عيار 21 الآن بعد الارتفاع الجديد.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم السبت في الصاغة    شهداء وجرحى في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    واشنطن بوست: أمريكا دعت قطر إلى طرد حماس حال رفض الصفقة مع إسرائيل    "جمع متعلقاته ورحل".. أفشة يفاجئ كولر بتصرف غريب بسبب مباراة الجونة    كولر يرتدي القناع الفني في استبعاد أفشة (خاص)    الأرصاد الجوية: شبورة مائية صباحًا والقاهرة تُسجل 31 درجة    مالكة عقار واقعة «طفل شبرا الخيمة»: «المتهم استأجر الشقة لمدة عامين» (مستند)    وكالة فيتش تغير نظرتها المستقبلية لمصر من مستقرة إلى إيجابية    37 قتيلا و74 مفقودا على الأقل جراء الفيضانات في جنوب البرازيل    العالم يتأهب ل«حرب كبرى».. أمريكا تحذر مواطنيها من عمليات عسكرية| عاجل    حسين هريدى: الهدف الإسرائيلى من حرب غزة السيطرة على الحدود المصرية الفلسطينية    حي شرق بمحافظة الإسكندرية يحث المواطنين على بدء إجراءات التصالح    ارتفاع جديد.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 4 مايو 2024 في المصانع والأسواق    رئيس المنظمة المصرية لمكافحة المنشطات يعلق على أزمة رمضان صبحي    جوميز يكتب نهاية شيكابالا رسميا، وإبراهيم سعيد: بداية الإصلاح والزمالك أفضل بدونه    بعد انخفاضها.. أسعار الدواجن والبيض اليوم السبت 4 مايو 2024 في البورصة والأسواق    مصطفى بكري عن اتحاد القبائل العربية: سيؤسس وفق قانون الجمعيات الأهلية    التموين تتحفظ على 2 طن أسماك فاسدة    دفنوه بجوار المنزل .. زوجان ينهيان حياة ابنهما في البحيرة    صوت النيل وكوكب الشرق الجديد، كيف استقبل الجمهور آمال ماهر في السعودية؟    توقعات الفلك وحظك اليوم لكافة الأبراج الفلكية.. السبت 4 مايو 2024    هيثم نبيل يكشف علاقته بالمخرج محمد سامي: أصدقاء منذ الطفولة    رشيد مشهراوي ل منى الشاذلي: جئت للإنسان الصح في البلد الصح    المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الإذاعى أحمد أبو السعود    معرض أبو ظبي للكتاب.. جناح مصر يعرض مسيرة إبداع يوسف القعيد    حسام موافي يوضح خطورة الإمساك وأسبابه.. وطريقة علاجه دون أدوية    برش خرطوش..إصابة 4 من أبناء العمومة بمشاجرة بسوهاج    سبت النور.. طقوس الاحتفال بآخر أيام أسبوع الآلام    فوزي لقجع يكشف حقيقة ترشحه لرئاسة الاتحاد الأفريقي    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    «صلت الفجر وقطعتها».. اعترافات مثيرة لقاتلة عجوز الفيوم من أجل سرقتها    حازم خميس يكشف مصير مباراة الأهلي والترجي بعد إيقاف تونس بسبب المنشطات    هييجي امتي بقى.. موعد إجازة عيد شم النسيم 2024    عرض غريب يظهر لأول مرة.. عامل أمريكي يصاب بفيروس أنفلونزا الطيور من بقرة    250 مليون دولار .. انشاء أول مصنع لكمبوريسر التكييف في بني سويف    أحمد ياسر يكتب: التاريخ السري لحرب المعلومات المُضللة    كندا توقف 3 أشخاص تشتبه في ضلوعهم باغتيال ناشط انفصالي من السيخ    السودان وتشاد.. كيف عكرت الحرب صفو العلاقات بين الخرطوم ونجامينا؟ قراءة    مصرع طفلين إثر حادث دهس في طريق أوتوستراد حلوان    احتراق فدان قمح.. ونفوق 6 رؤوس ماشية بأسيوط    برلماني: تدشين اتحاد القبائل رسالة للجميع بإصطفاف المصريين خلف القيادة السياسية    تقرير: 26% زيادة في أسعار الطيران السياحي خلال الصيف    وكالة فيتش ترفع نظرتها المستقبلية لمصر وتثبت تصنيفها عند -B    وكالة فيتش ترفع نظرتها المستقبلية لمصر إلى إيجابية    توفيق عكاشة: الجلاد وعيسى أصدقائي.. وهذا رأيي في أحمد موسى    عضو «تعليم النواب»: ملف التعليم المفتوح مهم ويتم مناقشته حاليا بمجلس النواب    دينا عمرو: فوز الأهلي بكأس السلة دافع قوي للتتويج بدوري السوبر    شيرين عبد الوهاب : النهاردة أنا صوت الكويت    أول تعليق من الخطيب على تتويج الأهلي بكأس السلة للسيدات    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 9 أدعية تزيل الهموم وتجلب الخير    دعاء الستر وراحة البال .. اقرأ هذه الأدعية والسور    «البيطريين» تُطلق قناة جديدة لاطلاع أعضاء النقابة على كافة المستجدات    سلوي طالبة فنون جميلة ببني سويف : أتمني تزيين شوارع وميادين بلدنا    طبيب يكشف سبب الشعور بالرغبة في النوم أثناء العمل.. عادة خاطئة لا تفعلها    أخبار التوك شو| مصر تستقبل وفدًا من حركة حماس لبحث موقف تطورات الهدنة بغزة.. بكري يرد على منتقدي صورة حسام موافي .. عمر كمال بفجر مفاجأة    «يباع أمام المساجد».. أحمد كريمة يهاجم العلاج ببول الإبل: حالة واحدة فقط بعهد الرسول (فيديو)    فريق طبي يستخرج مصباحا كهربائيا من رئة طفل    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء أ. ح متقاعد حسام سويلم يكتب:
سيد قطب يزدري الوطنية ويدعو إلي محاربة الوطن والولاء عنده للجماعة فقط
نشر في الوفد يوم 29 - 10 - 2013

لم تكن الشماتة الدنيئة التى أظهرتها جماعة الإخوان فى هزيمة المنتخب الوطنى لكرة القدم أمام فريق غانا أخيراً غريبة على هذه الجماعة الخائنة، حيث احتفلوا بصخب بهذه الهزيمة
واعتبروها «حاشا لله» انتقاماً ربانياً لقيام المصريين بخلع الرئيس الخائب الفاشل والخائن محمد مرسى، وتخلصهم من نظام حكم الإخوان البغيض الذى جثم على أنفاسهم عاماً أسود كاملاً ذاقوا فيه صنوفاً من خيانة وغدر الإخوان لمصر وشعبها،ووجه عدم الغرابة فى هذه الشماتة أنها انعكاس طبيعى لأمراض الخيانة والغدر والسخط والنذالة والحقارة التى تتسم بها أخلاقهم وتسرى فيهم مسرى الدم فى العروق، ليس اليوم فقط ولكن منذ نشأة هذه الجماعة عندما زرع قادتها وعلى رأسهم صنمهم المعبود حسن البنا، وكاهنهم الأكبر سيد قطب كراهية وازدراء الوطنية والقومية، وإعلاء قيم الولاء والانتماء فقط للجماعة وتنظميها الدولى، الذى يخطط ويمول ويشرف على الأعمال الإرهابية التى ترتكبها الجماعة فى أنحاء مصر.
