نعى بيت الشعر فى المغرب الشاعر اللبنانى الكبير أنسى الحاج وأكد أن برحيله يوم الثلاثاء الماضي، فقد المشهد الشعرى والثقافى والإعلامى العربى أحد مؤسسى الشعرية العربية الجديدة والحداثية. وساهم الحاج إلى جانب يوسف الخال وأدونيس، فى إطلاق مجلة "شعر" التى كانت عنوانا لتجربة شعرية مختلفة تماما عن تجربة الشعر الحر التى تبنتها مجلة "الآداب" البيروتية، والتى كانت خصما ثقافيا وشعريا وإيديولوجيا لحركة "شعر". وأوضح بيت الشعر فى المغرب فى بيان له أن أنسى الحاج، أسس منذ إطلاقه الملحق الثقافى لجريدة "النهار"، فى مطلع الستينيات، مدرسة باذخة للصحافة الأدبية والثقافة العربية. وأضاف أنه لعل من النافل، تأكيد ريادة أدونيس والخال والماغوط وأنسى الحاج لشعرية أخرى استعادت إشراقات الثقافة والشعر التراثيين العربيين، مصغية، فى الآن ذاته، إلى نبض العالم، وإلى سؤال العصر وتحولاته الكونية، وهذا ما استدعى الترجمة الحاذقة، وفتح الباب أمام أصوات شعرية عربية جديدة انتصرت للحداثة ولقصيدة النثر، وبذلك يكون أنسى الحاج فى مقدمة الملهمين الذين كتبوا جديدا من خلال عجنهم اللغة بماء الفتنة وبهاء الورد، وبفضة الأنشودة التى تتصادى مع نداءات الروح. وأشار إلى أنه ليس سرا أن يظل متفردا، عميقا، منفلتا على النقد المتهافت، نائيا بنفسه عن دس قلمه فى المحبرة المشتركة، والصور المستباحة، ما جعله الأعمق وفاء لذاكرة حركة "شعر"، والأقوى ارتباطا بروح التجربة منذ المنطلق، والأكثر جرأة فى الكتابة الشعرية، مخلخلا بناء اللغة والأسلبة المنمطة.