامة من بعيد، ويقوم بتفجير القنابل بمجرد تجمعهم قرب الأماكن التى زرعوا فيها القنابل بدليل انفجار القنبلة الثانية بمجرد فرار الضباط عقب انفجار القنبلة الأولى واحتمائهم أسفل لوحة اعلانية تبين أن الجناة زرعوا قنبلة أعلاها وانفجرت بمجرد تجمع الضباط أسفلها كما قاموا بتفجير القنبلة الثالثة بمجرد وصول أعضاء النيابة لمعاينة كشك الحراسة الأمنية مما يدل على أنهم كانوا يقفون على مقربة من الأحداث ويقومون بتفجير القنابل بواسطة الهاتف المحمول. من ناحية أخري تحول محيط جامعة القاهرة وميدان النهضة إلي ثكنة عسكرية وعززت قوات الشرطة تواجدها في كافة الشوارع المحيطة بمبني جامعة القاهرة وتمت الاستعانة بكلاب بوليسية لتمشيط الجامعة والتأكد من خلوها من أي أجسام غريبة أو آلات حادة يمكن استخدامها حال وقوع أعمال عنف، كما تمت إزالة كافة اللوحات الإعلانية الموجودة بالمنطقة منعاً لوضع العبوات المتفجرة داخلها كما تمت الاستعانة بعدد من ضباط القوات الخاصة الذين انتشروا بطول شارع جامعة القاهرة وقاموا بتفتيش المارة وراكبي الموتوسيكلات. واصطفت عشرات المصفحات والمدرعات وسيارات مكافحة الشغب في مواجهة الباب الرئيسي للجامعة علي الجهة الأخري من الشارع الرئيسي المؤدي من والي الجيزة أمام الجامعة ومنعت قوات الشرطة وسائل الاعلام من الاقتراب وتصوير موقع الانفجار لحين الانتهاء من اجراء التحريات والتحقيقات بموقع الحادث. وانتظمت العملية الدراسية داخل الجامعة بعد أن كثف الأمن الإداري تواجده علي أبواب الجامعة وتمت الاستعانة بعناصر نسائية لتفتيش الطالبات المشتبه فيهن وشهد محيط الجامعة حالة من الهدوء الحذر عقب الانفجارات التي وقعت أمام البوابة الرئيسية. وسادت حالة من الخوف والترقب بين صفوف الطلاب وهو ما ظهر في انخفاض الأعداد التي حضرت للجامعة مقارنة بالأيام العادية.