تعرف على حدود التحويلات عبر تطبيق انستاباي خلال إجازة العيد    محافظ المنيا: حملات مستمرة على مجازر خلال أيام عيد الأضحى    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على صعود    الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى وقف تخريب الأرض    مسؤول إسرائيلي يعلق على مصير عشرات الرهائن في غزة    مسئول في الموساد يعكس "صورة قاتمة" حول صفقة التبادل مع حماس    نائب لبناني عن كتلة الوفاء: المقاومة لا تخضع للتهديد وهي مستعدة لكل الاحتمالات    سرايا القدس تعرض مشاهد لقصف عناصرها جنودا وآليات عسكرية إسرائيلية في رفح    إصابة دموية ل مبابي في افتتاح مشوار فرنسا باليورو (صور)    عملية جراحية بانتظاره.. تفاصيل إصابة مبابي في مباراة فرنسا والنمسا    وفاة أول حاج من الوادي الجديد خلال أداء مناسك الحج    حريق يلتهم مقلة لب بطنطا في ثاني أيام عيد الأضحى (صور)    مفاجأة عن الحالة الصحية للطيار المصري قبل وفاته، والشركة تبرر تصرف مساعده    «قضايا الدولة» تهنئ الرئيس السيسي بمناسبة عودته بعد أداء فريضة الحج    وفاة والد عمرو أدهم عضو مجلس إدارة نادي الزمالك    أحمد حلمي من كواليس "ميمو" ونيللي كريم في طريقها للسعودية ..10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    هيئة الدواء المصرية تسحب عقارا شهيرا من الصيدليات.. ما هو؟    8 أعراض تظهر على الحجاج بعد أداء المناسك لا تقلق منها    عاجل.. لجنة الحكام تكشف عن 4 أخطاء لحكم مباراة الزمالك والمصري    صدمة في فرنسا.. مبابي يخضع لجراحة عاجلة    الأرز ب 34 والسكر 37 جنيهًا.. أسعار السلع الأساسية بالأسواق في ثالث أيام عيد الأضحى الثلاثاء 18 يونيو 2024    محمود فوزي السيد: عادل إمام يقدر قيمة الموسيقى التصويرية في أفلامه (فيديو)    عبد الله غلوش لصاحبة السعادة: عادل إمام مثقف ومتطور ويتحدث بمصطلحات الشارع    عبدالحليم قنديل ل"الشاهد": طرحت فكرة البرلمان البديل وكتبت بيان الدعوة ل25 يناير    إسماعيل فرغلي: ربنا كرمني بعد مرارة سنوات.. وعشت ظروف صعبة لا تنسى    «الأزهر» يوضح آخر موعد لذبح الأضحية.. الفرصة الأخيرة    مرشحو انتخابات الرئاسة الإيرانية فى أول مناظرة يدعون لحذف الدولار.. ويؤكدون: العقوبات أثرت على اقتصادنا.. النفط يُهدر بنسبة 17% والتضخم تجاوز 40%.. ومرشح إصلاحي يعترف: عُملتنا تتدهور والنخب تهرب والوضع يسوء    الزمالك يهدد بمنتهى القوة.. ماهو أول رد فعل بعد بيان حسين لبيب؟    تراجع سعر سبيكة الذهب اليوم واستقرار عيار 21 الآن ثالث أيام العيد الثلاثاء 18 يونيو 2024    من مشعر منى.. ولي العهد السعودي يوجه رسالة للعالم عن غزة    أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس يكشف السيناريوهات المتوقعة عقب حل مجلس الحرب الإسرائيلي (فيديو)    في ثالث أيام العيد.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم في مصر ودرجات الحرارة المتوقعة    وفاة 10 حجاج من أبناء كفر الشيخ خلال أداء مناسك الحج.. اعرف التفاصيل    بيان عاجل من وزارة السياحة بشأن شكاوى الحجاج خلال أداء المناسك    تعليق عاجل من الخارجية الأمريكية بشأن قرار نتنياهو بحل مجلس الحرب الإسرائيلي    بعد الارتفاع الأخير.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 18 يونيو في ثالث أيام العيد    وزراء البيئة بالاتحاد الأوروبي يوافقون على قانون استعادة الطبيعة    «حضر اغتيال السادات».. إسماعيل فرغلي يكشف تفاصيل جديدة عن حياته الخاصة    تهنئة إيبارشية ملوي بعيد الأضحى المبارك    االأنبا عمانوئيل يقدم التهنئة بعيد الأضحى المبارك لشيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب    عاجل.. أميرة نايف تعلن وفاة والدتها: «اللهم ارحم موتانا»    مصطفى عمار: عادل إمام سفير فوق العادة للكوميديا المصرية في الوطن العربي    بعد الفوز على الزمالك| لاعبو المصري راحة    لسبب جسدي.. أنس جابر تعلن غيابها عن أولمبياد باريس 2024    البطريرك يزور كاتدرائية السيّدة العذراء في مدينة ستراسبورغ – فرنسا    التحقيق مع حداد مسلح أشعل النيران في زوجته بسبب خلافات بينهما بالعاشر    قائمة الاتحاد السكندرى لمواجهة الأهلى.. غياب مابولولو وميسى    شقق التضامن