ولم تكن شماتة الإخوان فى هزيمة فريقنا الكروى فى غانا إلا تكراراً لشماتة أخرى عندما فرحوا بهزيمة الجيش فى حرب 1967، وهو ما يؤكد أن السبب واحد ويتمثل فى نكاية الجيش المصرى، فهم شمتوا فى هزيمتنا فى يونيو 1967 وادعوا انها عقاب إلهى للجيش الذى كان يحكم مصر بقيادة عبدالناصر وزعموا أن هذه الهزيمة انتقام من عبدالناصر الذى قام باعتقالهم فى عامى 1945و1965، وهو نفس ما يكررونه اليوم من معايرة الجيش،بهذه الهزيمة، والتى كانت لها أسباب وظروف خاصة لم يكن للجيش يد فيها، بدليل أنه بعد ست سنوات فقط من هزيمة 67 أمكن لنفس الجيش بمعظم القادة الذين كانوا آنذاك رتباً متوسطة أن يحققوا انتصار أكتوبر 73 العظيم بعد أن تولوا المناصب القيادية فى الجيش، وأن يتم تحرير سيناء حتى آخر حبة رمل فى طابا فى عام 1982 فى الوقت الذى مازالت فيه باقى الأراضى العربية التى احتلت فى الجولان والضفة الغربية وغزة تحتلها إسرائيل منذ 46 عاماً لم تطلق فيها طلقة واحدة - ومن المؤكد أن سعادة الإخوان كانت ستكون أعظم لو - لا قدر الله - انهار الجيش فى 1973، ولكن فضل الله على هذا البلد رد كيدهم الى نحورهم، وتم تحرير سيناء التى كان يريد نظام الإخوان بزعامة مرسى أن يستقطع 750كم2 من شمالها ليقدمها هدية الى حماس فرع الإخوان فى غزة بدعوى «هم منا ونحن منهم»، وإذا عدنا الى ماحدث فى غانا أخيراً فسنجد أن كراهية الإخوان لبلدهم مصر وجيشها، ليست لها حدود، يتمثل ذلك فى جماعة الإخوان الذين ذهبوا الى هناك خصيصاً لتنفيذ مخطط الشماتة، هم ومن يعملون منهم فى دول غرب أفريقيا، حيث كان الهدف واحداً وهو ضرب الوطن نفسه ولكن على أرض غانا، حيث فوجئ فريقنا الكروى بهتافات تنطلق باللهجة المصرية ضد الجيش المصرى وقائده الفريق السيسى من قبل الإخوان المقيمين والقادمين من مصر وكان هدفهم واضحاً فى الإساءة الى مصر وجيشها ونظام الحكم الجديد الذى طرد الإخوان من السلطة بثورة شعبية عارمة ساندها الجيش فى 30 يونية الماضى، والانتقام من هذا الجيش الذى بدد حلمهم فى حكم مصر 500 سنة قادمة على حد قول مرسى للفريق السيسى، وهو ما يؤكد أن كل نضال الإخوان عبر 85 عاماً منذ قيام جماعتهم كان ولايزال الوصول الى السلطة والحكم، وما الشعارات الدينية التى يرفعونها إلا مطيتهم التى يتاجرون بها ويدجلون ويخدعون الشعب بها ليوصلهم الى الحكم.
جذور ازدراء الوطنية فى الفكر الإخوانى
لم يكن غريباً أيضاً ولا غير متوقع ما صدر عن معظم قادة الإخوان فى الآونة الأخيرة من تصريحات تزدرى الوطنية وتحقر من شأن القومية العربية، مثل تلك التى قالها المنافق والكذاب صفوت حجازى فى اعتصام رابعة عن إدخال مصر فى دائرة إمارات إسلامية عاصمتها القدس وليس القاهرة، ثم بعد القبض عليه أنكر كل ما قاله بل ونفى انتماءه لجماعة الإخوان أصلاً ومعارضته لمرسى،وكان قبل ذلك يحمله الإخوان فى رابعة على أعناقهم رافعاً عقيرته وصائحاً بحتمية عودة مرسى للحكم، ومطالباً اتباعه باقتحام مقار الحرس الجمهورى ووزارة الدفاع، واعداً إياهم بتواجد مرسى بينهم فى رابعة لتناول الإفطار معهم فى رمضان والكعك فى عيد الفطر!! مما يدل على النفوس الوضيعة والتردى الأخلاقى الذى وصل اليه قادة الإخوان، ويربون أتباعهم عليه، فهل تصيبنا الدهشة بعد ذلك أن نرى قادة الإخوان - أمثال المرشد السابق مهدى عاكف - من يقول «طظ فى مصر واللى جابوا مصر، أنا أقبل برئيس من ماليزيا»؟! أو نسمع مرشدهم الحالى محمد بديع يخاطب رئيس حماس اسماعيل هنية قائلاً: «كنت أود أن أراك رئيساً لوزراء مصر»، بل ويعد الفلسطينيين فى حركة حماس بأن يعطيهم أولوية التوطين فى أراضى سيناء، وأن يمنح خمسين ألفاً منهم الجنسية المصرية، وأن يوافق مرسى على زيادة عدد أنفاق التهريب عبر الحدود مع غزة من 600 نفق الى 2000 نفق ويمنع قوات الجيش من هدمها، بل ويوافق على إقامة منطقة حرة على الحدود مع غزة ليكون التهريب ليس فقط تحت الأرض ولكن أيضاً فوق الأرض، قائلاً عن حلفائه فى حماس «هم منا ونحن منهم»!!.
