أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان, أن القطع الأثرية بمتحف الفن الإسلامى المعلن عن تأثرها بانفجار مديرية أمن القاهرة هى قطع نادرة لا مثيل لها فى العالم ولايمكن تعويضها بمليارات العالم. وأضاف أنه تأثر بالانفجار إبريق مروان بن محمد آخر خلفاء بنى أمية الذى كشف عنه فى قرية أبى صير الملق بالفيوم فى أنقاض مقبرة قيل أنها مقبرة آخر خلفاء بنى أمية، مشيرا إلى أنه إبريق معدنى شهير فى كل العالم العربى والإسلامى وحظى بالعديد من الدراسات الفنية للفنون الإسلامية لأهميته التاريخية والفنية ولا يوجد دارس للفنون الإسلامية فى العالم إلا ويعلم مدى أهميته. وقال ريحان: إن علماء الآثار الإسلامية فى مصر والعالم أبدعوا فى وصف جمال هذا الإبريق فى الشكل والزخارف وهو إبريق له بدن كروى ورقبة إسطوانية مزخرفة برسوم محفورة قوامها دوائر ووريدات صغيرة ومتماسة وله مقبض يخرج من منتصف البدن ويرتفع موازيا الرقبة ثم يلتوى فى أعلاه ويتوج بحلية من رسوم ورق الأكانتس. وأضاف أن الإبريق له صنبور عبارة عن قناة تخرج من بدن الإبريق وتصب فى تمثال ديك كبير مبسوط الجناحين ومشدود الجسم ويزخرف بدنه ستة عقود متصلة تحت كل منها عمودان فوقهما منطقة على شكل هلال وفيها دوائر صغيرة وتحت العقود وريدات زخرفية تعلو رسوم طيور وحيوانات وأشجار وارتفاع هذا الإبريق 41سم وقطره 28سم. وأشار ريحان إلى المحراب الخشبى للسيدة رقية الذى يرجع لسنة 1155م وهو تحفة فنية رائعة من الخشب مكون من حشوات متعددة الأضلاع مجمعة فى وحدة زخرفية مكررة تتألف كل وحدة من نجمة سداسية حولها ست حشوات سداسية الشكل وكذلك حشوات بأشكال نجمية مختلفة منها النجمة الخماسية وتزخرف حشوات الوجه الأمامى من المحراب رسوم الفروع النباتية الدقيقة والوريقات الخماسية والسداسية وتزخرف حنية المحراب وحدات هندسية تتألف من نجمة سداسية تحيط بها ست حشوات سداسية. وأوضح أنه يزخرف ظهر المحراب حشوات محفورة برسوم وريقات وعناقيد العنب ويحيط بزخارف وجه المحراب شريط من كتابة كوفية مورقة تشير إلى أن زوجة الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله هى التى أمرت بعمل هذه التحفة الفنية النادرة وكان فى خدمتها آنذاك أحد أتباع الخليفة الفائز مما يرجح أن المحراب صنع فى عهد الخليفة الفاطمى الفائز ووزيره الصالح طلائع صاحب المسجد الشهير باسمه بشارع المعز بين سنتى 549 و 555ه ، 1154- 1160م . ولفت إلى مشكاوات السلطان حسن التى تم تحطيمها وهى مشكاوات نادرة منها مشكاة تحفة فنية رائعة من الزجاج المموه بالمينا تعود للقرن الرابع عشر الميلادى تتألف زخارفها من شريط كتابى حول العنق وشريط عريض حول البدن يضم رسوماً جميلة من الرقش العربى وجامات حول العنق بها خرطوش باسم السلطان حسن ارتفاعها 5ر40سم إلى جانب التحف الخزفية والسجاد النادر والنسيج والأخشاب وغيرها من التحف التى لو امتدت إليها آثار الانفجار الهمجى كما سيعلن عنها لا حقا ستكون كارثة إنسانية حضارية غير مسبوقة فى تاريخ مصر منذ فجر التاريخ وحتى الآن. وطالب الدكتور عبد الرحيم ريحان المسئولين بالدولة والشعب المصرى ممثلا فى شبابه ومؤسسات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية باعنيار الآثار شرف وعرض كل المصريين ونافذته الحضارية التى يطل العالم من خلالها علينا ، وفقدانها هو فقدان للشرف والعرض والكرامة وفقدان للواجهة الحضارية لمصر ، مناشدا الجميع بالحفاظ على ما تيقى لنا من شرف وعرض وكرامة وواجهة حضارية حتى نستحق أن نكون أحفاد من صنعوا لنا هذا المجد الذى يتساقط من بين أيدينا يوما وراء يوم.