فى القوات المسلحة ولمن دخل الجيش يعرف الحراسة المسلحة، التى نطلق عليها أسماء «البرنجى والكنجى والشنجى» وهى أسماء الخدمات التى تبدأ بعد طابور التمام المسائى, على مدار الليل لحماية المعسكرات والمنشآت العسكرية. والحارس البرنجى, بعد ثلاث ساعات من الأمان, يسلم للكنجى, ليسلم لزميله الشنجى, وفى جميع الخدمات يتم تحديد كلمة «سر الليل» ومن يضبط متسللاً بحرم الخدمة ولا يعرف كلمة السر, يتم «تثبيته» بالآلى والتعامل معه كعدو، حتى يتم تحديد هويته! وحادث مسطرد الإرهابى الجبان الذى راح ضحيته ستة شهداء يجعلنا نتساءل: لماذا لم يتم تطبيق نظام الحراسة بالتناوب؟.. ويجعلنا نصرخ بضرورة اليقظة على طريقة «الشنجى» المسلح فى نقط الكمائن والمرور, التابعة للشرطة والجيش على الطرق السريعة والفرعية, المترامية الأطراف, التى يسكنها الهدوء التام وتكاد تغلق مع ساعات الليل! فالشهداء الستة, قتلوا بدم بارد وهم فى حضن الدفء العاصف بصوت الريح وعواصف الرمل وعويل الذئاب, وعلى رؤوسهم المصاحف الشريفة, لتشير عناوين وسطور آياتها البينات, بضياء الرحمة والقصاص يوم القيامة على القتلة الذين أطلقوا رصاص الغدر, وتصعد أرواح الشهداء الطاهرة, إلى بارئها, بلا ذنب غير أنهم فتية آمنوا بربهم, وحملوا أرواحهم, فداء لله والوطن, وطالما أننا فى حالة حرب مع الإرهاب فقد وجب الحذر بتشديد الإجراءات الأمنية على طريقة «سر الليل»، لا سيما أن كل نقاط الجيش والشرطة المنتشرة بين ربوع المدينة على الطرق وداخل المدن والقرى, أصبحت هدفاً سهلاً لجماعة الإرهاب والدم والمؤلفة قلوبهم! ومع قرب تنفيذ آخر بنود خارطة الطريق, وانتخاب رئيس للجمهورية واستحقاق الانتخابات البرلمانية, وبعد فتاوى شيوخ الإرهاب بوجوب قتل وحرق ضباط وأفراد وسيارات الشرطة والجيش!.. من باب السلمية الدموية التى يتشدقون بها, وفى ظل غطاء إعلامى ينتشر على طريقة «لطم الخدود.. وشق الجيوب» على حقوق الإنسان والتعذيب من بعض أصحاب دكاكين حقوق الإرهاب ومصاصى الدم, بدراهم قطر ودولارات أمريكا, منسقة التفكيك وراعية الفتن فى ربوع الخريف العربى!.. لتنطلق مرادفات التعذيب والفلول والتراجع وحقوق الثوار الأطهار والشباب الثورى! يا قوم نحن فى حالة حرب فلا مجال للتراخى, نريد محاكمات سريعة وفاصلة, وثأرية, وقضاءً قاطعاً بالحق, وصارخاً بالقصاص وموالياً لحق الدم!.. نريد يقظة «الشنكى والكنجى», فى ساعات الليل والنهار! اجعلوا مشاهد الخراب والرؤوس الطائرة لرجال وأطفال ونساء فى سوريا والعراق, وتقسيم اليمن السعيد الذى أصبح شقياً برعاية كيرمان نوبل, وتفجيرات وحرق سيارات الشرطة ومديريات الأمن ومهازل الاتحادية ومجازر كرداسة ومسطرد, وأصوات الأعداء «الشامتة», كانت دافعاً ساخناً, يدفع الدماء فى عروقنا, فلا تزهق أرواحنا بليل ولا تضيع بغير حق! يجب أن تعلم حكومة محلب أنها فى حالة حرب, وللحرب خطط وخدع, وهجوم, وإجراءات غير تقليدية, تتجاوز حاجز الطبيعة, وتتذكر أن الجماعة أصبحت إرهابية بحكم وقوة القانون وإرادة الشعب! وحسناً فعل مجلس الوزراء عندما عقد اجتماعاً عاجلاً بعد حادث مذبحة مسطرد, وسمعنا المهندس «محلب» يقول: إن مصر تمر بمرحلة خطيرة!.. ولكننا لم نسمع ما يشفى غليل أمهات الشهداء, وكل الأمهات التى تنتظر سماع خبر يهدئ القلوب ويشيع الأمل!.. سمعنا كلاماً سبق وردده «الببلاوى», بعد تفجيرات المنصورة والقاهرة وحرائق جامعات الأزهر والقاهرة والمنصورة! آخر كلمة لا نريد بعد اليوم أن نسمع كلاماً فارغاً عن حقوق متربص وخائن وقاتل, لا نريد أمساخاً وأشباه رجال, لا نريد كلاماً مغموساً بعفن المال, إذا كنا فعلاً نريد الخير والأمان لوطن, يحمل هموماً بثقل الجبال.