بعد أن فجرت انتفاضات الربيع العربى بثورتها الخضراء وكانت شعلة النور فى المنطقة، تابعت تونس تقدمها وأصبحت نموذجًا يحتذى به فى الديمقراطية بعد التنازلات التى قدمها حركة النهضة الحاكمة بجانب الأحزاب السياسية الأخرى لتخرج البلاد من عنق الزجاجة وتمضى قدما فى الطريق إلى الحرية والديمقراطية، هكذا وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكيةتونس فى إفتتاحيتها اليوم السبت. وأوضحت الصحيفة أن تونس كانت تعانى على مدار السنوات الثلاثة الماضية من خلل سياسى وإقتصادى واستقطاب بين الإسلاميين والعلمانيين كما هو الحال فى ليبيا ومصر، ولكن بحلول الذكر الثالثة لثورتها، استطاعوا أن يتوصلوا إلى تسوية ديمقراطية ليتجنبوا مصير مصر أو ليبيا أو سوريا. وأشارت الصحيفة إلى أن حكومة "النهضة" المستقيلة فازت مثل الإخوان فى مصر بأول انتخابات ديمقراطية عقب الثورة وسرعان ما فقدت شعبيتها بسبب سوء الإدارة وفشلت فى السيطرة على المتطرفين، ولكن الفرق بين إخوان مصر وإخوان تونس أن الفصيل الثانى لم يتمادى فى العناد وسرعان ما شكلوا تحالف وتوافق مع العلمانيين ويحفظوا ماء وجههم فى البلاد، ويتيحوا لأنفسهم الفرصة فى الإنتخابات المقبلة وفى صياغة دستور البلاد. وانهت الصحيفة افتتاحيتها متوقعة تحقيق الإستقرار والعودة إلى النمو الإقتصادى وتحقيق ما امل فيه السوريون من وراء ثورتهم.