الاجتماعي.. تفاصيل تسليم 1023 وحدة سكنية ب 400 مليون جنيه    وكيل «صحة الشرقية» يقرر نقل 8 من العاملين بمستشفى ههيا لتغيبهم عن العمل    الإفتاء توضح حكم طواف الوداع على مختلف المذاهب    مشروع الضبعة.. تفاصيل لقاء وزير التعليم العالي بنائب مدير مؤسسة "الروس آتوم" في التكنولوجيا النووية    شروط القبول في برنامج البكالوريوس نظام الساعات المعتمدة بإدارة الأعمال جامعة الإسكندرية    إطلاق مبادرة «الأب القدوة» في المنوفية.. اعرف الشروط    تعرف أفضل وقت لذبح الأضحية    دعاء يوم القر.. «اللهم اغفر لي ذنبي كله»    ثاني أيام عيد الأضحى 2024.. طريقة عمل كباب الحلة بالصوص    الفرق بين التحلل الأصغر والأكبر.. الأنواع والشروط    الخشت يتلقى تقريرًا حول أقسام الطوارئ بمستشفيات قصر العيني خلال العيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«غزوة الجامعات».. معركة حاسمة ضد الإرهاب
نشر في الوفد يوم 27 - 03 - 2014

«اثبت للعالم إنك عاوز حكم الإخوان».. شعار رفعه طلاب الإرهابية في مظاهراتهم الأخيرة ضمن مخطط تفجير الجامعات، أعلنوا عنه عبر صفحات التواصل الاجتماعي، ومن أجل تفعيله على أرض الواقع زرعوا القنابل بجوار سور جامعة القاهرة،
فيما أعلنوا أيام الدم بجامعة عين شمس، وهدموا أسوار جامعة الأزهر، وانتقل العنف إلى جامعتي المنصورة والزقازيق وغيرهما من جامعات مصر حتى وصل الأمر إلى رفع أعلام القاعدة السوداء، وحرق علم مصر مما أدى الى فصل 23 طالباً ارهابياً مؤخراً، فيما يخضع البعض الآخر للتحقيق، وإذا كانت المواجهات الأمنية أسفرت عن فصل المجرمين من الطلبة ووضع المتاريس أمام أبواب الجامعات فإن خبراء السياسة والتعليم والاجتماع أكدوا أن جامعات مصر بحاجة إلى مراجعة جذرية وهيكلة لإعادة النظام والانضباط داخلها كما أصبحت بحاجة لثورة لاقتلاع جذور التطرف والإرهاب.
تحالفوا مع الإنجليز والقصر الملكي وإسماعيل صدقي:
«الإخوان» والحركة الطلابية.. سجل حافل بالخيانات والغدر
عباس الطرابيلي: طلاب الجامعات أحرقوا العلم «الإنجليزي» و«الإسرائيلي» و«الأمريكي» وطلاب المحظورة أحرقوا علم مصر
صلاح عيسى: انتهازيون ولا أمان لهم ومصلحتهم قبل مصلحة الوطن
لم يلعب الطلاب دوراً في الحركة الوطنية مثل الدور الذي لعبه الطلاب في مصر.. بالتأكيد لم يكن المؤرخ الفرنسي «والتر لاكير» صاحب العبارة السابقة يقصد طلاب الإخوان المسلمين الذين أحرقوا علم مصر وداسوه بأقدامهم وهو بالطبع لم يشهد كما لم نشهد جميعاً من قبل طلاب الجامعات يحرقون مبانيها ويحطمون مدرجاتها.. كان المؤرخ الفرنسي قارئاً جيداً لتاريخ نضال طلاب مصر ضد الاحتلال الانجليزي واستبداد القصر.. وكان ذهنه مشغولاً ببطولات مصطفى كامل رائد الحركة الوطنية ومحمد فريد وغيرهم ممن حفرت اسماؤهم بالنور في ذاكرة الوطن.. ومازال العديد من اسماء رموز الحركة الطلابية محفورة على نصب تذكاري أمام الباب الرئيسي لجامعة القاهرة.
من النضال للتخريب
فارق شاسع بين ما سطره طلاب الجامعات في مصر منذ الثلاثينيات وعلى مراحل مختلفة لاعلاء قيمة الوطن، وبين ما يفعله طلاب الارهابية الآن من تلويث وتشويه للحرم الجامعي وتلك الافعال التخريبية التي لن يغفرها التاريخ للجامعة وطلابها الارهابيين!
لم يكن العام الدراسي 2013- 2014 هو الأسوأ في تاريخ طلاب جامعة الإخوان المسلمين فذاكرة المصريين متخمة بأفعالهم المشينة التي لم تكن أبداً تعمل إلا لصالح جماعتهم ولفكرها المشبوه وكانوا دائما يسيرون عكس التيار الوطني فهم المتحالفون مع الانجليز.. ومع اسماعيل صدقي في اتفاقه المشبوه معهم وقتها واستغل زعيمهم «الجامعي» مصطفى مؤمن كتاب الله ليزكي وجهة نظرهم المؤيدة له في اتفاقية الدفاع المشترك مع المستعمر الانجليزي ووقف مردداً وسط الطلاب.. «واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً».
وما يحدث في جامعات مصر الآن يسير في اتجاه معاكس للارادة الوطنية بل يتخذ الارهاب وسيلة للتعبير عن نفسه وهو ما لم تشهده الحركة الوطنية على مدى عشرات السنين في مصر التي كانت داعماً للنضال الوطني من اجل الاستقلال والاستقرار فيما يسير في اتساق تام مع حركة الجماعة الارهابية على مر التاريخ التي امتلأت بالخيانات والعمالة والموالاة لكل من يعمل ضد مصر.
