كشف التقييم الجديد للتغيرات فىي غابات العالم عن مدى التراجع فى استخدام الأراضى الحرجية (الغابات) خلال ال20 عاماً الأخيرة، حيث تقلصت مساحة الغابات بنحو 3ر5 مليون هكتار/ سنوياً، أى ما يعادل خسارة صافية تناهز أربعة أضعاف رقعة إيطاليا أو مساحة كولومبيا. وذكرت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) فى تقرير لها اليوم، وزع فى القاهرة، أن النتائج المحدثة للاستشعار عن بعد، فى إطار مسح عالمى، إلى أن مجموع مساحة الغابات بلغ 3.89 مليار هكتار أو ما يعادل 30 بالمئة من المساحة الكلية لليابسة على وجه الأرض. وأكدت أحدث البيانات الصادرة بمناسبة اليوم الدولى للغابات، الذى يوافق 21 مارس، أن رقعة العالم الحرجية تواصل تراجعها لا سيما من الغابات الاستوائية بأمريكا الجنوبية وإفريقيا. وذكرت "الفاو" أن تحسين المعلومات حول موارد الغابات العالمية عامل حاسم لوقف إزالتها غير الشرعى وتدهورها، وبحث السبل الكفيلة بتحسين توافر المعلومات عن حالة الغابات على جميع المستويات، وطنياً وعالمياً. وقال المدير العام للمنظمة جوزيه غرازيانو دا سيلفا، "لكى نتحلى بكل الجدية فى جهود وقف إزالة الغابات، تماشياً مع تحدى القضاء المبرم على الإزالة غير المشروعة للغابات، لا بد أن تتاح معلومات وبيانات محدثة وسليمة". وفى جميع أنحاء العالم، عوّضت مكاسب التحريج، وغرس الأشجار، والتوسع الطبيعى للغطاء الحرجى (بما يبلغ 10.2 مليون هكتار كل سنة) جزئياً عن الانخفاض الكلى فى استخدام الأراضى الحرجية، نتيجة لإزالة الغابات والكوارث الطبيعية على مدى فترة زمنية من 20 سنة (بنحو مليون 15.5 هكتار سنوياّ). على أن اختلافات إقليمية كبرى فيى خسائر الغابات ومكاسبها سادت خلال هذه الفترة، إذ انخفضت مساحة الغابات الاستوائية فى أمريكا الجنوبية وإفريقيا وآسيا - وسُجلت أكبر خسارة من حيث القيمة المطلقة فى البقعة الاستوائية من أمريكا الجنوبية، تليها إفريقيا الاستوائية - فى حين أبلغ عن مكاسب تحققت فى مجال الغابات بالمناطق شبه الاستوائية والمعتدلة من آسيا. وتتوزع الغابات فى العالم على نحو غير متساوٍ ويعثر على أقل من نصف غابات العالم فى المجال الاستوائى (45 بالمئة من مجموع مساحة الغابات)، بينما يقع نحو الثلث فى مجال المناطق الشمالية (31 بالمئة) وثمة كميات أصغر فى مجالى المناطق المعتدلة (16 بالمئة) وشبه الاستوائية (8 بالمئة). وترد هذه البيانات فى أول مسح متسق لإظهار التغيرات فى استخدام الأراضى الحرجية ضمن المجالات البيئية الرئيسية الأربع على مدى السنوات العشرين الماضية. ولتطوير المسح، عملت منظمة "الفاو" عن كثب مع أكثر من 200 خبير من 107 بلاد، ويأتى هذا الإنتاج ثمرة لشراكة بين المنظمة وبلدانها الأعضاء، إضافة إلى مركز البحوث المشتركة للمفوضية الأوروبية "JRC". وأكد غرازيانو دا سيلفا أن المجتمعات المحلية فى الغابات تلعب دوراً حاسماً فى الاستجابة لأخطر تحديين يواجهان الغابات اليوم، أى عمليات القطع غير المشروع وتدهور حالة الغابات؛ وفى الوقت ذاته فإنها تظل من بين الفئات السكانية الأكثر ضعفاً فى العالم. وحث المدير العام لمنظمة "فاو" الحكومات على دعم الفئات الضعيفة من السكان واعتماد سياسات أفضل للحوكمة، لمساعدة الملايين ممن يعتمدون على الغابات فى معيشتهم على الإفادة من العديد من المنتجات والخدمات الحرجية. وقال، "ففى أكثر الأحيان، نجد أن الذين يتحملون عبء الاستثمار الأكبر لإدارة الغابات على نحو مستدام هم المجتمعات المحلية، وصغار المزارعين، والمجتمعات الأصلية، أى أولئك الذين كرِّست من أجلهم السنة الدولية للزراعة الأسرية. لكن دعم هؤلاء يتطلب أكثر من الكلمات، ويحتاج إلى حوكمة متماسكة ومتسقة على جميع الأصعدة، من المستويات المحلية إلى المستوى الدولى - كسند لمساعينا فى الإدارة المستدامة للغابات، ذلك إذا كان لنا أن نتجنب ترك الغابات والسكان المحليين عرضة لإخفاقات السوق ومجبرين على الانخراط فى أنشطة تغل نتائج غير مرغوب فيها مثل إزالة الغابات وتدهور مواردها". يذكر أنه فى العام الماضى أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة 21 مارس يوماً عالمياً سنوياً للغابات، كتاريخ للاحتفاء بالغابات دولياً والتوعية بأهميتها الحيوية.