حان وقت الدستور وحانت ساعة العبور للمستقبل المشرق الذي يحلم به كل المصريين.. بعد قيام ثورة 30 يونية تم وضع خارطة للمستقبل في 3 يوليو، يتم بمقتضاها تشكيل لجنة لتعديل دستور 2012، وبعد قيام اللجنة بإعداد الدستور يتم تقديمه لرئيس الجمهورية المؤقت لكي يحدد وقتاً للاستفتاء عليه وطرحه علي الشعب ، وقد قامت لجنة الخمسين بإعداد الدستور وعقدت اجتماعاتها خلال 60 يوماً من العمل، وكان الإنجاز بإعداد المسودة التي لاقت الكثير من القبول لجموع المصريين، دقت ساعة الدستور الذي تضمن حقوقاً واضحة وحريات مكفولة لجموع المواطنين، جاء الدستور الجديد ليقر مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص بين المصريين، حافظ الدستور علي الوحدة الوطنية بعد أن أعطي للمسيحيين واليهود الحق في بناء دور العبادة، خرج الدستور ملزماً للدولة بشراء المحاصيل الرئيسية من الفلاح مثل القمح والأرز والقطن والذرة في سابقة لم تحدث في تاريخ الدساتير المصرية، الدستور لم يخذل العمال والفلاحين ولم يهدر حقوقهم فقد حافظ علي حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والنقابية وأعطاهم الحق في تأسيس أحزاب والتأمين الصحي ومعاش الضمان الاجتماعي. لأول مرة في الدستور يتم تضمينه مواد تحافظ علي الحق في التعليم والصحة والبحث العلمي، حيث حدد نسبة 4٪ من ميزانية الدولة للمرحلة الأساسية من التعليم حتي الثانوية العامة، وحدد 2٪ للإنفاق علي التعليم الجامعي قابلة للزيادة مع تحسن الظروف الاقتصادية للبلاد، الدستور حدد نسبة 3٪ من الموازنة العامة للدولة للإنفاق علي الصحة، بما يدعم الإنفاق علي كادر الأطباء وإنشاء مستشفيات جديدة وتحسين الخدمة الصحية، لأول مرة في الدساتير المصرية يتم النص علي تمديد نسبة 1٪ من الميزانية للبحث العلمي متخطياً الرقم المحدد حالياً مرات ومرات من أجل بدء انطلاق البحث العلمي من أجل التطوير والتحديث والاختراعات لوضع مصر في مصاف الدول المتقدمة، الدستور الجديد وضع طريق المستقبل للمعاقين والأقزام والمسنين صحياً ورياضياً وتعليمياً وتوفير فرص عمل وتحديد نسبة لهم حتي يحيوا حياة كريمة، الدستور جاء ليؤسس لدولة الحريات ويحمي الصحفيين والإعلاميين من القوانين الجائرة التي كانت تزج بهم إلي السجون بتهمة السب والقذف بسبب نقص المعلومات. جاء الوقت ليقول الشعب كلمته في ثورة 30 يونية، حانت ساعة الدستور الذي سيصبح واقعاً ملموساً في الحياة المصرية عقب التصويت عليه، الشعب مطالب بالخروج للتصويت بكثافة لإنجاح الخطوة الأولي من خريطة المستقبل، لا صوت يعلو فوق صوت الاستفتاء لأنه يمثل أهم لحظة مصرية عقب ثورتي 25 يناير و30 يونية، ما إن يقول الشعب كلمته «نعم» للدستور نكون قد انتهينا من الاستحقاق الأول لخريطة المستقبل لندخل في المرحلة الثانية سواء تم تقديم الانتخابات الرئاسية علي البرلمانية، أو استمر الحال طبقاً للإعلان الدستوري الذي يحدد الانتخابات البرلمانية قبل الرئاسية، وقد أعطي الدستور الجديد في مواده الانتقالية عقب إقراره من الشعب لرئيس الجمهورية أن يصدر القرارات المناسبة لإجراء الانتخابات أو الجمع بين البرلمانية أو الرئاسية معاً توفيراً للنفقات. الشعب المصري العظيم خرج في 30 يونية رغم التهديدات من الإخوان بالضرب والحرق والسحل، وكان حين خرج الشعب اختفوا وتبخروا خوفاً من المواجهة والصدام مع المواطنين، الشعب العظيم سيخرج رغم أنف من أبي، فالإخوان لن ينجحوا في إفشال الاستفتاء لأنه يمثل مسألة حياة أو موت للشعب والوطن، فمعني نجاح الاستفتاء بكلمة «نعم»، أن مصر أصبح لديها دستور تباهي به الأمم، الدستور سيخرس كل من يحاول النيل من مصر وجيشها وشعبها وحكومتها ورئيسها.. سيخرس المتآمرون في أمريكا وأوروبا وقطر وتركيا.. فقد خرج الشعب ليثبت للعالم أنه خلف ثورته وقادته مهما كانت المخاطر والتهديدات، فشلوا في إرهابنا وإخافتنا لأن الرب واحد والموت واحد، فإما أن نحيا أعزاء وكرماء في وطننا وإما أن نموت من أجل عزة وكرامة الوطن. لن ينجح الإخوان والإرهابيون التابعون في إعادة عقارب الساعة للوراء فقد قال الشعب كلمته.. مات من مات من المواطنين واستشهد من استشهد من الشرطة والقوات المسلحة كلنا فداء للوطن، لم يحققوا نجاحاً ولكنهم اندحروا وما لم يعودوا إلي حضن الشعب والوطن فقد خرجوا من التاريخ إلي مزبلته، الإرهابيون والخونة لن ينالوا من الشعب ولن ينالوا من جنوده لأننا جميعاً فداء للوطن، حان وقت الشعب ليرد علي المخربين للمنشآت العامة.. ليقول إن المصريين يريدون التعمير والبناء لأن هذه هي فطرة المصريين.. منذ متي والشعب يريد التخريب والدمار؟.. منذ متي والشعب لا يريد الأمن والاستقرار والطمأنينة؟.. سيخرج الجميع ليقول «نعم» للدستور حتي ننتقل إلي الخطوة التالية لإصداره. الدستور هو اللبنة الأولي في الدخول إلي المستقبل، ساعتها ستزداد الثقة العالية في مصر، ويثبت أننا جادون في الوصول إلي حياة ديمقراطية سليمة، لن يخزل شعب مصر نفسه لأنه حان الوقت للخروج من العزلة الدولية التي فرضتها عليه وحاصرته أمريكا والاتحاد الأوروبي وتركيا وقطر وعناصر التنظيم الدولي للإخوان، مصر علي موعد مع الاستفتاء حتي تعبر إلي بر الأمن والأمان والاستقرار والنماء الاقتصادي، العرب مستعدون لمساعدة مصر وضخ مليارات الدولارات للاستثمار فيها ولكنهم يبحثون عن الأمن وهذا ما سيتحقق بعد الانتهاء من الاستفتاء حين يستشعر الإخوان فشلهم، وأنهم لا أمل في عودتهم للحكم والسيطرة علي مقاليد البلاد مرة أخري بعد اندحارهم، مصر في أشد الحاجة لخروج الشعب في الاستفتاء لتأكيد نجاح ثورته، وهذا سيتحقق وبكثافة رغم أنف كل الحاقدين، الشعب في موعد مع التاريخ الذي سيكتبه بحروف من نور يوم الاستفتاء.. اقبلوا اقبلوا يا مصريين فمصر تناديكم. TALAAT3030YAHOO.COM