يتعرض نهر النيل بدمياط لجريمة كبرى من حيث قيام المصانع بصرف مخلفاتها فى مياهه مما يسبب التلوث وانتشار الأمراض القاتلة. فى حيث تغاضت إدارة حماية النيل بدمياط عن المخالفات، فمازالت مشكلة عدم توافر مياه الشرب بالمحافظة مستمرة والشكاوى من تكرار انقطاعها وتلوثها وارتفاع قيمة الفواتير ومصاريف التركيب لا تتوقف. فى البداية يقول حسنى المتبولى، صاحب مطعم مأكولات، إن مياه الشرب بمدينة دمياط ملوثة وغير صالحة للاستهلاك الآدمى، بالإضافة إلى أن الشبكة متهالكة وانتهى عمرها الافتراضى منذ فترة طويلة. وأضاف «المتبولى» أن مشكلة انقطاع المياه مستمرة طوال العام، ولكنه وصل إلى حد لا يمكن تحمله وهو ما دفع الأهالى للبحث عن أى حلول بديلة فى ظل وعود شركة المياه بتقديم حلول سريعة، وأصبحت مياه الشرب تهدد حياة المواطنين بالخطر الدائم، خاصة مع انتشار الأمراض المزمنة الذى يرجع سببها إلى استخدام مواتير المياه التى تسحب مياهاً ملوثة وغير نظيفة بسبب المخلفات الصناعية فى نهر النيل، والتى يضطر الأهالى إلى استخدامها نظراً لانقطاع المياه معظم الأوقات. وفى السياق ذاته، قالت عطيات العيسوى، ربة منزل، تقدمنا ببلاغات كثيرة ضد رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى فى دمياط بسبب تلوث المياه الذى يتسبب فى وفاة العشرات سنوياً بالفشل الكلوى والكبدى لكن ثلاث مناطق تتضح بها معالم الكارثة أكثر من غيرها وهى مناطق باب الحرس السيالة وقرية التوفيقية بمركز كفر سعد وتقدم أهلها بشكاوى للمحافظ تفيد اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحى منذ 5 سنوات حتى الآن، ولم يتحرك أحد. ويقول سالم حامد، نجار، أحد ساكنى منطقة باب الحرس، إنه منذ 3 أشهر ونشرب مياه مجارى عبر حنفيات المياه بالمنازل ولا نعلم سبب اختلاطها بمياه الشرب ظننا فى البداية أنها ستستمر عدة أيام نتيجة وجود خلل ما أو عمليات إصلاح فى المنطقة خاصة بعد وفاة فتاة وإصابة أكثر من 60 شخصاً آخرين بمرض فيروس «A». وأضاف: توجهنا إلى شركة المياه لمعرفة أسباب تلوث المياه وجاءت الشركة وأخذت عينة ولم ترد علينا حتى الآن. وأشار فضل فاضل عاشور، محام، ساءت حالة مياه الشرب خاصة فى قرية أبوجريدة مركز فارسكور، حيث كثرة الطحالب ذات الرائحة الكريهة داخل محطة الرحامنة. وأشار إلى ارتفاع معدلات ونسب المرضى المصابين بأمراض الفشل الكلوى واكتفاء اللجنة العليا لمياه الشرب بإصدار التصريحات المطمئنة والتى تبعد عن الحقيقة. وقال «عاشور» إن أهالى القرية مصابون بالذعر من سوء حالة مياه الشرب فاضطروا إلى شراء المياه المعدنية فاستغل تجار المياه الأزمة وباعوا جراكن المياه بأسعار مضاعفة، وطالب بتشكيل لجنة لفحص مياه الشرب لبيان مدى صلاحيتها للاستخدام الآدمى. وأعربت سناء بلبول، ربة منزل، أن مياه الشرب رائحتها وطعمها غير طبيعيين وتستخدم الفلتر للحد من الأمراض ويرجع ذلك إلى أن مواسير الصرف متهالكة ومرت عليها سنوات عدة دون أن يتم إصلاحها مما يهدد أهالى قرية أبوجريدة بالإصابة بأمراض الفشل. وأكد الدكتور محمد عبدالوهاب، أستاذ زراعة الكبد بجامعة المنصورة، أن تلوث المياه أدى إلى حالات موت جماعية بسبب توطن أمراض الكبد والفشل الكلوى الناتج عن المياه الملوثة والتى تشبه مياه المستنقعات، حيث تعتبر الدلتا بؤرة أمراض الكبد الناتج من التلوث على مستوى العالم، مما يؤدى إلى ارتفاع نسبة الوفيات ولعل هذه الأمثلة خير دليل على تقاعس الحكومات المصرية بداية من عصر مبارك وإلى الآن عن القيام بدورها إزاء أزمة مياه الشرب ونحو تحسين هذا المرفق الحيوى من أجل كفالة حق كل مواطن بسيط فى الحصول على كوب مياه نظيف.