تنشر "بوابة الوفد" تفاصيل أولى جلسات محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى, فى القضية الشهيرة إعلامياً ب"التخابر" مع حماس, والتى عقدت ظهر اليوم الأحد بمحكمة جنايات شمال القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة, برئاسة المستشار شعبان الشامى. ويحاكم فى هذه القضية كل من الرئيس السابق محمد مرسى، ومحمد بديع المرشد العام للجماعة، ونائبيه خيرت الشاطر ومحمود عزت، ومحمد سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب السابق، ومحمد البلتاجى وعصام العريان وسعد الحسينى أعضاء مكتب الإرشاد، والسفير محمد رفاعة الطهطاوى الرئيس السابق لديوان رئاسة الجمهورية ونائبه أسعد الشيخة، وأحمد عبد العاطى مدير مكتب الرئيس السابق وعضو التنظيم الدولى للإخوان، و25 متهما آخرين من قيادات الجماعة وأعضاء التنظيم الدولى للإخوان. وبدأت جلسة اليوم فى تمام الساعة 11.55 بحضور هيئة المحكمة والمتهمين على رأسهم الرئيس المعزول محمد مرسى وقيادات الجماعة، وقبل بدء الجلسة بربع ساعة ظهرت قيادات مكتب الإرشاد فى قفص الاتهام. ورفع المتهمون شارات رابعة داخل القفص، مرددين المتهمون هتافات "ثوار أحرار هنكمل المشوار"، و"يسقط يسقط حكم العسكر"، و"عسكر عمره ما هزم شعب" فى الوقت الذى رددوا فيه النشيد الوطنى للبلاد "بلادى...بلادى". كما وجه المتهمون شارات رابعة تجاه الحضور والمحامين الأمر الذى تفاعل معه المحامين وأسامة نجل المعزل الذى حضر جلسة اليوم وقاموا بتوجيه شارات رابعة لهم. وفور وصول هيئة المحكمة أعطى المتهمين ظهورهم لها، مرددين هتاف "يسقط حكم العسكر" ورافعين أشارة رابعة. ثم أخذ المستشار شعبان الشامى فى النداء على المتهمين إلا أن كمال مندور، عضو هيئة الدفاع قاطعه قائلاً"المتهمين مش سامعين هئية المحكمة"، مطالباً لهيئة رئيس المحكمة بتشغيل سماعات القفص الزجاجى، لتتمكن هئية المحكمة والدفاع من سماع المتهمين ، فرد عليه المستشار الشامى أن السماعات تعمل منذ بداية الجلسة، قائلاً "هما مش بيردوا على المحكمة". فأصر مندور على طلبه فى تشغيل الصوت داخل القفص، فقال المستشار الشامى متهجماً "والله مشغلين الصوت"، رد عليه محمد البلتاجى قائلاً "مفيش صوت داخل ولا طالع أنتو فى محكمة وأحنا فى محكمة والأمن بيفتح الصوت على مزاجه". وعقب رئيس المحكمة أن الصوت لايمكن السيطرة الكاملة على الصوت، وذلك وسط هتافات "أيوة بنهتف ضد العسكر"، ورد كمال المندور أن المحكمة تستطيع إزالة الحاجز الزجاجى لتمكن من سماع المتهمين جيداً. وعقب مشادة بين هيئة المتهمين، اقترح خالد بدوى وبالنيابة عن المحامين الدخول داخل القفص الزجاجى لتأكد من سلامة الصوت بالقفصين الذى وُضع فيه الرئيس المعزول والآخر الذى يرقد فيه باقى المتهمين. لبى المستشار شعبان الشامى رغبة المحامين وسمح لبدوى بالدخول برفقة ضابط شرطة، وفقام البدوى ب "تست" صوت من محبس قيادات الأرشاد، سأله فيه القاضى "أنتا سماعنى"، رد البدوى " أيوة سامعك كويس". وقال المعزول "اللى بيحصل فى القاعة دى مهزلة..