قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: إن سلسلة من الإجراءات الدبلوماسية الجريئة عبر الشرق الأوسط، خلال الأسبوع الماضى كشفت مدى تعميق الشرخ بين النظام فى قطر الصغيرة وجيرانها من العرب الأقوياء. وتابعت الصحيفة أن سلسلة الإجراءات الدبلوماسية بدئت بسحب كلا من السعودية والإمارات والبحرين سفرائها من الدوحة بسبب دعمها للإخوان والمتطرفين فى سوريا، ومن ثم أعلنت السعودية إدراج الإخوان وداعش والنصرة ضمن قوائم الإرهاب. وفى الأشهر الثمانية الماضية عقب الإطاحة بالرئيس المعزول "محمد مرسي"، لعبت قطر دور المضيف لعدد متزايد من الهاربين من مصر وإتاحة استخدام شبكة الجزيرة الفضائية بوصفها المنبر للخطاب المعارض للحكومة المصرية المؤقتة، مما اثار غضب مصر وحلفائها فى الخليج. وأوضحت الصحيفة أن الصراع داخل مجلس التعاون الخليجى الذى يضم ست دول يؤكد خلاف جوهرى على أنظمة الحكم التى تدور رحاه فى جميع أنحاء المنطقة، بعد ثلاث سنوات من موجة عارمة من الثورات التى أطاحت بالنظام المستبدة فى شمال أفريقيا والشرق الأوسط. ومن جانبه، قال "وحيد حنا"- خبير فى شؤون الشرق الأوسط وزميل بارز فى مؤسسة القرن- "اعتقد انه بات من الواضح أن دول الخليج تعانى مرارة الإنقسامات، الناجمة عن خلافات أكبر بكثير من مجرد إختلاف حول السياسيات الخارجية. فالبنسبة للسعوديين والإماراتيين، الإختلافات حول السياسة الخارجية تتوافق مع التهديدات الأمنية الداخلية." ورأى محللون أن قطر قد رسمت مسارا مختلفا على نحو متزايد من جيرانها الخليجيين، فى محاولات ورغبات فى ترك بصماتها الخاصة على الخريطة، ولكنها أيضا كانت تراهن على أن الإسلاميين سيكون الفائزين بعد الربيع العربي. ومنذ نوفمبر الماضي، ضغطت المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى على قطر لكبح جماح قناة الجزيرة وتقليص دعمها لبعض الجهاديين فى سوريا، وإغلاق مؤسسات الفكر والرأى المثيرة للجدل حرجة، وفقا لتقرير صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية. وأكد محللون ان قطر باتت غير مستعدة للرجوع عن موافقها تجاه المنطقة، وهو ما بات واضحا مع استمرار رجل الدين التابع لهم "يوسف القرضاوي" فى إنتقاد الحكومة المصرية وباقى الممالك الخليجية التى تدعمها.