ويذكر أن مصطفى كامل هو رائد الحركة الطلابية في مصر الذي أوجد تنظيم الطلبة لأول مرة كقوة مؤثرة في مجال العمل الوطني وبدأها بطلاب المدارس العليا بتأسيس «نادي المدارس العليا» عام 1905 وكان ضد الاحتلال ثم اكمل الزعيم محمد فريد المسيرة ليطور دور الطلاب في الحركة الوطنية من خلال تنظيم الاضرابات وتنظيم الاحتجاجات ضد الانجليز ومن تعاون معهم ونادي الطلاب وقتها بالاستقلال التام أو الموت الزؤام كما وقف طلاب الجامعات داعمين الزعيم سعد زغلول بعد الحرب العالمية الأولى لتمثيل مصر في مؤتمر صلح «فرساي» وقام الطلاب وقتها بتوزيع أنفسهم الى لجان تلف المحافظات وتجمع التوقيعات من العمال والفلاحين لدعم زعيم الأمة.
ويقسم الكتاب الكبير عباس الطرابيلي التاريخ الوطني للحركة الطلابية إلى مراحل حيث لعب الطلاب و«الأفندية» ودوراً كبيراً في بدايات ثورة 1919 بل كانوا وقود الثورة الحقيقي حتى طالبات مدرسة البنات انضمنن لهم مع طلاب السعيدية والمدارس العليا وكانوا جميعاً يناضلون ضد الانجليز وكانوا القوة الأساسية التي تعمل لمصلحة الوطني واعلاء كلمته، ثم في الفترة من 1930 - 1935 عندما ألغى صدقي دستور 1923 الذي يقيد سلطات الملك وصدر دستور 1930 الذي اعاد للملك كثيراً من السلطات فهب الطلبة وقادوا حركة اقنعت الاحزاب بتشكيل جبهة وطنية هى «الاتحاد الوطني ضد الاستبداد وفساد القصر» مطالبين باعادة العمل بدستور 23 ولم تتوقف الحركة لمدة 5 سنوات نجحت فيها في تكوين الجبهة الوطنية من الأحزاب الوطنية وأُجبر الملك فؤاد على إلغاء دستور 30 وإعادة العمل بدستور 23، أي أن حركة الطلبة هى التي قادت حركة النضال من أجل الدستور، الأساسية في تاريخ مصر السياسي.
ثم يأتي دور الطلاب بعد الحرب العالمية الثانية وحتى سنة 1950 عندما قام اسماعيل صدقي بالاتفاق مع الانجليز وتيقن الجميع ان مشروع المعاهدة الذي توصل إليه صدقي لن يحقق مطالب الأمة التي كان يرعاها حزب الوفد واستمرت من سنة 45 الى ديسمبر 1949 وكانت هذه الفترة أعظم الفترات ليبرالية في تاريخ مصر قادها الطلبة ولهذا أقول لطلبة جامعة القاهرة والأزهر ارجعوا الى التاريخ إلى النصب التذكاري أمام الجامعة الذي شهد نضال الطلبة وسقوط العشرات منهم من أجل استقلال واستقرار الوطن.
وفي الفترة من 1950 إلى 1952 خلال حكومة الوفد الاخيرة قاد الطلبة حركة النضال المسلح ضد الانجليز، ويشير عباس الطرابيلي إلى أن التاريخ يؤكد أن طلبة الجامعات كانوا في مقدمة الحركة الوطنية، ويتساءل: أين نحن الآن مما جرى وما يجري منذ شهور طويلة، حيث نرى مظاهرات تخريبية تخرج لتدافع عن مصالح جماعة ارهابية، وهناك فارق عميق بين من يتحرك لبناء الوطن ومن يتحرك لحرقه، ولا أعتقد أن مصرياً خالصاً يجرؤ على أن يفكر مجرد تفكير في حرق العلم، فعلم الدولة هو شرف الدولة فهل يقبل أحد أن يدنس ويهان شرفه؟
وعلى مدى تاريخها كانت الحركة الوطنية ضد عنصرين أساسيين أساءا إلى مصر والمصريين هما الاحتلال الانجليزي والفساد الملكي ولم يفكر أي مواطن باحداث عنف وكان أقصاها «ترماي انقلب» ولم نشاهد هذه الحرائق إلا في 26 يناير سنة 52 عندما أحرق الإخوان القاهرة لكي يظهروا على السطح السياسي. الطلاب الوطنيون على مر نضالهم أحرقوا العلم الانجليزي والعلم الاسرائيلي والأمريكي ولكن لم يحرق وطني علم بلده ويقول الطرابيلي: فليذهب كل طالب متظاهر الآن الى النصب التذكاري في جامعة القاهرة ليجد أسماء الوطنيين الحقيقيين مسجلاً في لوحة الشرف.
تاريخ مشين
وعن تاريخ الإخوان في الجامعات يقول الكاتب الصحفي صلاح عيسى: لم يظهر الإخوان على ساحة العمل الطلابي إلا نهاية الأربعينيات وقبل ذلك لم يكن لهم ذكر.. وعندما ظهروا كانوا يسيرون دائما عكس الاتجاه الوطني وعندما كانت الحركة الطلابية الوطنية ضد اسماعيل صدقي في تحالفه مع انجلترا انسحبوا هم وشكلوا الجبهة القومية لتأييد اسماعيل صدقي وكان من فضائحهم خطبة زعيمهم مصطفى مؤمن «واذكر في الكتاب اسماعيل».
