الإعلام الصادق هو الذى يتناول أى حدث بالمصداقية والشفافية ودون غمز أو لمز ودون توبيخ أو تقريع ودون محاباة أو مجاملة!! فقط الحقيقة وحدها ودون رتوش أو مبالغة.. ودون انتقاص أو استظراف.. والإعلام الشريف هو المرآة الساطعة التي تكشف الأمور وبكل وضوح.. وللأسف ما نسمعه أو نقرؤه أو نشاهده في العديد من الوسائل الإعلامية تحول إلى مقامرة وإلى منظرة يتباهى فيها مقدمو البرامج إلى الاستظراف أو أساتذة فى إلقاء المحاضرات وكأننا في قاعة درس تعليمى! ويا ليت دروس الكلام مفيدة ولكنها سقيمة ومملة، ويتبارى البعض في توجيه النصائح وكأنه مصلح اجتماعى أو خبير فى شئون الحياة العامة أو كفيلسوف مع أن ما ينطق به هو «الكسوف»!! والملاحظ أن بعض القنوات الفضائية فقدت البهاء والجذب بسبب حشو الفترات الزمنية للمشاهد ببرامج متشابهة، بل ومتطابقة ومتماثلة.. يكفى برامج ندوات استضافة «الضيوف» الذين يتنقلون من قناة إلي قناة وفي ذات اليوم تعليقاً علي حدث أو تطور سياسى أو إبداء الرأى حول موقف وزارى أو حديث لمسئول، فتجد التعليق المقبول أو المقبور!! للأسف لا تجد مقدم البرنامج المحايد سواء كان مذيعاً أو مذيعة، بل لا تجد الموضوعات الخاصة بالتربية والأخلاق وبث الحمية الوطنية في النفوس أو تمجيد البطولات وإعطاء النماذج المشرفة لأبطال الجيش المصرى وقياداته عبر العصور.. لم أجد برنامجاً مخصصاً عن جهد الرجال أو إلقاء الضوء على النماذج المصرية المشرفة فى أي مجال.. فقد تجد «السيرة» تمر عابرة!! ولكن تغطية مظاهرة أو حادث قتل أو قنبلة «فشنك» أو قطع طريق يتم «فرد» مساحة البرنامج لتلك الأحداث وكأن الخراب قد «عم» البلاد وبالله العياذ. وكثيراً ما ينادى البعض بسرعة إصدار ميثاق الشرف والتعامل الإعلامى لأن الإعلام تحول الآن إلى «حوش بردق» واللطم علي الخدود وشق الجيوب والصراخ والزعيق والولولة وبصورة بعيدة عن سمات وصفات «المرجلة»! ثم ما هذا الإسفاف الذي نلحظه في بعض البرامج، حيث «السهتنة» و«الهدوء المصطنع» والتمثيل الفاضح والمكشوف أثناء تقديم هذا البرنامج.. بصراحة الإعلام المرئى ابتلى بمن يهوون الشهرة والصيت وتماثلوا مع أحفال زيط ومعيط ونطاط الحيط! بل أصبح العديد من مقدمي البرامج «زى» الهم علي القلب، وبغض النظر عن أنه توجد نماذج مشرفة وليست مقرفة!! يا سادة نريد في محتوي البرامج الشرف الوطنى الذي لا يعلو عليه سوي ضمير حي يقدس عزة وأخلاق وتراث هذا الوطن الغالى، فسارعوا باعتماد ميثاق الشرف الإعلامى بدلاً من إعداد سهرات الليالى!!