خسرت الرياضة المصرية على مدار 3 سنوات منذ ثورة 25 يناير كل الأماني الممكنة لإنقاذها من وباء الفساد الذي انتشر في جسدها وجعلها أضعف مما يتخيل أو يتصور أى مسئول في الدولة حتي أصبحت مثل السيدة العجوز لا تملك إلا الكلام بعد ما فقدت قدرتها علي الحركة. الأيادي الخفية وعقب ثورة 25 يناير تمني الجميع في كل المجالات أن تكون هناك بداية جديدة، ولا شك أن الرياضة كانت جزءاً من هذه الاحلام.. وللحقيقة عندما تم اختيار العامرى فاروق لمنصب وزير الرياضة سعي بكل قوة لإعلان الحرب على الفساد ولكنه سقط ضحية أصحاب الأيادي الخفية وأغمض عينيه تماما رغم طهارة يده واستسلم لشلة المنتفعين التي عملت بكل قوة علي إشعال خلافه الشخصي مع هاني أبوريدة خلال انتخابات اتحاد الكرة بطريقة مثيرة ومستفزة آفاق منها على كابوس مرعب بانتصار أبوريدة عليه رغم عدم خوضه الانتخابات، إلا انه نجح وبكل براعة فى إفشال كل المخططات والدعم الوزارى لقائمتى أسامة خليل وإيهاب صالح وعدد لا بأس به من رجال الأعمال الحالمين وقتها بالاستيلاء على مقاليد الأمور في الجبلاية، وفجر أبوريدة مفاجأة بدعمه جمال علام رئيس الاتحاد الحالي والذي كان خارج الترشيحات تماما ليكتسح الانتخابات ويرسل أبوريدة رسالة واضحة إلى العامرى فاروق بأنه كينج الكرة المصرية.. ثم امتدت مشاكل العامري فى أكثر من اتجاه ولم ينس ما فعله به مجلس إدارة الأهلى واستبعاده من قائمة حسن حمدي ولكن فشل العامري للمرة الثانية في مجابهة نجومية مجلس حمدي ثم وقع صدامه مع خالد زين رئيس اللجنة الأوليمبية ولكنه تعرض هذه المرة لخيانة داخلية كشفت ونقلت كل تحركاته لزين ليفشل للمرة الثالثة ولم ينقذه من كل هذه السقطات إلا جهل النظام وقتها ووضعه الرياضة بعيدا عن اهتماماته تماما. وصلة غزل ورحل العامري وجاء أبوزيد وأيضا عقب ثورة جديدة في 30 يونية ولم يختلف الأمر كثيرا وإن سعي رئيس اللجنة الأوليمبية من البداية كسب ود وتأييد الوزير من خلال وصلات غزل سرعان ما انتهت بإصرار أبوزيد على تنفيذ لائحة العامري وتمتع أبوزيد بنجومية لم يمتلكها العامرى وجعلته أكثر قوة فى مواجهاته بخلاف اليد المرتعشة للعامري.. واشتد الخلاف بين أبوزيد وزين ولكن الأخير قلب الموازين عندما نجح في جذب أطراف عديدة وتمتلك النجومية التي يتمتع بها أبوزيد وكانت البداية مع مجلس حمدي صاحب الخصومة الشديدة مع أبوزيد منذ أكثر من 25 عاما ولكن ظل طاهر قويا حتي أسقطه الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء السابق بتجميده قرار أبوزيد بحل مجلس حمدي بطريقة مثيرة ومستفزة ولا تليق فى التعامل بين رئيس الوزراء ووزير في حكومته، ورفض أبوزيد التراجه او الاستسلام حتي تمت إعادته للحياة مرة أخرى وأيضا علي يد الببلاوي بإصداره تعليمات واضحة إلى زين بإرسال خطأب إلى الأوليمبية الدولية يؤكد التزام الدولة بخارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها خلال اجتماع لويزان لتسقط كل الأوراق من يد زين الذي خرج منفعلا وغاضبا في مؤتمر صحفي خسر من خلاله الكثير وبدأت كل الأمور تسير فى صالح أبوزيد حتي وقعت الواقعة وقدم الببلاوي استقالة الحكومة ليلتقط الأهلى وزين أنفاسهما من جديد وسط كلام تصريحات وردية عن العلاقة التى تربط الوزير الجديد خالد عبدالعزيز بمجلس حمدي وزين والتأكيد علي إطاحته بلائحة العامري ومن بعده ابوزيد ورغم هذا الارتياح إلا ان هناك أيضا حالة تذمر بين العدبد من الرياضيين من هذه التكهنات التي ستعيد الرياضة إلى نقطة الصفر. القاضي والجلاد ولكن يظل التجاهل من الجميع لكشف حقيقة هذا الخلاف بعيدا عن لعبة تصفية الحسابات التي تاهت خلفها كل الحقائق الواضحة ووضوح الشمس.. والحكاية ببساطة تحت مصطلح المصالح والعزب الخاصة التي حوَّلت الرياضة إلى جزء