انتابت قري وعزب مركز بني عبيد شرقي محافظة الدقهلية حالة غضب من الأهالي علي التنفيذيين ومسئولي المحافظة، وعلي رأسهم اللواء عمر الشوادفي محافظ الدقهلية والذي اكتفي بالتصريحات البراقة وتناسي هموم هذه القري السبع التي تعاني انعدام الخدمات، تقع هذه القرى السبع علي حدود محافظة الشرقية وهي: «العامرية، الحجانفة، والبحر القديم، ورجب عسكر، وقرية رفعت، وأبو خضر، وعفت، الزهيري» التابعة لمركز بني عبيد بالدقهلية، أكد المواطنون أن قراهم لم تمتد لها يد الحكومة لمعالجة المشاكل والأزمات. وتعد أهم المشاكل مصرف أبو المعاطى الباز الذي يقع في أول طريق بني عبيد ومصرف بحر حادوس، قال الشيخ سامي أبوالعلا إمام وخطيب من أهالي القرية: إن المصرف عمقه يتعدي 20 مترا وبطول 12 كيلو مترا ويطل عليه حوالي 10 قري ويتعدي السكان علي جانبيه قرابة 30 ألف نسمة، كما أن علي الروائح الكريهة والأوبئة أصابت أغلبية أهالي القرية بالأمراض الفتاكة ويعدالمصرف المجمع الرئيسي لصرف معظم محافظات الدلتا وينتهي في بحيرة المنزلة ويعتمدون عليه في ري أراضيهم الزراعية ويسبب أمراضا كثيرة للمزارعين وكل من يتغذي علي المنتجات الزراعية بسبب الري فمياه المصرف مخلوطة بالصرف الصناعي من «المنصورة للراتنجات». وأضاف أن تلك القرى محرومة من شبكة الصرف الصحي ويعتمد الأهالي علي طرنشات أو الصرف في المراوي والمصارف ومنها «بحر حادوس» وهناك اختلاط بين مياه الشرب والصرف الصحي وهذه كارثة بيئية وتصيب الجميع بأمراض لا حصر لها ومعظمهم فقراء لا يستطيعون مواجهة تلك الأمراض بالكشف أو العلاج. ويضيف سالم محمد سالم، فلاح من اهالي قرية «عامرية» قائلا: إن سوء الخدمات الصحية تكاد تقتل المريض لأن 10 قري تخدمها وحدة صحية واحدة بقرية الزهيري وبها طبيب واحد ولا يوجد بها أي إمكانيات لا أجهزة ولا أدوية ولا نوبتجية ولا استقبال ليلي، فحدود عملها حتى الثانية عصرا فقط وأقرب مستشفي علي بعد 20 كيلو مترا بمدينة بني عبيد. أما عن مشاكل التعليم فيقول خالد عطية من أهالي قرية رفعت: إن تلك القرى العشر لا توجد سوي مدرسة وحيدة بقرية الزهيري تعليم أساسي «ابتدائي، وإعدادي ويعاني الأطفال من بعد المسافة والتي تتعدي من 7 إلي 8 كيلو للوصول إلي مدارسهم حسب كل قرية والأطفال يضطرون للسير علي الأقدام لعدم وجود مواصلات بسبب الطريق الترابي والذي يصعب عليه السير أثناء دخول فصل الشتاء، كما أن أقرب مدرسة للمرحلة الثانوية تبعد عن تلك القري بمسافة ما يقرب من 20 كيلو لوجودها بمدينة بني عبيد. ويضيف محمد ماجد من أهالي قرية عفت: إن ثورة الأهالي بعد ان طفح الكيل بهم بسبب تجاهل محافظ الدقهلية ومعاونيه من التنفيذيين حيث يعاني سكان تلك القرى من تجاهل كامل لجميع الخدمات فلا وجود لأي طرق توصلهم بخدمات المركز منذ أكثر من 10 سنوات إلا من خلال طريق ترابي بطول 8 كيلو مترات يمر بمصرف «بحر حادوس»، الذي يصل عمقه لأكثر من 20 مترا والذي كان بدوره مصيدة ومقبرة لكثير من أبناء هذه القرى، وقد طالبنا الحكومات المتعاقبة رصفه وإنارته ولكن لم يستجب أحد، مشيرا إلي أن مديرية الطرق بالدقهلية شرعت في رصف الطريق منذ خمس سنوات. كما أن انهيارات للجسر علي جانبي الطريق وبمحاذاة بحر حادوس ولمسافات طويلة أصبحت تشكل كارثة يومية وتسببت في حوادث كثيرة وخسائر في الأرواح وخاصة في فصل الشتاء. أما محمد السيد أحمد من أهالي قرية «أبوخضر» فيقول: إن محولات الكهرباء العمومية الخاصة بتلك القرى من الطراز القديم المتهالك وقدرة المحول لا تتعدي 50 كيلو وات لتغذي قريتين علي سبيل المثال، وهذه المحولات لا تتحمل سواء في الصيف أو الشتاء وترتب علي ذلك الكثير من أعطال وأصبحنا نعيش في ظلام دامس، كما أن شبكة الكهرباء متهالكة، فالأعمدة تتساقط، وبرغم أن الشركة قامت بزرع أعمدة كهرباء جديدة منذ أكثر من خمس سنوات إلا أنها لم تعمل ولم يتم تركيب الأسلاك او حتي عزل تلك الأعمدة مما ترتب عليها تهالك معظمها قبل أن تدخل العمل وهذا أيضا يمثل إهدارا للمال العام!! ورغم الاستغاثات فإن المسئولين صموا آذانهم عن أهالي تلك القرى سواء من مسئولي ما قبل الثورة وحتى في عصر الإخوان والآن مع عمر الشوادفي المحافظ الحالي ورئيس مجلس المدينة والذي رفض لقاءنا. وطالب مصطفي صلاح المحامي الوصول لأدني صور للحياة بتوفير الخدمات الطبيعية ليشعر الإنسان بأنه يعيش حياة كريمة كما أقرها الدستور الجديد لأننا تحت خط الفقر، فالمسئولون يدفعوننا الي الإضراب وإعلان العصيان المدني بسبب عدم توفير أبسط سبل الحياة الكريمة، وأضاف: سنمنع أولادنا من الذهاب الي المدارس حرصا علي حياتهم، والامتناع عن التعامل مع الجهات الرسمية بالمحافظة والمركز وكذلك عدم دفع أي رسوم ولا فواتير مياه ولا كهرباء ولا نظافة بسبب سوء هذه الخدمات. وقدم الأهالي بلاغات للنائب العام في كل من «المحافظ، ورئيس مجلس مدينة بني عبيد، ووكيل وزارة الطرق ومدير عام الطرق ببني عبيد، ووكيل وزارة الكهرباء» لإهدار المال العام والتقاعس عن القيام بمقتضيات مهام وظائفهم مما ترتب عليه تعريض حياة المواطنين للمرض والموت.