كل ذلك وغيره الكثير من تصريحات وكتابات الإخوان ترجع الى أساس عقائدى يسعى الى تخريب المجتمع المصرى وهدم كياناته، بزعم أن الولاء يكون للعقيدة فقط، لا للوطن ولا للأهل والأرض، وكأن هناك تناقضاً وانفصالاً بين ولاء المسلم لعقيدته وولائه لوطنه وأرضه وأهله أما ولاء المسلم للعقيدة فى نظر الإخوان فهو فقط للمرشد والجماعة فى البلد الذى تقام فيه الشريعة طبقاً لتوجيهاتهم السياسية مثل السودان فى ظل حكم البشير، وأفغانستان تحت حكم طالبان، وغزة تحت سيطرة حماس أو إيران التى يحكمها نظام الملالى.. إلى غير ذلك من الأفكار الهدامة والمدمرة للدولة والمجتمع والإنسان على كافة الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
عن تكفير المجتمع المصرى واعتباره « دار حرب».
وإذا رجعنا الى الفكر المتطرف والهدام والمنحرف الذى رسخه كاهن الجماعة الأكبر سيد قطب فى عقول الإخوان منذ ثمانين عاماً ويجرى تجديده من حين لآخر على أيدى قادة الأجيال المتعاقبة، فسنجده يندرج تحت شعار «الحاكمية» وما يحمله هذا الشعار من تكفير لجميع المجتمعات الإسلامية، وتقسيم البلاد الى دار حرب ودار إسلام، والتحريض على تخريب المجتمع للاستيلاء على السلطة باسم الدين، واستحلال القتل وسفك الدماء، تحت شعارات الجهاد والزعم باغتصاب سلطان الله فى الأرض فنجد أنه من أجل قتل الولاء والانتماء للوطن فى نفوس المصريين، يحقر فى كتابه «فى ظلال القرآن» ص 105 من شأن الوطن والوطنية، فيزعم ان الوطن «ليس أكثرمن قطعة طين» كما يزدرى جنسية البلد التى يحملها الإنسان فيصفها بأنها «نتن عصبية النسب»، ويفرق بين انتماء المسلم لدينه وانتمائه لوطنه، زاعماً استحالة الجمع بينهما فى قلب المسلم، ويتحول الوطن والقوم والأهل فى رؤية سيد قطب الى مجرد «كلأ ومرعى وقطيع وسياج»، وبالتالى فإن كل من يشعر بالانتماء للوطن والأهل والأرض فهو أشبه في نظره ب «البهائم»!! وإذا انتقلنا إلي ص 707 من نفس الكتاب فسنجد سيد قطب يحض أتباعه علي عدم القتال دفاعا عن الأوطان فيقول: «إن المسلم لا يقاتل لمجد شخص ولا لمجد بيت ولا لمجد دولة ولا لمجد أمة ولا لمجد جنس، وإنما يقاتل في سبيل الله»!! وبالطبع فهذه دعوة إلي فتنة لا يطمع أعداء الله والوطن في أكثر منها لدفع أبناء الوطن لنبذ الدفاع عنه باسم الدين.. ولا يكتفي سيد قطب بطرح هذه السموم في كتابه المشار إليه آنفاً، بل نجده أيضاً في كتابه الآخر «معالم في الطريق» والذي يصفه عن حق الكاتب المنشق عن الجماعة د. ثروت الخرباوي قائلاً: «إلههم المرشد، وقرآنهم معالم في الطريق»، يقول سيد قطب «إن الوطن ليس أرض مصر، وانما الوطن هو الدين الاسلامي، وأن الأرض المصرية ليست سوي الطين والسكن»!! وقد اعترف أحد القيادات المنشقة عن الإخوان في احدي الفضائيات، أنه انضم في سن الخامسة عشرة إلي الجماعة، وتم تلقينه أن الأرض المصرية ليست سوي مساحات من الطين والرمل، وأن حب هذه الأرض كوطن هو نوع من الكفر، لأن الطين والرمل يصنع منها التماثيل، وهي أوثان، ومن ثم فإن