ونحن مازلنا في مطلع عام 2014 وفي بدايات الأنشطة التسويقية والترويجية للسياحة المصرية بالخارج والتي بدأت بالمشاركة في معرضي «لندن»و«مدريد» للسياحة، والبقية تأتي سواء في أوروبا وأمريكا والشرق الأقصي والبلاد العربية. وفي البداية نأمل أن تكون مشاركات هذا العام بناء علي دراسات واقعية تكفل التواجد المصري في هذه المحافل العالمية بالقدر المدروس بلا تقصير أو مبالغة حتي يتم الحصول علي عائد اقتصادي يتناسب مع الإنفاق علي تلك المعارض والوفود المشاركة فيها. ولتوضيح ذلك هناك فرق بين التواجد والمشاركة في المعارض السياحية الدولية فالتواجد له أهمية كبيرة كما يؤكد خبراء السياحة والتأكيد علي وجود اسم مصر في جميع المحافل، أما عدم التواجد فمعناه انتهاء اسم مصر سياحيا. أما المشاركة فيتم التحضير لها قبل بداية موسم المعارض من خلال دراسة متكاملة تتضمن حجم المشاركة والأدوات التي ستشارك بها وإلا كان إهدارا للمال، ويختلف حجم المشاركة من سوق الي آخر وعلي سبيل المثال السوق الألماني حجم السياحة الذي أتي منه مؤخرا ضئيلا ويتوقع الخبراء أن يكون أقل العام المقبل لذلك لا يجب زيادة الإنفاق بشكل كبير ولكن لابد من زيادة الإنفاق علي المكان الذي يأتي بعائد مثلا السوق الروسي إذا لم يزد عدد السياح سيظل علي نفس المعدلات. ورغم المشاركة في معرضي «لندن»و«مدريد» واللذين بدآ بحالة تفاؤل من الجميع، فإن الأحداث الإرهابية التي وقعت بتفجير مديرية أمن القاهرة ومتحف الفن الإسلامي كان لها أثر سلبي ولم تأت هذه المشاركات أكلها المرجوة ونأمل ألا تلقي المشاركات القادمة نفس المصير. والسؤال الذي يفرض نفسه علي القطاع السياحي الآن خاصة أن نسب الإشغالات من تراجع الي تراجع باستمرار فهل المشاركات في ظل الظروف التي تمر بها البلاد تأتي بثمارها؟ الخبير السياحي أحمد الخادم، وزير السياحة والطيران في حكومة «الوفد الموازية» أكد أهمية التواجد في المعارض الدولية، وأن عدم التواجد بمثابة اعتراف ضمني يحمل رسالة للعالم بعدم المجيء لمصر، ولكن ضروري أن يركز التواجد علي بث رسائل واقعية حقيقية وغير مفرطة في التفاؤل بشأن الواقع السياحي لتوضيح الأماكن الآمنة تماما في مصر والتي يمكن للتدفقات السياحية أن تأتي اليها باطمئنان، وأري أن يجب أن تكون كافة المشاركات عام 2014 مشاركات غير مبالغة. ويتفق في الرأي الخبير السياحي إلهامي الزيات رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية مؤكدا أهمية التواجد في المعارض الدولية لأن التغيب معناه انتهاء مصر وهنا تكون المصيبة الكبري، خاصة أن المشاركات السابقة توضح أمرين مهمين الأول عن خارطة الطريق، وما يحدث أمر طبيعي وغير موجه للسياح، فهذه رسالة مهمة جدا مطلوب توضيحها لإزالة الآثار السلبية. وأضاف «الزيات»: والمشاركة إن لم تأت ثمارها لكن من الضروري المشاركة والتواجد. ويؤكد الخبير السياحي أحمد النحاس، الرئيس السابق للاتحاد المصري للغرف السياحية أهمية المشاركة حتي لا ينسي اسم مصر والغياب هو الكارثة، والمشاركة في المعارض السابقة لم تؤت ثمارها بسبب أعمال القتل والقنابل والتفجيرات لكن لابد أن نستمر ونوضح للعالم أن ما حدث ليس انقلابا عسكريا ولكنها إرادة شعب طلب التغيير، لذلك الاستمرار مهم لها الغياب لتوفير النفقات وحتي لا تُلغي مصر تماما، ولدينا مبدأ في التسويق عندما تكون حالة السياحة سيئة أعمل دعاية أكثر وتسويق أكثر لكن عندما يتواجد الشغل بكثافة أوفر في النفقات وأعلن أن المشاركة الآن في المعارض لن تؤتي ثمارها ولكن علي المدي البعيد لها مردود بعد هدوء الأوضاع ستعود وبقوة. ويؤكد الخبير السياحي عادل عبدالرازق عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية أهمية التواجد في المعارض الدولية في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها البلاد حتي لو لم تؤت بثمارها لكن التواجد مهم للالتقاء بالشركاء في هذه الصناعة. ويضيف: فعلا شاركنا في لندن ومؤخرا إسبانيا ولم تتم أي تعاقدات جديدة ولكن كان من الأهمية تواجدنا لشرح ما يحدث وأنها ثورة شعبية وليست انقلابا عسكريا لأن عدم توضيح ذلك له تأثير سيئ علي السياحة وعموما انتهت الفترة العصيبة التي تحملها القطاع السياحي في الفترة السابقة ولكن أعتقد بعد وجود دستور هناك تأثير ايجابي وسوف تتضح آثارها في شهر مارس المقبل علي شرم الشيخ والغردقة وأعتقد أن المعرضين القادمين برلين وموسكو أهميتهما تأتي من أنهما أكبر موردين للسياحة المصرية خاصة روسيا، ونأمل أن نحصل من السوق الروسي علي 3 ملايين سائح وتليها ألمانيا والتواجد في المعرضين له أهمية حتي نتواجد علي كتالوجات الصيف والشتاء القادمين وعدم التواجد يؤثر سلبيا. ويؤكد الخبير السياحي علي غنيم أهمية التواجد في المعارض الدولية حتي لا يُنسي اسم مصر وكذلك لقاء منظمي الرحلات وإن كان للأسف خلال مشاركتي لبورصة مدريد السياحية بإسبانيا لم نوقع أى تعاقدات جديدة ومنظمو الرحلات الكبار رافضون تماما عمل «بروشورات» عن مصر إلا بعد عودة الهدوء للشارع المصري خاصة أنه خلال المعرض لا يوجد إقبال علي مصر بسبب الدعاية السيئة أن شوارع مصر تشهد أعمال قتل وتفجيرات، ورجعنا من مدريد دون فائدة وأري أن المشاركة في الأسواق القادمة مهمة ولكنها تحصيل حاصل للسنوات الثلاث السابقة.