فجّر مشروع المليون وحدة سكنية، الذى قامت القوات المسلحة المصرية بالاتفاق على تنفيذه مع شركة "أرابتك" الإماراتية على مدى السنوات الخمس المقبلة، موجة من التعليقات والآراء فى الشارع المصرى، فهناك آراء – وهى الغالبية – التى رأت فى ما قامت به القوات المسلحة أنما هو جزء من دورها المعتاد فى خدمة الوطن والمواطن. وأشارت الغالبية إلى أن المشاريع العملاقة التى تنتشر فى أنحاء مصر هى من تنفيذ القوات المسلحة، وأن ما تقوم القوات المسلحة إنما تقوم به ليس ابتغاء شهرة وإنما خدمة تؤديها القوات المسلحة عن طيب خاطر لصالح الوطن، كما أبدت بعض الآراء امتنانها وشكرها لدولة الإمارات الشقيقة على ما تبذله من جهد وتأييد لمصر ووقوفاً إلى جوارها فى كل الأزمات والشدائد. على الجانب الآخر أبدت آراء أخرى رأيها فى مشروع المليون وحدة على أنه رشوة ودعاية انتخابية للمشير عبدالفتاح السيسى من أجل الانتخابات الرئاسية المقبلة. أكد محمد سامى أمين عام حملة "كمل جميلك" والمستشار الإعلامى للحملة أن مشروع المليون وحدة سكنية لمحدودى الدخل هو مشروع قومى يخدم الأسرة المصرية والشباب المصرى، لافتاً إلى أنه لو تم التفكير بمبدأ أن أى شىء يقوم به أى شخص لخدمة الوطن والمواطن هو دعاية من أجل الانتخابات المقبلة فلن يفعل أحد شيئاً ولن يتم انجاز أي شىء. وأضاف سامى أن ما تردد فى الآونة الأخيرة حول مشروع المليون وحدة، وانه دعاية من أجل انتخابات الرئاسة المقبلة، فهو كلام عار تماماً من الصحة، مشيراً إلى أن المشير عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع ليس فى حاجة إلى هذه الدعاية، لكون المشير يحظى بحب الشعب وثقته منذ الثلاثين من يونيو عندما انحاز المشير لإرادة الشعب ودافع عن الوطن. وأشار سامى إلى أن القوات المسلحة تقوم بمشاريع عدة لخدمة الوطن والمواطن بعيدة تماماً من السياسة، والقوات المسلحة تقوم بدور الجندى المجهول وهى تسعى الى رفع العبء عن كاهل المواطن لتوفير حياة كريمة له. فيما أكدت محاسن السنوسى المنسق العام لحملة "بأمر الشعب" والمتحدث الإعلامى للحملة أن مشروع المليون وحدة سكنية التى سوف تخصص لمحدودى الدخل هو مشروع قومى بحت شأنه شأن المشاريع القومية التى تمت فى مصر لخدمة المواطن وتوفير حياة آدمية له والقضاء على العشوائيات التى تهدد حياة المواطنين. وأضاف السنوسى، فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن دولة الإمارات الشقيقة تساند مصر فى كل المجالات ومصر لا تنسى دور الشيخ زايد آل نهيان فى الوقوف إلى جانبها. وأوضحت السنوسى أن المشروع سوف يكون فى كل محافظات مصر لافتة إلى انه لم يتم تحديد أسعار هذه الوحدات السكنية. واستنكرت ما يتردد بأن المشروع هو دعاية انتخابية ورشوة للشعب، مضيفة بأن الشعب المصرى ذكى جدا، ويعرف من يقوم برشوته ومن يقوم بخدمته ويعرف تمام المعرفة أن المشير هو من ضحى بروحه ووقف بجوار الشعب فى ثورة30 يونيو والمشير لا يحتاج لمثل هذه الدعاية وهو وقواتنا المسلحة يقوم بتأدية الواجب فقط . وقالت السنوسى أن هذا المشروع يحترم كرامة المواطن المصرى ويحترم آدميته وانه مشروع سوف يخدم جميع المصريين، مطالبة الجميع بمساندة هذا المشروع والوقوف بجواره، موضحة أن الشعب قد حسم أمره ووضع ثقته فى المشير. حيث قال علاء سماحة، رئيس مجلس إدارة بنك التنمية والائتمان: هل الهدف من مشروع المليون وحدة هو فقط تسكين او توفير شقق، طبعا لا، هذه أحد الاهداف لكن ما هى نتيجة مثل هذه المشروعات الانشائية العملاقة. وأضاف سماحة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك": تشغيل أعداد ضخمة من العمال والمهندسين فى جميع المجالات يعنى خلق دخل مالى، ويعنى استهلاك وشراء نتيجة استخدام هذه الأموال فى شراء السلع، ويعنى مصانع تعمل وتنتج وكلما زاد الإنتاج فإن هذا يعنى انخفاض التكلفة والأسعار، وبالتالى تتراجع نسب التضخم والبطالة. وقال الناشط السياسى ممدوح حمزة، إنه رفض تبنى القوات المسلحة، مشروع إنشاء المليون وحدة سكنية للشباب محدودى الدخل مع شركة "أربتك" الإماراتية. وأضاف خلال لقائه مع الإعلامية رانيا بدوى فى برنامج "فى الميدان" على قناة "التحرير"، أنه لا يمكن لشركات استثمارات هادفة للربح أن تبنى مشروعاً لمحدودى الدخل، مشيرًا إلى أن "كل قرش تضعه الشركة ستحصل فى مقابله على ثلاثة أضعافه، وتابع: "أقطع دراعى لو تم تنفيذ المليون وحدة سكنية". وأشار إلى أن الحكومة ووزارة الإسكان، مهمتهما توفير إسكان لمحدودى الدخل، ولا أعلم لماذا تتدخل القوات المسلحة فى المشروع. وأوضح أن فتحى البرادعى وزير الإسكان الأسبق أعلن عن إنشاء مليون وحدة سكنية، وطالب الدكتور إبراهيم محلب رئيس الوزارء بالإجابة على سؤال "هل المليون وحدة سكنية التى أعلن عنها البرادعى عقب ثورة يناير، هى نفسها المليون وحدة التى تبنيها الشركة الإمارتية؟". وأكد أن منع البناء فى الوادى والدلتا وفتح البناء فى الصحراء الغربية هو الحل لأزمة الإسكان فى مصر. فيماعلق عدد من انصار جماعة الإخوان الإرهابية على المشروع عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك" و"تويتر" أن هذا المشروع هو مشروع "الفنكوش" على حد قولهم. وأضافوا أن المراد بهذا المشروع الدعاية الانتخابية للمشير عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع والانتاج الحربى فى حال ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة وكسب اصوات الشباب فى جميع المحافظات.