وفي عهد الرئيس أنور السادات كانت الحركة الطلابية ضد الاتفاق مع اسرائيل فيما رفعوا هم شعارات التأييد الخاصة بهم للتصدي للطلبة الناصريين واليساريين وكانوا متحالفين مع السادات وكانوا دائما لهم نظرة حزبية ضيقة الأفق انتهازية ليست لصالح الوطن بل ولكن بمطالب الجماعة ودائما يتحالفون مع القوى السائدة حتى ينمو في ظلها لذا كان موقفهم دائما مليئاً بالتقلبات ولا أمان لهم حتى في عهد مبارك لم يعارضوه ولم يساندوا معارضيه.
عندما كانت الحرائق تشتعل بالجامعات وعلم مصر يُحرق ويُدهس تحت أقدام طلاب الإرهابية، كان نادي أعضاء هيئة التدريس يناقش ضرورة الانتهاء من التحقيقات مع الطلاب المقبوض عليهم أثناء الاحداث الأخيرة لاقتراب مواعيد الامتحانات، ودعا النادي في بيانه إلى ضرورة تحلي الطلاب بالقيم والتقاليد الجامعية والمحافظة علي المنشآت باعتبارها أموالاً عامة مع ضرورة اتخاذ اجراءات صارمة مع من تجرأ علي الحرم الجامعي أو عمد لتعطيل الدراسة والحقيقة أن الاجراءات التي تتخذ ضد طلاب الإرهابية والتي وصلت إلى الفصل يراها الكثيرون غير كافية وغير رادعة، فالإرهابيون استباحوا دماء زملائهم باطلاق الرصاص والخرطوش واستباحوا أعراض حتي أساتذتهم بتمزيق ملابسهم وتصويرهم ومطاردتهم حتي بيوتهم، ووصل الأمر لحد حرق المباني وهدم أسوار الجامعة، كما حدث في جامعة الأزهر بل وحرق علم مصر ودهسه بالأقدام فيما رفعت أعلام القاعدة السوداء في مظاهراتهم الدموية وتم اقتحام المدرجات وترويع زملائهم وإذا كانت المواجهات الامنية حتمية في هذه المرحلة التي تستوجب ذلك فإن الأمر بات يستوجب أيضا معالجة القضية من جذورها والبحث في أسباب تمادي الجماعة بأفكارها المعادية للدولة في أرجاء الجامعات وبث سمومها بين الطلاب وغسل ادمغتهم وجعلهم خنجرا في ظهر الوطن.
فالعنف الطلابي في رحاب الجامعات، بات ظاهرة لا يمكن إزاءها دفن الرؤوس في الرمال، والعودة إلى ما يتردد دائماً أن نسبة من يرتكب أو يتسبب في المشاكل الطلابية محدودة تنتمي إلى تيار إرهابي أو أن الدوافع كذلك معروفة لدى من يقدم على ارتكاب مثل هذه الأعمال الاجرامية داخل أسوار الجامعة وهو أي الطالب يعلم ما هي العقوبة المنصوص عليها إذا ما أخلّ بالنظام داخل الجامعة.
رادع قوي
فصل الطلاب من الجامعة ليس رادعاً قوياً لطلاب الإرهابية فباتوا يهددون الجامعات بالجحيم وقد تم الكشف مؤخراً عن مخطط لتفجير الجامعات وإذا كان الأمر كذلك وكان المعنيون في الجامعات على اطلاع تام بدوافع العنف الكامنة لدى فئة من الطلاب، فإن السؤال المطروح هو لماذا لم تتمكن هذه الإدارات من معالجة تلك الدوافع وخلق قيم المحبة والاحترام والتواد وقبلها الانتماء للجامعة بل للوطن ذاته وإعادة العلاقة بين الطلاب والأساتذة إلي مسارها الصحيح؟ واعادة العلاقة بين الطلاب بعضهم البعض رغم اختلاف الافكار والمعتقدات السياسية وهذا يتطلب مراجعة الاساليب والنظم الجامعية التي سمحت بتنامي الأفكار المتطرفة وتبني افكار معادية للمجتمع، بما سمح بتدهور الاحوال واعمال التخريب داخل الجامعة والاعتداء علي الطلبة والاساتذة والمباني والإخلال بالأمن والنظام إلى أن أصبحت المسألة تتخذ أشكالا غريبة علي المجتمع الجامعي وان كانت في صميم عقيدة الاخوان الإرهابيين جديدة، كما حصل مؤخرا في بعض الجامعات، الامر الذي يتطلب مناقشة القضية بصراحة متناهية واضعين بعين الاعتبار أولا وأخيرا مصلحة الجامعة التي هي جزء من الوطن، علما بأن تسابق جهات عديدة وعلي رأسها ادارات الجامعات نفسها لبحث هذه المشكلة لا ينفي أن منظومة العمل داخل الجامعة اصابها العطب وتدهورت العلاقات الداخلية فيها سواء علي مستوي الطلبة أو الاساتذة بما سمح بتنامي هذه التيارات الشاذة بداخلها التي اعتدت على الاساتذة والطلاب والمباني وحرقت الابنية ورفعت اعلام القاعدة وحرقت علم مصر، وبعيداً عن الجدل الخاص بعودة الحرس الجامعي نتساءل: هل العنف في جامعات مصر يتطلب فصل الطلاب الإرهابيين فقط؟ أم اننا بحاجة إلى حزمة اجراءات اضافية تعيد إلى جامعات مصر ربيعها؟
إن دراسة هذه الظاهرة تحتاج إلى دراسة الأسباب الحقيقية لنشوئها، ومعرفة مكمن الخلل ومن ثم وضع الحلول والمقترحات العملية ليتم تطبيقها وضمن فترة زمنية تحددها إدارات الجامعات الحكومية والخاصة المطالبة بتقديم حلول حقيقية متكاملة لها، وألا تكتفي بإيقاع الإجراءات التأديبية القانونية المجردة خاصة عندما يتعلق الأمر بأعمال ارهابية أفسدت العملية التعليمية وبثت الرعب في أرجاء الحرم الجامعي وامتدت بالرصاص والمولوتوف إلى الشوارع المحيطة واصابت الابرياء. الامر يحتاج لمناقشة جادة وعميقة، كما يجب على إدارات الجامعات زيادة مساحة الحوار مع الطلبة والمصارحة بينها وبين الطلبة عبر وسائل مؤسسية حقيقية وناجحة.
