قررت عدة دور سينما مصرية عرض الفيلم الأمريكي العالمي «سيدنا نوح» ابتداء من 26 مارس الحالي. يرصد الفيلم قصة حياة النبي «نوح» باعتباره الأب الثاني للبشرية بعد غرق جميع المخلوقات بسبب الطوفان ونجاة من ركب سفينة نوح. الفيلم انتاج أمريكي بطولة راسل كرو وإيما واتسون وجينفر كونولي واخراج دارين أرنوفسكي. وجددت دار الإفتاء المصرية حرمة تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية موضحة حرمة ما تقوم به بعض شركات الانتاج السينمائي من اخراج أفلام ومسلسلات يجسد فيها شخصيات الأنبياء في أي فترة زمنية من عمرهم المبارك. وأشارت في فتوي لها أمس الي ان التحريم يأتي بمقتضي مراعاة عصمة الأنبياء ومكانتهم لأنهم أفضل البشر علي الاطلاق، لافتة إلي أن من كان بهذه المنزلة فهو أعز من أن يمثل أو يتمثل به انسان. وأشارت إلي أن الشرع نزه صورهم أن يتمثل بها حتي الشيطان في المنام. وأضافت دار الإفتاء في فتواها ان ما يؤكد حرمة هذه الأعمال الفنية انها تنطوي علي مجموعة من المفاسد مثل كونه ليس مطابقاً لواقع حياة الأنبياء التي تكون أفعالهم كلها تشريعاً، لافتة إلي أن التمثيل يعتمد علي الحبكة الدرامية ما يدخل في سيرتهم ما ليس منها، قائلة: «ان درء المفاسد مقدم علي جلب المصالح». وأضافت ان هذا ما ذهبت إليه المجامع والهيئات العلمية المعتبرة كمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف ومجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية والمجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي. وأشارت إلي أن هذا كله يتسق مع كوننا نربأ بالشخصيات الدينية التي لها من الإجلال والاحترام أن تقع أسيرة رؤية فنية لشخصية الكاتب يفرضها فرضاً علي الملتقي لها بما يغير حتماً من تخيل المتلقي لهذه الشخصيات والصورة الذهنية القائمة عنده حولها ويستبدلها بالصورة الفنية المقدمة ما يكون له أثره البالغ في تغيير صورة هذه الشخصيات وفرض رؤية الكاتب فرضاً. وأكدت دار الإفتاء ان من يحاولون نزع القداسة عن الأنبياء والشخصيات الدينية الأخري ذات الإجلال والتقدير تقليداً منهم لمسار الفكر الذي نزع القداسة عن كل شيء تقريباً فان فكرة نزع القداسة مرفوضة تماماً في الاسلام سواء في منطلقاتها الفكرية أو في تطبيقاتها العملية.