جديد من فيلم «التوت والنبوت» للكاتب العالمي الراحل نجيب محفوظ ليتحول الأمر إلى صراعات الحرافيش والفتوات ولا شك أن أول هذه الحقائق هي لعبة الزواج الباطل بين أعضاء اللجنة الأوليمبية والاتحادات الرياضية لتتحول اللجنة إلى قاض وجلاد لتتوه الحقائق وتسقط الرياضة من بطولة إلى أخري دون حساب أورقيب لأن من يتولى حساب الاتحادات هم أعضاء اللجنة الأوليمبية الذين هم أنفسهم رؤساء الاتحادات الرياضية. وكان العامري فاروق أول من اكتشف هذه الفضيحة وقرر أن تكون اللائحة الجديدة وقتها نهاية هذه المأساة وهو ما أغضب خالد زين رئيس الأوليمبية ورئيس اتحاد التجديف وقرر إعلان الحرب علي العامرى حتي أنقذته ثورة 30 يناير برحيل العامري.. وتولي أبوزيد المسئولية وغازله زين بقوة ولكن أبوزيد فجر المفاجأة وتمسك بلائحة العامري لينفجر الصراع الذي نجح زين فى تدويله خارجيا وتعميمه محليا مع أصحاب المصالح والذين جلسوا على الكراسي سنوات طويلة دون حساب أو رقيب حتي بعد ثورتي 25 يناير و30 يونية وللأسف تلقوا هؤلاء دعماً من أصحاب القرار الذين جاءوا بعد الثورة بفكر قديم أصاب الجميع بالإحباط. ويؤكد الكلام التضارب بين الواقع والتطبيق الدولة كلها تنادي وتتغني بشباب الثورة الذي ألهم العالم كله وضرورة الاعتماد عليهم بعد الثورة ثم نجد الحرب على لائحة ال 8 سنوات وسط دعم وتأييد من الدولة وهي اللائحة المفروض أن تتفق مع فكر ما بعد الثورة لتتأكد الحقيقة ان كل ما نسمعه مجرد شعارات مزيفة للاستهلاك فقط لا غير أما الحقيقة فهى مختلفة تماما. رسالة تهديد أما أخطر ماتشهد الساحة الراضية في الوقت الحالي هو الرسالة التي يسعي أهل المصالح والمشاكل توصيلها إلي الجميع بأنهم أقوي بحكم ما يقال حول العلاقة التي تربطهم بالوزير الجديد ونحن لا نعترض على أن تكون علاقة الوزير بالجميع على أفضل ما يرام، وهو الأمر الطبيعي ولكن بشرط ألا تكون علاقة علي جثة الرياضة المصرية والسكوت عن المخالفات الموجودة والتضارب الرهيب بين ما يقال وينفذ علي أرض الواقع. فقد شهدت الفترة الأخيرة اجتهادات خطيرة وكلاماً ينقل عن اتجاهات الوزير الجديد وآخرها موقفه من انتخابات الأندية، رغم أن الرجل لم يبدأ عمله بالفعل وهو أمر خطير أن تشعر أن القرارات تم الاتفاق عليها بالفعل دون دراسة للحقائق.. ولكن ما يجعلنا نتمسك بالأمل حتي الآن هو أن الوزير الجديد التزم الصمت حتي الآن ولم يخرج منه تصريح رسمي وإن شهد الوسط الرياضي انقساماً رهيباً بين مؤيد ومعارض لكل هذه الأقاويل والاجتهادات. فض الاشتباك وطالب الرافضون لجبهة المصالح من الوزير الجديد ضرورة فض الاشتباك بين اللجنة الأوليمبية والاتحادات الرياضية والغاء الجمع بين القاضى والجلاد في منصب واحد وتمسك هؤلاء بضرورة طرح القانون الجديد للحوار المجتمعي بعد انتهاء اللجنة من مسودة القانون وإرسالها إلى رئيس الجمهورية. وحذر هؤلاء من توقف الحرب على الفساد المنتشر في كافة الهيئات الرياضية وانتشار لغة التهديد الدولي من الجميع وتحويل الأندية والاتحادات ومراكز الشباب إلى عزب خاصة. أوهام الحالمين أما الحالمون بعودة مقاليد الأمور إليهم فقد طالبوا بنسف اللوائح بالكامل بدءاً من لائحة صقر ومرورا بلائحة العامري وانتهاء بلائحة أبوزيد والتي تحرم هؤلاء من البقاء والحفاظ على السبوبة. وجدد هؤلاء رغبتهم بضرورة إلغاء انتخابات الاندية وبند ال8 سنوات وقانون الرياضة الجديد وتفعيل القانون الذي تعده لجنة زين باعتباره كما يقول رئيس جمهورية الرياضة وصاحبها الوحيد. الأمور لا تحتاج إلى شرح، القضية واضحة لمن يريد الحقيقة فقط دون زيادة او نقصان تظل في النهاية كل الخطوط ممتده أمام خالد عبدالعزيز ليكون الدواء أو الداء وليس أمامنا إلا الانتظار ورؤية القرارات الفعلية وليس للاجتهادات والكلام.