فالعنف في الجامعات، مسألة خطيرة، تحتاج في الوقت ذاته إلى متسع من النقاش الجاد والعميق بعيداً عن أي مظهر شكلي أو بروتوكولي، مع ايجاد قاعدة معلوماتية عن أعداد الطلبة المشاركين في أي مشكلة تحدث داخل أي جامعة، وهم معروفون بالاسم لدى شئون الطلبة بكل جامعة بل وكل كلية لمعرفة ما يدور بداخل كل منهم لكي يتم تحديد نقاط القوة والضعف لدى هذا الطالب أو ذاك والتعامل مع أوجه الخلل في بداياتها.

انهيار أخلاقي
الدكتورة آمنة النصير، الأستاذ بكلية الدراسات الاسلامية ترفض اغلاق الجامعات امام الجميع بناء علي افعال فئة ضالة، لكن علي الأقل من يرتكب جرماً يجب أن ينال العقاب، ومن يتطاول علي الاساتذة ويحرق ويخرب يفصل من الجامعة وهذا قرار عادل فلا نستطيع تحمل ما تقترفه ايديهم النجسة ولا ان تتولي الجامعة تعليم وتأهيل المجرمين كما انني شخصيا لا استطيع ان ادرس لطلاب بهذا الانهيار الاخلاقي ولا يمكنني كأستاذة جامعية ان ينساب عقلي في المدرج أمام مثل هؤلاء الطلاب لأن وجودهم في حد ذاته نوع من الاجرام في حق الجامعة والعِلم نفسه وهؤلاء ابناء عاقون لابد ان يبتروا من الجامعات لإعادة الانضباط اليها فهذا أمر واجب يحتاج إلى علاج شامل، لكن عندما تسترد الدولة قوتها وعافيتها لأننا الآن في حالة سيولة ومصر تحاول التحرك خطوة إلي الأمام ومازلنا في انتظار انتخابات رئاسية وبرلمانية، وتضيف: قضية الجامعات المصرية في حاجة إلى مراجعة لأسلوب التأهيل والمعاملة سواء علي مستوي الطلاب أو الاساتذة أو المناهج ونحن بحاجة إلى ثورة شاملة واصلاح العقول والعلاقات الانسانية بين الاساتذة والطلاب ونتمني ان نري نهضة حقيقية في الجامعات.
عقاب جنائي
الدكتورة كريمة الحفناوي، أمين عام الحزب الاشتراكي المصري، أكدت أن فصل الطلاب الإرهابيين قرار تأديبي اداري فرضته الفوضي والتخريب والتدمير من قبل أنصار الجماعة داخل الجامعة، ما اضطر المسئولين لاستحداث مادة في قانون تنظيم الجامعات تفرض التحقيق الفوري مع الطلاب الذين ارتكبوا جرئم وعمدوا إلى تعطيل الدراسة والعقوبة تكون رادعة عندما تأتي في الوقت المناسب وتمنع الآخرين من الإقدام علي أفعال مماثلة، ومن البداية أسهم التباطؤ في اتخاذ الاجراءات اللازمة في اشعال الموقف، والمسئول عن ذلك وزير التعليم ورؤساء الجامعات منذ البداية، ما أدى إلى انتشار العنف، وترى الحفناوي أن فصل الطلاب الإرهابيين غير كافٍ لاعادة الانضباط للجامعات، فلابد من اتخاذ عدة اجراءات اولها توقيع العقوبة الجنائية بجانب العقوبة التأديبية لينال المجتمع حقه حسب المادة 86 من قانون العقوبات، حيث من اللازم تحرير محاضر للطلاب المجرمين وأن يقدموا للنيابة والمحاكمة لأنهم أولاً اعتدوا علي منشآت عامة وروعوا آمنين وخربوا وحرقوا ودمروا، أيضاً لابد من مواجهة الافكار الإرهابية في الجامعات ومكافحة التطرف الذي استشري بين الشباب وذلك بالسير في اكثر من اتجاه. اولاً المواجهة الأمنية ثانيا العدالة الناجزة وسرعة الفصل في قضايا الإرهاب عن طريق دوائر متخصصة خلال 48 ساعة كما حدث في الاجراء التأديبي لاقتلاع الإرهاب من جذوره، ثالثاً: ضرورة تنمية المجتمع والقضاء علي الفقر، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وعلي الوزارات دور في إعادة الثقافة التنويرية في المجتمع من قصور ثقافة ووزارة شباب بالاضافة إلى وزارتي التعليم والتعليم العالي، وبالطبع المؤسسات الدينية مطالبة بمكافحة التطرف بالفكر واقتلاعه من جذوره.
