فجأة تحول الكثير من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إلي رجال مخابرات من الدرجة الأولي علي غرار محسن ممتاز في مسلسل "رأفت الهجان"، حيث دخلوا علي صفحة الفيس بوك الخاصة بالجاسوس الإسرائيلي إيلان تشايم جرابيل، الذي تم القبض عليه مساء الأحد الماضي، فوجدوا كنزا ثمينا في الصفحة، حيث عشرات الصور للجاسوس في ميدان التحرير والجامع الأزهر والأهرامات وما إلي ذلك من المعالم المصرية. الفضائيات أيضا تقمصت الدور علي أكمل وجه، حيث سارعت بنشر تلك الصور باعتبارها انفرادات حصرية !!. وبفطنة شديدة أكد الكثير من الإعلاميين أن هذا الجاسوس أهبل لأنه نشر صوراً تدينه علي الفيس بوك !. مستخدمو فيس بوك أيضا تباروا في السخرية من الجاسوس وأنشأوا له عدة صفحات منها: "الجاسوس الإسرائيلي أهبل وعبيط وزيمباوي كمان"، و"إحنا آسفين يا جاسوس". .. والحقيقة أننا أمام قضية مليئة بالألغاز يترتب علي حلها الإجابة عن سؤال ما إذا كان هذا الجاسوس داهية، أم عبيط؟ تبدأ الألغاز باسم الجاسوس علي صفحته وهو Ilan Grapel والغريب أن هذا ليس اسما حركيا، وإنما اسمه الحقيقي الذي خدم به في الجيش الإسرائيلي أثناء حرب لبنان، ولا يوجد أي مبدأ مخابراتي يقول أن يذهب الجاسوس إلي مهمته باسمه الحقيقي، خاصة وأن هذا الاسم معلن وموثق في عدة مواقع دولية منذ عام 2006 حين أصيب خلال حرب لبنان. ويمكن الرجوع في هذا الشأن إلي صحيفة "نيويورك ديلي نيوز" التي أجرت حوارا مع والدة الجاسوس وهو منشور علي موقع الصحيفة الإلكتروني بتاريخ الجمعة 5 أغسطس 2006. وجاء في التقرير أن جرابيل أصيب في حرب لبنان بشظية، وأنه هاجر إلي إسرائيل من كوينز في نيويورك عام 2005 وكان عمره 22 عاما فقط. بالرجوع إلي صفحة الجاسوس علي الفيس بوك والتي تم إغلاقها، فهناك طريقة معينة يمكنك الدخول علي بعض محتوياتها من خلال أرشيف جوجل، لتكتشف أن معظم أصدقاء الجاسوس يهود وإسرائيليون، رغم أنه كان يتواصل بذات الصفحة مع الأشخاص المصريين الذين تعرف عليهم أثناء الثورة. عود إلي الألغاز، فالجاسوس، سبق له وأن كتب أنه يأمل أن يروج للسياسات الاسرائيلية في العالم العربي حسب المعلومات التي قدمها هو وغيره علي مواقع علي شبكة الإنترنت كما ذكرت رويترز. كما لم يخف الجاسوس وجوده في مصر عبر صفحته بموقع الفيس بوك، وكتب أنه خطب في الأزهر، وذكر أنه درس بجامعة جونز هوبكنز في بالتيمور بولاية ماريلاند الأمريكية، ثم اختفت الإشارة للأزهر من علي صفحته في وقت لاحق. .. وبخلاف ما سبق، فالمفاجأة الحقيقية التي اكتشفها كل من دخل علي صفحة الجاسوس جرابيل إنه يعترف صراحة بأنه مشارك في المشروع الإسرائيلي "تيب"، وهو منظمة لتوفير معلومات للصحافة وللجمهور حول إسرائيل !! الخلاصة.. هل يوجد جاسوس بهذا الحجم من الغباء بأن يعترف علي نفسه بأنه إسرائيلي وكان ضابطا سابقا بالجيش وأنه موجود في مصر باسمه الحقيقي، أم أننا أمام حادثة بها الكثير من الألغاز التي تستوجب التدقيق جيدا في أبعادها قبل أن نسخر من غبائه؟!