شهدت عمليات الحرب ضد الإرهاب الأسود ضربة استباقية من القوات المسلحة والشرطة ضد عناصر بيت المقدس. أسفرت المواجهات عن استشهاد عميد وعقيد من ضباط الجيش وإصابة ضابط شرطة من العمليات الخاصة يدعى محمد عبد الهادى وإصابة ربة منزل من أهالى المنطقة ومصرع 5 من الإرهابيين وضبط 4 آخرين. كما عثرت أجهزة الأمن على 25 برميلاً لمادة ال"تى إن تى" و4 بنادق آلية و4 أحزمة ناسفة. كشف اللواء أحمد حلمى مساعد أول وزير الداخلية فى تصريحات خاصة ل"لوفد"، تفاصيل الضربة الأمنية ضد عناصر الإرهاب، وأكد أن تحريات قوات الأمن كشفت عن وجود وكر يختبئ به عدد من الإرهابيين، وأكدت معلومات الأجهزة الأمنية قيام مجموعة من العناصر التكفيرية لأنصار بيت المقدس بتشكيل بؤرة إرهابية واتخاذها من أحد ورش تصنيع الأخشاب بقرية عرب شركس التابعة لمركز قليوب بمحافظة القليوبية مكاناً لاختبائها وإخفاء المواد المتفجرة والأسلحة النارية وانطلاقاتها لارتكاب العديد من الحوادث الإرهابية فى الفترة الأخيرة. وبعرض المعلومات والتحريات التى اشترك فيها الأمن الوطنى على اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، أمر بتكوين مأمورية ضمت قوات العمليات الخاصة والأمن الوطنى والأمن العام ومديرية أمن القليوبية بالاشتراك مع خبراء مفرقعات سلاح المهندسين بالقوات المسلحة، وبعد تحديد ساعة الصفر للعملية، تم إعداد خطة تمويه، للانقضاض على المجموعة الإرهابية، بعد تحديد تواجدها، وبمداهمة البؤرة دارت معركة شرسة استمرت 3 ساعات متواصلة، استخدم فيها عناصر الإرهاب الأحزمة الناسفة والدراجات النارية والسيارات المفخخة ضد القوات التى قامت بمبادلتهم إطلاق الأعيرة النارية بكثافة عالية. سقط فى الساعة الأولى للمواجهات 3 من الإرهابيين، وفى محاولة للإرهابيين تفجير المكان بواسطة أحزمة ناسفة، تعاملت القوات معهم، وأسفرت المواجهات عن انفجار عبوة ناسفة أدت لاستشهاد عميد فى سلاح المهندسين من القوة المرافقة فيما استشهد عقيد آخر بالجيش إثر تلقيه دفعة رصاص من أحد الإرهابيين خلال تبادل لإطلاق النار. فيما أصيب الرائد محمد عبد الهادى من قوات العمليات الخاصة ومواطنة تدعى حنين عثمان تواجدت بالمصادفة أثناء تبادل إطلاق النار، كما نجحت أجهزة الأمن فى القضاء على 5 إرهابيين وضبط 4 آخرين واستمرت المواجهات عدة ساعات قامت بعدها أجهزة الأمن بإخلاء المنطقة بالكامل وإبطال مفعول الأحزمة الناسفة. وعلى جانب آخر كشفت معلومات الأجهزة الأمنية أن وكر المجموعة الإرهابية كان مستأجراً منذ 40 يوماً من تاجر ملابس عن طريق سمسار لمجموعة شباب قالوا إنهم من محافظة الشرقية قاموا بعد استئجاره بتحويله من مخزن بلاستيك إلى ورشة نجارة للتمويه، ولم يلاحظ عليهم أحد من أهالى المنطقة أى شىء مريب ولكن الملاحظة الوحيدة كانت فى إغلاق المكان بصفة مستمرة. يذكر أن منطقة المواجهات تقع بين مدينتى القناطر الخيرية وقليوب، وهى منطقة ليست مأهولة بالسكان وقريبة من منفذين أحدهما للطريق الزراعى والآخر للطريق الدائرى من خلال ميدان الحادثة بالقناطر الخيرية مما يسهل تحركات الجناة فى حالة الدخول والخروج. وأكد شهود العيان من أهالى المنطقة أنهم لا يعرفون هوية المتهمين وأنه ليس لأحد بالقرية علاقة بهم وأنهم كانوا غرباء عن المكان ولم يحتكوا بأحد طوال فترة تواجدهم ولم يكونوا على اختلاط بأى أحد من المنطقة. وقال أحمد سالم إسماعيل 40 سنة تاجر ملابس، من أهالى المنطقة وصاحب المخزن المشار إليه إنه قام بتأجير المخزن لأفراد الخلية الذى أقنعه أحدهم أنهم سيستخدمونه كورشة نجارة وأكد أنه لم يلاحظ شيئاً على المتهمين ولم يكن له علاقه بهم، مشيرا إلى أنه سلم أجهزة الأمن عقد الإيجار المبرم بينه وبين المتهمين وقال إن المكان ملحق به حجرتان وكان يستخدم كمخزن للبلاستيك قبل تأجيره. شهدت المنطقة تكثيفا أمنيا وفرضت أجهزة الأمن طوقاً أمنياً حول المكان وبدأت أجهزة الأدلة الجنائية برفع بصمات جثث الإرهابيين وتصويرهم للاستعلام عن هويتهم وتحديدها، وانتقلت النيابة لمكان الواقعة حيث تم معاينة المخزن والتحفظ على فوارغ الطلقات وبراميل المتفجرات ومتعلقات الإرهابيين.