تعديل القانون
الدكتور كمال مغيث، الباحث بمركز البحوث التربوية وعضو مجلس ادارة المعاهد القومية يؤكد ان العنف في الجامعات لن يتوقف عند حد فصل المخربين، وللأسف هناك نوع من التراخي في مواجهة الإرهاب، الامر الذي يشجع هذه العناصر الاجرامية علي التمادي واقتراف المزيد من العمليات التخريبية ليس داخل الجامعة فقط بل في المجتمع كله، فالقضية ذات ابعاد عديدة وهناك العديد من الامور العالقة التي لا تتم متابعتها كنيل الإرهابيين جزاءهم أو متابعة وسائل التمويل للجماعة، وماذا حدث لأموالها فهناك تقصير وتراخٍ من الدولة أدي إلى تمادي هؤلاء الإرهابيين، ووجه «مغيث» النقد إلى رئيس الوزراء قائلا: هل كنا بحاجة لفقدان 6 من رجال الشرطة العسكرية لنقول اننا سنتصدي للارهابيين؟ انه خطاب ضعيف وصادم ونحن نحتاج لتعديل قانون الجامعات بحيث يجرم كل اشكال العنف داخل الجامعة، وقال: انا شخصيا انتمي لجماعة 9 مارس وارفض مبدئيا دخول الأمن للجامعات لكن الظرف الآن مختلف، وفكرة ان يظل الأمن بالخارج لاستدعائه في حالات بعينها يصبح كأننا نتعامل بالقطعة، ويؤيد مغيث فصل الطلاب من الجامعة حال اقدامهم علي افعال اجرامية مثلما يحدث مع اخوان الإرهاب، لكنه يراه غير كاف ولابد ان يكتمل الأمر بالشق الجنائي ويتحول إلى النيابة والمحاكمة وللأسف فالجامعة تواجه خطراً أشد وهو فقدان قيمتها لدي الطلاب لانها لا تنقذهم من العنف أو شبح البطالة الذي ينتظرهم في طابور عريض مع من سبقوهم من الخريجين، واذا اعتبرنا ان الجامعة مؤسسة تعليمية وتربوية يحصل فيها الطلاب علي علوم من الصعب الحصول عليها خارجها فإن الامر لم يعد بهذا الشكل، فالأساتذة الآن متعجلون والمذكرات في عصرها الذهبي، ولم يعد هناك حرص علي العلاقة بين الاستاذ والطالب داخل الجامعة وآلية سير عملية التدريس لا تجعل الطالب يحترم استاذه وفقدت الجامعة قيمتها ولا تؤمن الطلاب من الانضمام لطابور العاطلين والعمل بالسياسة فعندما كنا طلابا كنا نتظاهر ونحن نحترم جامعتنا واساتذتنا ولم يتخيل احدنا ان نوجه لفظاً نابياً لأستاذ أو نحرق أو ندمر.
إعادة بناء
الجامعات المصرية بحاجة إلى اعادة بناء هذا ما يراه شريف بهجت نائب وزير الشباب في حكومة الوفد الموازية قائلاً: الموقف في جامعات مصر اكبر من المواجهة الأمنية وأعتقد ان هناك افتقاداً للحنكة من قبل ادارات الجامعات في مواجهة ما يحدث، فلا يوجد فصل بين طلاب الجماعة الإرهابية ولا يوجد حصر وتحديد لاعداد المنتمين للجماعة والذين يقترفون أفعالا اجرامية، مما يوسع دائرة الخصوم ولابد الا نفصل الجامعة عما يحدث في المجتمع كله، فالمعاناة عامة، ويشير بهجت إلى أن العلاقة بين الأساتذة والطلاب يستحيل ان تبني علي اساس سليم في ظل كل هذه الاعداد الغفيرة الموجودة داخل المدرجات مما يحرم العملية التعليمية من اهم ركائزها، فلا يوجد أي نوع من التواصل بين الطلبة والاساتذة واذا كنا نتحدث عن اعادة الانضباط إلى الجامعة، فلابد اولا من وضع استراتيجية جديدة للقبول بالجامعات وربط الاعداد المقبولة باحتياجات سوق العمل كما هو حاصل في الدول المتقدمة كألمانيا، ودراسة احتياجات الدول الجاذبة للعمالة المصرية والأهم من ذلك ربط سوق العمل بالمناهج التي يدرسها الطلاب في الجامعات وتطوير العملية التعليمية نفسها حتي يتخرج طلاب يشعرون بأهميتهم للمجتمع ويقدرون قيمة الجامعة والانتماء للوطن كله.
