شيعت أمس جنازة الفنانة الكبيرة زهرة العلا من مسجد أبوالمكارم الزعل عن عمر يناهز 79 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض. ولدت زهرة العلا محمد بكير رسمي يوم 10 يونية عام 1934 بمدينة الاسكندرية وبعد حصولها علي دبلوم من معهد الفنون المسرحية انتقلت مع عائلتها الي المحلة الكبري ومن ثم الي القاهرة حيث تتلمذت علي يد الفنان يوسف وهبي وعملت في سرحه، ثم اتجهت للعمل في السينما.قدمت زهرة العلا اعمالا وصلت الي 120 فيلما و50 مسلسلا تليفزيونيا علي مدي تاريخها الفني، منها مسلسل «إني راحلة» مع محمود مرسي وليلي حمادة ومحمد العربي، ومسلسل «علي هامش السيرة» مع الممثل الكبير أحمد مظهر، و»المرأة المجهولة» مع شادية، وغيرها من الأعمال. وفي عيد الأم 21 مارس 2010 لم تتمكن زهرة العلا من حضور حفل تكريمها كفنانة وأم في فعالية اقامها «المركز الكاثوليكي» تحت عنوان يوم العطاء، وذلك بسبب مرضها الذي ألزمها البقاء في البيت، كمالم يتمكن أحد من تمثيلها للحصول علي الجائزة فتم تكريمها في البيت بمنحها درعا تقديرا لعطائها علي مدي سنوات عملها. وقد سلمها الدرع الأب بطرس دانييل في لفتة انسانية لطيفة.. زهرة العلا شاركت العديد من الفنانين أعمالهم وكانت نموذجاً للفنانة المتألقة ومثل رحيلها مثل خسارة كبيرة للفن، الفنانون فقالوا: قالت عنها الفنانة سميرة احمد : كانت بدايتنا معا في الوسط الفني ،وكانت قريبة مني علي المستوي الانساني ولا يمكن نسيانها لانها من الشخصيات التي تؤثر في كل من حولها ، وكنت دائمة السؤال عنها ولكنني لم اكن اتحدث معها او اقابلها بسبب حالتها الصحية ، و لكن إلهام شاهين كانت تطمئني عليها، رحمة الله عليها وأدخلها فسيح جناته ، تركت اثر افي حياتي وحزناً كبيراً مع رحيلها . اما الفنانه إلهام شاهين فقالت : كانت تجمعنا صلة قرابة حيث انها جده ابناء اخي وبحكم قربي الشديد منهم فإني كنت دائمة الاطمئنان عليها ، و عندما كان يريد احد الفنانين الاطمئنان علي صحتها كان يقوم بسؤالي ، فرحمة الله عليها كانت انسانة بكل ما تحمله الكلمة ، وفي الفترة الاخيرة كانت تعيش مع ابنتها المخرجة منال الصيفي بسبب مرضها الشديد . واضافت : علي المستوي الانساني لم تكن تختلف كثيراً عن الفني فلا استطيع التحدث عن فنها فالجميع شاهد بصمتها في عالم السينما ، وتقديمها للعديد من الشخصيات في افلام حجزت لنفسها مكانا في ذاكرة السينما ومنها « المرأة المجهولة « و « دعاء الكروان « و « رد قلبي « و « الوسادة الخالية « هذا الدور الذي اعشقه ، وعلي المستوي الانساني كان منزلها مع المخرج حسن الصيفي كنا نطلق عليه « بيت الامة « لانه مفتوح امام الجميع في كل الاوقات ، و الطباخ يعمل 24 ساعة يطهي اشهي المأكولات لكل الضيوف الذين يتوافدون علي مدار اليوم . بينما قال الفنان محمود ياسين :هذه السيدة كانت ملامحها بكل تفاصيلها تصنع نوعا من المودة والمحبة والاعتزاز و الاحترام ، فتشعر انك تجلس امام بنت البلد شديدة الرقي بنت مصرية عظيمة بكل ما تحملة الكلمة من تفاصيل و خفة الروح ، وهذا ما كان يعكس مصداقيتها في التمثيل امام الكاميرات ، فلا يملك المشاهد إلا تصديق أدائها في كل ما تقدمه من شخصيات .