رفع الفنان أشرف عبدالغفور نقيب الممثلين شعار "الوعى قبل السعى" قائلا: "كنا نعيش على مدى 30 عاما فى وهم كبير وهو أننا بلد مؤسسات وهذا أمرغير حقيقى، فيجب أن نعى إلى أين ستأخذنا أي خطوة نخطوها". جاء ذلك خلال ندوة "الفن والثورة" التي أُقيمت مساء أمس الأحد بالهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة د.أحمد مجاهد، والتي شارك فيها الفنان أشرف عبدالغفور نقيب الممثلين، والفنان محمود يس وأدارها محيى عبدالحى، بينما لم تتمكن الفنانة سهير المرشدي من الحضور بسبب الوقفة الاحتجاجية التي أقيمت يوم أمس أمام ماسبيرو. تصحيح المفاهيم وتابع عبدالغفور قائلا :"إذا كان للفن دور فى هذه الثورة فلن يؤرخ لهذه الفترة بل يجب أن تكون ملامح الثورة واضحة أولا ومن ثم نبدأ في التأريخ لها؛ وهذا لن يحدث قبل 4 سنوات"، مشيرا إلى أن دور الفن حاليا هو التوعية فقط. وعبَّر نقيب الممثلين عن استيائه من وجود خطوط محددة لا يسمح بتجاوزها لسنوات طويلة، حيث كانت علاقة الفنانين بالنقابة علاقة احتياج وليست انتماء، مما يتطلب ضرورة تصحيح هذه المفاهيم، لتتحول هذه العلاقة إلى نظم وقوانين تتطور مع المتغيرات التى تحدث فى بلدنا، مع تفعيل دور الجمعية العمومية على مدار العام بتشكيل اجتماعات دورية، موضحا أن الشق الأكثر خطورة والأكثر جدلا وأهمية هو شق الفن نفسه والارتقاء به، فقد انحدر الفن فى الفترة الأخيرة وأصبح الفن التركى والسورى والخليجى مسيطرا والفن المصرى متقوقعا على نفسه. وعن ارتباط الفن بالثورة قال عبدالغفور: "الفن عندما يتفاعل مع الثورات يلمع ويسطع، فالثورة التى بدأت يوم 25 يناير لم تكن في التحرير فقط بل كانت ثورة في كل شئ، وما يحدث الآن بعيد كل البعد عن مصريتنا وأخلاقنا، وهذه الأشياء لا يمكن أن يتفاعل معها الفن ولا أن يوثقها، ويجب أن نعلم أن الفترات الانتقالية فى حياة الشعوب تستمر لسنوات". تقليل الجرعة الدينية في المسلسلات وعن قلة الأعمال الدينية والتاريخية وعدم إعادة عرضها بعد شهر رمضان يرى عبدالغفور أن هذا يحدث نتيجة لعدة عوامل أولها أن نظام الحكم في مصر كان يتعمد تقليل الجرعة الدينية في المسلسلات قدر الإمكان زعما أنها نوع من التحريض على الإرهاب. حتى وصلنا في السنوات الأخيرة إلى تحكم الإعلان في الإعلام، وأصبح الأمر بيد أصحاب الإعلانات للبحث عن المسلسل الذي يعود على القناة بأكبر عائد مادي من خلال الإعلانات، متمنيا أن تتغير وجهة النظر مع زيادة الوعي الثقافي. وعن القوائم السوداء للفنانين أوضح عبد الغفور أن الحديث عن القوائم السوداء شيء غير مُجد، فعلى مدى 30 عاما مضت فإن 85 مليون مصرى يتبعون النظام بشكل أو بآخر، ولابد أن نعترف بأن هذه الثورة قامت لرفع لواء الحرية والديمقراطية، وكل إنسان حر أن يقول رأيه وهو مطمئن ما لم يضر غيره، وليس من حق أحد أن يحجر على رأى أحد.. كما أعلن نقيب المهن التمثيلية أن حق الأداء العلنى أولى مهام النقابة. شباب الثورة يقودون الوطن من جانبه أكد الفنان محمود ياسين على الدور التنويري والتثقيفي للفن، وعلى أن هذه الثورة هى ثورة شباب وفيها حالة من حالات الوعى المبهر الذى أذهل العالم ولامست طموحاتنا وأحلامنا. واستكمل قائلا:"بدأنا نذهب مع شباب الثورة وشعرنا أنهم يقودون المسار القادم للوطن، وأحلام الشعب المصري ستتحقق على يد هؤلاء الشباب الواعي"، مؤكدا على ضرورة عدم الالتفات إلى أي تيارات تهدف إلى إدخالنا في متاهات تبعدنا عن قضايا حقيقية موجودة. وتابع ياسين قائلا: "يجب أن نبحث أولا عن حلول للمشكلات والقضايا التي غرق فيها الشعب المصري على مدى 30 عاما، فلدينا قضايا تهدد المجتمع فى قوته وقضايا فى التعليم وقضايا ثقافية لا حصر لها،فلماذا نركز على المشكلات التي انتشرت تحت اسم التيارات الدينية". وعن فيلم "جدو حبيبي" قال الفنان محمود ياسين: "أتوقع أن يكون عملا اجتماعيا متميزا، وقد انتهينا من تصويره منذ عشرين يوما تقريبا، وهو من بطولة الفنانة لبنى عبدالعزيز، وبشرى، وأحمد فهمي، و قصة وسيناريو وحوار زينب عزيز، وإنتاج شركة "دولار فيلم" وإخراج علي إدريس.