هما خايفين مننا ليه... اللى خايف مننا يروح أو يطلعنا للشعب نقول الحقيقة"، مشيرا فى الوقت ذاته إلى أن من يديرون البلاد الآن خائفين منهم وبذلك يضعوه فى هذه المهزلة فى إشارة منه إلى القفص الزجاجى الموضوع به. وتابع المعزول: "الموجودين دلوقتى ملهمش سند من الجمهور والشعب وأنا الرئيس"، وذلك فى الوقت الذى وجه حديثه للعوا "لماذا ترضى بهذه المهزلة يا دكتور العوا وإذا لم يتم القضاء على هذه المهزلة اتركوا المحاكمة"، مكررا كلامه مرتين. وطلب المحامى خالد البدوى الخروج من القفص بعدما قامت الشرطة بإغلاق القفص، فرد القاضى ساخراً " خليك جوة أنت اللى كنت عايز تخش جوة القفص"، فعقب خروج البدوى قال إن الصوت فى قفص الرئيس المعزول ضعيف وقفص الآخر لا يوجد به صوت من الأساس. وبعد ذلك طالب المحامى كمال مندور رفع الألواح الزجاجية، ملحماً أن أى قيد يعوق المتهمين من متابعة الجلسة يبطل أجراءات المحاكمة، قائلاً "هذه الإجراءات تضغط على الرئيس"، فقاطعه القاضى قائلاً "المحكمة لا تعرف أى ألقاب.. هو هنا اسمه محمد مرسى". انتقل طرف الحديث إلى سليم العوا محامى الرئيس المعزول، حيث قال يستحيل أن يستمر عمل هيئة الدفاع عن المتهمين فى ظل هذه الظروف. وقال الدكتور محمد سليم العوا محامى الرئيس المعزول محمد مرسى إن هيئة الدفاع انسحبت بأكملها حتى إزالة الحاجز الزجاجى ولن تدافع عن المتهمين إذا لم تتدخل المحكمة لإزالة الحاجز الزجاجى الذى وصفه بأنه يحول بين الدفاع والمتهمين. فيما اعترض دفاع الدكتور "أيمن على" على كلام محمد سليم العوا, مطالبين بالاستمرار فى الدفاع عن موكلهم، وطالب محامٍ آخر المستشار شعبان السامى بفتح السماعات داخل القفص للتعرف على رأى المتهمين فى تنحى المتهمين عن الدفاع عنهم ولبى القاضى رغبتهم وفتح الصوت داخل القفص إلا أن المتهمين قاموا بالطرق على قفص الاتهام عدد مرات دون أن يقولوا أى شىء. وعقب انسحاب المتهمين الذين غادروا معاً الجلسة، رفعت هئية المحكمة الجلسة، وبعد ساعة تقريباً استأنف المستشار شعبان الشامى على المتهمين، فلم يجب عليه أحد أخذين فى الهتاف "يسقط حكم العسكر .. باطل باطل". وطلبت إيناس شرف الدين، محامية محمد رفاعة الطهطاوى، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية السابق، التواصل مع موكلها حتى تستفسر منه الاستمرار أو الانسحاب، فسأل القاضى طهطاوى عن رأيه فى استمرار محاميه أو لا ، فرد طهطاوى " أريد أن أحصل على 5 دقائق للتواصل مع الدفاع"، ورد المستشار الشامى" أقف يا طهطاوى أنا مش شايفك" ، فتدخل المعزول قائلاً " أنت مش شايفه أهو إجراءات المحكمة باطلة". ثم وجه أيمن على كلامه لمحاميه قائلاً "أنا بشكر المحامى جداً بس ياريت ينسحب مع زملائه". وقررت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار شعبان الشامى تأجيل محاكمة الرئيس المعزول محمدمرسى وقيادات تنظيم الإخوان فى قضية التخابر لجلسة 23 فبراير الجارى. وقررت ندب 10 محامين من النقابة العامة لتولى مهام هيئة الدفاع بعد تنحيها فى جلسة اليوم وإعطائهم الفرصة للاطلاع على أوراق القضية وصور منها بدون رسوم.