أطلقت الجامعة الأمريكية بالقاهرة، معهد بحوث البيئة المستدامة لخدمة المجتمع وذلك كمعهد متعدد الأنظمة يهدف أساساً إلى دعم الأبحاث في مجال البيئات المستدامة في مصر، والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا. يقول ريتشارد تيتوايلر، المدير المؤسس لمعهد بحوث البيئة المستدامة، "يدعم المعهد رسالة الجامعة الأساسية والتزامها بتقديم نوع من التعليم والأبحاث المعنية بفكرة البيئات المستدامة، وذلك في كل من مصر والمنطقة العربية بأسرها. ومن مهام معهد بحوث البيئة المستدامة، ومقره حرم الجامعة بالقاهرة الجديدة، تعزيز فكرة الاستدامة في مجموعة من البيئات المختلفة في مصر والمنطقة العربية بأكملها- سواء كانت هذه البيئة ريفية أم حضرية، صحراوية أم معتدلة، وذلك من خلال مجموعة من الأبحاث التطبيقية ومناهج التعليم والبرامج التدريبية." يقول تيتوايلر، "يمثٌل مشروع "معمل التعلم الحياتي" أحد المشروعات الرئيسية التي يقوم بها المعهد، وهو نموذج لأحد المشروعات المعنية بأبحاث الاستدامة التي يقوم المعهد بتنفيذها داخل حرم الجامعة بالاشتراك مع طلاب من مختلف الأقسام. ويندرج تحت بند هذه المشروعات تلك المعنية برعاية النباتات والخضروات المزروعة فوق السطح الأخضر الأول للجامعة، وتصميم سقف شمسي للمناطق الخاصة بوقوف السيارات، بالإضافة إلى إنشاء صوبة زراعية تعمل بالطاقة الشمسية وإنشاء نظام لمتابعة نوعية المياه داخل الحرم الجامعي وفحصها." كما يستطيع الطلاب من خلال هذه المشروعات إدراك وتقدير فكرة الاستدامة وإعمالها بشكل ملموس في حياتهم اليومية. وتدخل "أيام حرم الجامعة المستدامة" ضمن الفعاليات الرئيسية التي تُجرى داخل حرم الجامعة، وتهدف أساساً إلى رفع درجة الوعي لدى مجتمع الجامعة بأهمية المبادرات الصديقة للبيئة التي تتبناها الجامعة. ويستكمل المعهد العمل الذي قام به مركز تنمية الصحراء الذي أغلق مؤخراً نظراً لانتهاء عقد الإيجار الذي أبرمه المركز مع الحكومة بخصوص الأرض التي تقع في جنوب أرض التحرير. ويقول تيتوايلر ، والذي عمل كمدير لمركز تنمية الصحراء منذ 2001، أن المعهد سيستكمل الإنجازات التي حققها معهد تنمية الصحراء على مدى ثلاثين عاماً في عدة مجالات مثل إدارة الموارد الطبيعية، والطاقة المتجددة، والزراعة المستدامة في البيئات الصحراوية. إن وجود مقر معهد بحوث البيئة المستدامة في حرم الجامعة يخلق حالة من التفاعل والتكامل بين أبحاث الاستدامة التي يقوم بها المعهد وكل من طلاب الجامعة، وأعضاء هيئة التدريس، والعاملين. وهي حالة تختلف تماماً عن الحالة التي كانت سائدة في الماضي وذلك عندما كان يصعب على الطلاب وهيئة التدريس والعاملين الاطلاع على الأنشطة التي يقوم بها مركز تنمية الصحراء. كما يقوم المعهد بإنشاء محطة للأبحاث ومركزاً عاماً يقدم العديد من البرامج التعليمية، والتدريب التكنولوجي، بالإضافة إلى القيام بدور كبير في خدمة المجتمع المحلي وذلك بمدينة السادات. و يضيف تيتوايلر، "نتابع أيضاً العمل في المشروعات التي قام بها مركز تنمية الصحراء وأعني أساساً المشروعات التي تخدم المجتمع المحلي والتي لنا باع طويل فيها، مثل المشروع الخاص بإدارة موارد واحة الفرافرة، وكذلك المشروع الخاص بتقييم كيفية استخدام المياه وطرق الري المتبعة في محافظة المنوفية. وبالإضافة إلى ما سبق، يستمر المعهد في تقديم برامج التعليم البيئي لطلاب المدارس من مختلف الأعمار." يؤكد تيتوايلر إن بقاء البشرية على وجه الحياة في المستقبل مرتبط ارتباطاً وثيقاً بقضايا البيئة، وخصوصاً في مصر، وذلك لمحدودية مصادر المياه التي تعتمد عليها مصر والاعتماد بشكل أساسي على مياه النيل، بالإضافة إلى التغير في المناخ والذي يؤثر على مصر بشكل كبير. و يوضح ان الشغل الشاغل لمركز تنمية الصحراء يتمثل في إدارة موارد المياه واستصلاح الأراضي في البيئات الصحراوية. أما الآن ونحن في القرن الواحد والعشرين، فتبرز الحاجة إلى التركيز على بيئات أخرى تتسم بنفس القدر من الأهمية. وبذلك نجد أن انتقال تلك المشروعات إلى معهد بحوث البيئة المستدامة جاء في الوقت المناسب. وتبرز أهمية معهد بحوث البيئة المستدامة أيضاً في تداخل أنظمته وتكاملها مع البرامج الأكاديمية التي تقدمها الجامعة، وهو الأمر الذي جعل الجامعة من الكيانات التعليمية المرنة وذلك فيما يتعلق بمهمتها الأصلية؛ ألا وهي تقديم خدمة تعليمية متميزة وخدمة المجتمع المحلي."