عنف طلاب المحظورة سبب أساسي:
الحرم الجامعي.. ساحة حرب
نبيل نعيم: قدرتهم على الحشد أصبحت ضعيفة.. والهدف: تعطيل خارطة الطريق
د. ليلى عبدالمجيد: إثارة الفوضى خطة ممنهجة والمهم استمرار الحسملم يتوقف الإخوان عن ممارسة كل أشكال العنف داخل الحرم الجامعي، ويبدو أن «التنظيم الدولي» للجماعة يهدف إلى تعطيل الدراسة وإلحاق أكبر ضرر بالمنشآت الجامعية لاظهار الدولة في صورة الضعيف واحراج مصر أمام العالم، فأصبح الحرم الجامعي في الفترة الأخيرة مسرحاً للعنف والمظاهرات وساحة للحرب وصار أيضاً وكراً لبلطجة الطلبة والطالبات وميداناً لاستعراض فنون التخريب والحرائق.. والمؤسف أن يتم استخدام الطلبة - عماد المستقبل - لتحقيق أجندات خاصة من قبل جماعة الإخوان لعرقلة خريطة الطريق وشل الحياة السياسية في مصر.
إذا عدنا إلى الوراء سنجد أنه في نهاية عام 2006 انشغل الرأي العام بالعرض الذي أداه طلبة الإخوان في جامعة «الأزهر» احتجاجاً على شطبهم من الانتخابات الطلابية، وهو ما أحدث تفاوتاً كبيراً في تصنيفه، فالحكومة رأت وقتها أنه «عرض عسكري» و«ميليشيا طلبة الإخوان» بينما دعاة الإخوان انفسهم بأنه «عرض رياضي»، وأطلق عليه آخرون «استعراضاً للفنون القتالية» مثل «الكاراتيه» و«الكونغ فو» وعلى الرغم من الضجة التي أثارها الحدث إلا أن القضاء لم يدن أياً من الطلاب المشاركين فيه!
وربما كان الاستعراض الذي قام به طلاب الإخوان مقدمة لما حدث ويحدث الآن من أعمال عنف في أعرق الجامعات المصرية، وهى الأزهر والقاهرة وعين شمس ثم باقي جامعات مصر.
لقد احتدت وتيرة العنف داخل جامعة «الأزهر» حيث تظاهر منذ عدة أيام المئات من الطلاب المنتمين للاخوان أمام المبنى الرئيسي لادارة الجامعة بمدينة نصر ورددوا هتافات معادية لقوات الشرطة والجيش وطالب المتظاهرون بعودة الشرعية التي تعني وفقا لهم عودة مرسي الى الحكم، وأطلقوا الشماريخ داخل الحرم الجامعي مما دفع ادارة الجامعة الى استدعاء قوات الأمن لمواجهة أعمال الشغب التي قام بها الطلاب، وأدت الى هدم السور الفاصل بين الجامعة والمدينة الجامعية للبنين، وفي جامعة «الزقازيق» أصيب 12 شخصاً، هم سبعة أفراد بالأمن الاداري وخمسة طلاب، بجروح وكدمات عديدة، في اشتباكات عنيفة وقعت بين أنصار الإخوان ومعارضيهم، في حين تمكنت قوات الحماية المدنية من ابطال مفعول عبوتين ناسفتين بدائيتي الصنع، عثر عليهما داخل كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، كما اشتعل العنف أيضاً بجامعة «المنصورة» منذ أيام قليلة حيث نظم طلاب الاخوان مظاهرة طالبوا خلالها بعودة مرسي بعد أن رددوا هتافات مناهضة للشرطة والجيش، كذلك شهدت جامعة «السويس» وقفة احتجاجية لطلاب الإخوان فلماذا زادت حدة العنف في الجامعات حتى وصلت الى هذا الحد؟!
مخطط كبير
يقول الشيخ نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد في مصر سابقاً، إن ما يقوم به طلبة الإخوان في الجامعات هو مخطط لافشال خريطة المستقبل واسقاط الدولة المصرية وافهام العالم أن مصر دولة مضطربة وبالتالي يحجم رجال الأعمال عن الاستثمار فيها، لكن من الواضح أن قدرة الإخوان على الحشد أصبحت ضعيفة، فالدراسة مستمرة بالرغم من محاولاتهم هذه.
وكل ما يقومون به هو من أجل أن تستمر عملية تمويلهم من الخارج فالتمويل لن يأتيهم الا إذا استمرت اعمال العنف، ويكفي ما شاهدتاه من القبض على طالبة بجامعة «الأزهر» كانت تحمل «ماء النار» لمنع الطلبة من دخول الامتحان وعندما تم القبض عليها، اتضح أنها تحمل مبلغ 14 ألف جنيه وقد اعترفت بأنها حصلت عليها من الإخوان.. أما احداث الانفجار الأخيرة بمنطقة الهرم فقد اعترف مرتكبوها بأنهم يتلقون الدعم المالي، فمن يشارك في المظاهرة يحصل على مبلغ 500 جنيه، أما من يقوم بالاشتباك مع رجال الشرطة، فيحصل على مبلغ ألف جنيه! وفي النهاية إن ما تقوم به تلك الجماعة إنما هو نوع من «الافلاس» بعد أن فقدوا تعاطف الشعب المصري معهم.
إثارة الفوضى
د. ليلى عبد المجيد، عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر، تؤكد أن خطط الإخوان عملية ممنهجة لاثارة الفوضى في الجامعات المصرية لافشال العملية التعليمية وهم يريدون أن يظهروا للعالم بأنهم مازالوا يملكون القدرة ولديهم السيطرة على الأمور لكنهم في النهاية «قلة» ووسائل الاعلام أحياناً تحقق لهم هدفهم عندما تسلط عليهم الأضواء وتطالب الدكتورة ليلى بضرورة التعامل بحسم مع هؤلاء الطلبة وتواجد رجال الشرطة داخل الجامعات لمواجهة أعمال العنف خاصة بعدما تم ضبطه من قنابل بجامعة القاهرة.
