قبل أيام كان الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء السعودية ضيفا في أحد البرامج المباشرة بإذاعة القرآن الكريم، اتصل به أحد المواطنين من الرياض أو المدينةالمنورة لا أذكر، يطلب منه أنه يفتيه فى طعام البوفيه المفتوح فى الفنادق والمطاعم العامة، هل هو حرام أم حلال؟، قال المواطن: إن الكثير من المحلات أخذت بنظام البوفيه المفتوح الذى يعمل به فى الفنادق الكبرى، وترحب بالمواطنين يأكلون منه ما يريدون مقابل مبلغ محدد، وفى البوفيه العديد من أصناف الأطعمة والحلويات والمختلفة فى السعر، وأصحاب المحلات يقولون للمواطنين: كُلْ ما تشاء بعشرة ريالات أو خمسين ريالاً، دون تحديد للطعام، هل يجوز هذا؟، هل نأكل ما نريد من الأطعمة مهما ارتفعت أسعارها عن المبلغ الذى سددناه لأصحاب المحلات؟، وهل هذا الطعام حرام أم حلال؟. هذا سؤال المواطن السعودي، وفى ظني هو من الأسئلة المشروعة والمنطقية، حيث إن المواطن يرى أنه يأكل أطعمة وحلويات تفوق في كمياتها وأسعارها المبلغ الذي سدده للمحل أو الفندق، ومن حقه أن يريح ضميره أمام نفسه وأمام الله عز وجل. تخيلوا ماذا كانت إجابة الشيخ صالح بن فوزان عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء السعودية، قال حرفا ونصا: «أن يأكل المرء ما شاء بدفع مبلغ معين من المال هو أمر «لا يجوز» شرعا، لماذا يا فضيلة الشيخ؟، لأن: «من يدخل البوفيه ويأكل ما يشاء، وهو محدد السعر، فهو مجهول، والبيع والشراء مشترط فيه أن يكون البيع والشراء معلومَين.، هذا آخر كلام يا مولانا؟، نعم «من يحضر إلى بوفيه ويُقال له كُلْ ما تشاء بعشرة ريالات أو خمسين ريالاً، دون تحديد للطعام، فهذا مجهول؛ ولا يجوز». هذا الشيخ على وجه التحديد ممن يحرمون جميع أنواع الفنون، التصوير والموسيقى والتمثيل والرسم والغناء، وبالطبع الرقص، حيث سبق وأفتى بأنه لا يوجد بالموسيقى والمعازف وآلات اللهو شيئاَ منها حلال، وحذر من أن يستثنى شيئاً منها في الإباحة، وعندما سئل بأن هناك موسيقى تصاحب نشرات الأخبار والمسلسلات والبرامج وأنها لا تثير الغرائز، قال حرفا ونصا: النبي صلى الله عليه وسلم حرم المعازف والمزامير، وأجمع العلماء على ذلك، كما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية، فلا يجوز لأحد أن يستثني شيئاً منها، ويخصصه بالإباحة، والرسول ينهى عن ذلك ويحرمه، فلا يجوز هذا، ما في بالموسيقى شي حلال ولا في المعازف وآلات اللهو شي حلال». بالطبع فتوى الأخ صالح الفوزان الخاصة بتحريم البوفيهات المفتوحة يحتاج لمراجعة من العلماء الذين نثق فيهم، لأنه عرف عن الفوزان تشدده واعتناقه الفكر السلفي المتشدد الذي يعتمدون فيه على فتاوى ابن تيمية، لهذا نضع طعام البوفيهات المفتوحة أمام العلماء في مصر، خاصة أن فتوى الفوزان قد انتشرت ونقلتها عن الإذاعة السعودية العديد من المواقع الخبرية، وعلى رأسها موقع «السى إن إن» التي تصدر باللغة العربية. السؤال: هل الأكل من بوفيهات مفتوحة حرام؟، وهل هذا يشمل الفنادق الكبرى؟، ولماذا يتم تحريمها وهى بموافقة صاحب المحل او الفندق؟، وهل أصحاب الفنادق أو المحلات التى تقدم الأطعمة فى البوفيهات المفتوحة ستحصل مبالغ أقل من تكلفة ما يقدم للمواطن؟.