أقدم أحد أوائل الكليات بجامعة الفيوم على هجاء د. عصام شرف رئيس الوزراء المصري، بعدما أخلى بوعده مع العديد من أوائل الجامعات، بتعيينهم في الكادر التدريسي للكليات . وكان عدد من الطلاب من أوائل الكليات بالجامعات المصرية، قد دخلوا في اعتصام مفتوح أمام وزارة التعليم العالي للمطالبة بالتعيين، ثم نقلوه إلي أمام بيت عصام شرف وقابلهم د. عصام شرف رئيس الوزراء ووعدهم ببحث الأمر خلال أيام، وهو ما لم يتم حتى الآن، فأقدم محمد السيد علي عبد الرازق على تنظيم قصيدة نيابة عن الطلبة تعبر عن مدى الظلم والغبن الذي يشعرون به، وحملت عنوان "مملكة الظلم" الظلم رفرف في البلاد كما يرف ظلامُ ضربت له في كل ناحية بمصر خيامُ أضفى علينا ثوبه وثيابه الإظلامُ ملك البلاد فإنها لما تراه قيامُ حكمٌ عتيٌ جائرٌ متسلطٌ هدامُ يفري الجلودَ جلادُه وتشقُّ منه عظامُ وعظامه تعرى عن الخدش الصغير، سلامُ! خنقت أياديه العبادَ وداسَهم أقْدامُ كالليل ليل العشق طولا ليس فيه مَنامُ أو راحةٌ أو سلوةٌ فالخلقُ فيه صيامُ دمعٌ يسيل على شجٍ يحتزُّ منه غرامُ لم يثنِه دمعٌ جرى، أو إن صرختَ: حرامُ لم يعنِه نوحُ النساء، ولا صبًا، وفِطامُ ظلم يرش الموبقات كما يرش غمامُ *************** وله جنودٌ في خواصرها مُدًى وسهامُ تتربص العدلَ الذي شاخت به الأيامُ والعدل شيخ أعرجٌ يكبو وليس يقامُ سحبته ثم رمته في السجن الظليم ينامُ جعلته يكره عيشه ويلذُّه الإعدامُ ويقول: مالك غافلا مهجتي أحمامُ! لولا نزعت فلم يجئنا مرة إكرامُ وتباعدت عنا بأعلام السلام حمامُ لا عيش في بلد به للمفترين زحامُ فكأنما النطف افتراءٌ تحتوي الأرحامُ وكأن نهر النيل مورده هوى وخصامُ *************** ما للحسان تبيعني ما فوقه الأقدامُ وتدلُّ فيه ويستلذُّ بخمرهن لئامُ من غير ما ثمنٍ فبئس الظلم والظَلَّامُ أو ما ترقْرقَ في عروقك من يديَّ مُدامُ وجزيتني لعق الثرى لا كنت والإكرامُ *************** ما كنت أحسب أن مثلي في البلاد يقامُ ويقيم للظلم المراسم وهْو كان يُضامُ ينسى ابن آدم أهله إن شفَّه إنعامُ ينسى ابنُ آدم قومَه إن تضحكِ الأيَّامُ ويقول: أَفدي مهجتي وليغرقِ الآنامُ *************** لهفي على قومٍ همُ للمكرمات صِمامُ المال اصٌّ فيهمُ والفقر فيهم عامُ والظلم يحكم فيهم عاما وراءه عامُ والعدل أصبح كعبةً من دونها الأصنامُ الظلم يأكلنا كأنَّا من لدنه طعامُ وطعامكم يا قومِ ذُلٌّ وافترًا ورغامُ يتعشَّقون الجبنَ لو أبصرتَ قلتَ: نعامُ وإذا نَدهت تبلَّدوا وكأنهم أعجامُ لو يدركُ الإنسان أن سكوته أورامُ تحتلُّ فيه حياته، والعزم فيه يرامُ ورضاك ذلَّك ميتةٌ، وحياتك الإقدامُ لن يهدمَ الجبنُ الذي تجرى به الأقلامُ فدعِ التَّخوفَ تنتصرْ ويعزَّ فيك الهامُ