باختصار أن ما يقومون به الآن هو بسبب عدم قدرة الجماعة على الحشد الخارجي فأصبح أملها الوحيد أن تكون الجامعة داخل البؤرة الاعلامية المحلية والعالمية لاستغلالها لخدمة أهدافها.
أسقطت ثورة 30 يونية نظام الإخوان، وكان من المفترض أن يسقط أيضاً أساتذة الجامعات المنتمون لهذا النظام، ولكن لم يحدث ذلك، والخطير أنه يوجد حوالي 150 أستاذاً جامعياً هم من أخطر ما يكونون على مستقبل الجامعات المصرية، مازالوا موجودين في مناصب حيوية في الجامعات ما بين عمداء ورؤساء جامعات وبعضهم ينتمي للتنظيم الدولي الذي يقوده المرشد الجديد، ما يدل على محاولة لاسقاط الدولة المصرية وتحويل الجامعات إلى ساحات قتال وعنف، فمتى يتم تطهير الجامعات المصرية من التنظيم الإرهابي؟
جاء قرار المستشار عدلي منصور، رئيس الجمهورية، بإقالة رئيس جامعة بورسعيد الدكتور عماد عبدالجليل المنتمي لجماعة الإخوان من رئاسة الجامعة، ليضع حداً لأخونة الجامعات.. ولكن مازال هناك بعض قيادات ورؤساء الجامعات الذين جاءوا في مناصبهم في عهد مرسي ليس بسبب كفاءتهم ولكنهم جاءوا لأنهم يتبعون التنظيم الدولي الاخواني، هؤلاء حصلوا على 85٪ من المناصب المهمة في الجامعات المصرية وبعضهم كانوا «خلايا نائمة».. ومازالوا في مناصبهم حتى الآن!
يقول د. عاطف عامر، أستاذ الكيمياء بكلية العلوم، منسق القوى الوطنية الثورية بجامعة الزقازيق، إن التسيب الذي يحدث في الجامعات المصرية منذ 30-6 هو مسئولية وزير التعليم العالي والحكومة السابقة لعدم اتخاذ قرارات حازمة من شأنها ايقاف نزيف الدم داخل الجامعات، وقد تقدمنا بالعديد من الشكاوى والبلاغات التي تثبت أخونة القيادات العليا بالجامعات المصرية بدءاً من المجلس الأعلى للجامعات، ورؤساء الجامعات وعمداء الكليات ووكلاء الكليات ورؤساء الأقسام ورؤساء الكنترولات، فضلاً عن أخونة الجهاز الاداري بالجامعات، وتكمن المشكلة في عدم اتخاذ قرارات حازمة مع أعضاء هيئة التدريس الذين يعد انتخابهم باطلاً، كما أن هناك أكثر من حُكم محكمة بالقضاء الاداري في أكثر من جامعة تكشف عن بطلان انتخابات أندية أعضاء هيئة التدريس الإخوانية لما شابها من تزوير، والخطير أيضاً هو قيام أساتذة الإخوان بالتلاعب في النتائج لتعيين ابنائهم كمعيدين مما يعد استكمالاً لفرض سيطرتهم داخل الجامعات، ومما لا شك فيه أن الطلبة لا يتحركون إلا بمساندة ورعاية أعضاء هيئة التدريس، بل إن طلبة الإخوان الذين يتغيبون عن الامتحانات العملية والنظرية ونراهم يتواجدون خارج قاعات التدريس، لا تتم محاسبتهم على الغياب أو حتى ارسال انذارات اليهم من قبل الجامعة بل يتم التستر عليهم، والأدهى من ذلك أن جميع الطلبة الذين شاركوا في المظاهرات حصلوا على الدرجات التي تستلزم حضور المحاضرات، هذا بالاضافة إلى ما يحدث من تسريب الامتحانات لطلبة الاخوان.. لذا نطالب بتحويل أعضاء هيئة التدريس المحرضين على المظاهرات إلى مجالس تأديبية مع ضرورة تطهير الجامعات المصرية من أساتذة الإخوان.
د. محمد كمال، مدرس الأخلاق بجامعة بني سويف، المتحدث باسم مؤتمر 31 مارس لأعضاء هيئة التدريس، يقول: لقد حذرنا مع بداية العام الدراسي من وقوع أعمال شغب بالجامعات تنفيذاً لمخطط الإخوان في إشاعة الفوضى بالبلاد وقد قدمنا الحلول المناسبة وأبلغناها للمسئولين ولكن للأسف لم يتم العمل بها وما يحدث الآن من فوضى سببه تراخي المجلس الأعلى للجامعات وعدم اتخاذه قرارات حاسمة ولعل ذلك يرجع الى أن بعضهم ينتمي لجماعة الإخوان، كما أن بعضهم عقد صفقة مع الجماعة بحيث يقوم الطلبة بالتظاهر كيفما شاءوا دون تخريب وذلك مقابل عدم اتخاذ أي اجراءات رادعة ضدهم، ونحن نحمل المجلس الأعلى للجامعات المسئولية فيما يحدث من أعمال عنف الآن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.