الوطنية والحب والعشق لهذه الأرض يعد نوعا من الكفر!! وقد اعترف بأنه لم يكتشف زيف هذه المقولات الغبية إلا بعد أن بلغ عمره الثلاثين عاما، حيث أدرك أن مصر الوطن، ليست الأرض فقط ولكنها البشر والطين والحجر والحيوان والنبات والنيل والتاريخ والحضارة معاً، لذلك فإن المقولة البذيئة لمهدي عاكف السابق الاشارة إليها لم تصدر عنه من فراغ، بل هي تأكيد لمزاعم سيد قطب بأن الإخواني لا يعترف بالوطن أو بالمواطنة، أو بالانتماء أو الارتباط بين المصري ووطنه، ولكنه يعتقد أن الوطن هو المبادئ الإخوانية المزعومة من الجماعة الارهابية باعتبارها في نظرهم «الإسلام الصحيح» وأن غير أعضاء الجماعة غير مسلمين وكفار يعيشون في عصر «الجاهلية الثانية» بعد الجاهلية الأولي قبل الإسلام، أما رسالة جماعة الإخوان كما حددها سيد قطب هي «إعادة الجاهلين المصريين وغيرهم من الشعوب الإسلامية إلي حظيرة الإيمان الإخوانية، ونشر هذه المبادئ في كل الدول الإسلامية من إندونيسيا حتي أمريكا، وعلي رأسها إعادة الخلافة الاسلامية العالمية، والتي يكون فيها مرشد الجماعة هو خليفة المسلمين».
فهل تصيبنا الدهشة بعد هذه الفتاوي الهدامة لسيد قطب أن يأتي عضو من الإخوان هو شكري مصطفي زعيم جماعة التكفير والهجرة والتي اغتالت وزير الاوقاف الأسبق الشيخ حسن الدهبي عام 1977 فيقول في ص1540 من التحقيقات «إذا اقتضي الأمر دخول اليهود أو غيرهم فإن الحركة حينئذ ينبغي ألا تبني علي القتال في صفوف الجيش المصري وإنه الهرب إلي أي مكان آمن.. إذ خطتنا هي الفرار من العدو الوافد تماماً كالفرار من العدو المحلي وليس مواجهته»، ثم دعا شكري مصطفي أتباعه إلي أن يفسدوا أسلحتهم إذا أُجبروا علي القتال!! وهكذا يضع هؤلاء المتأسلمون المتطرفون اليهود والمسلمين في كفة واحدة، فهل هناك دعوة سافرة للخيانة أبلغ وأحط من ذلك؟!
رفض الدفاع عن الوطن في مواجهة الأعداء
وللرد علي التلاعب بالالفاظ من جانب سيد قطب لإخفاء هدفه في تنفير المسلمين من الدفاع عن أوطانهم كأننا نطرح سؤالا بديهياً: أليس الدفاع عن الأرض والوطن والدولة والأمة والبيت والأهل والثروات في مواجهة الأعداء حتي يسلم الوطن من تهديداتهم وشرورهم، وحتي يكون الناس فيه آمنين مستقرين وقادرين علي إقامة شعائر دينهم، وأن يحفظوا تقواهم هو عين القتال والجهاد في سبيل الله؟! ثم ما هو الوطن؟ أليس هو الأرض والأهل والثروة والمقدسات وكافة الحرمات، ومن ثم فإن الدفاع عن كل هذا هو في ذات الوقت دفاع عن الدين والعقيدة؟ وأليس ذلك امتثالاً للحديث الشريف: «من مات دون أرضه فهو شهيد، ومن مات دون ماله فهو شهيد، ومن مات دون عرضه فهو شهيد»؟.
وفي كتابه «معالم في الطريق» يروج سيد قطب في ص 149 لتقسيم باطل ليس له أي دليل من كتاب الله وسنة رسوله، حيث يقسم البلاد إلي ما يسميه «دار الحرب» و«دار الإسلام»، ولا ينسب البلاد إلي إسلام أهلها أو كفرهم دائماً إلي الحاكم وحده.. فإذا كان الحاكم يطبق الشريعة الإسلامية طبقاً لمفهوم الإخوان الخاطئ فإن البلد يكون «دار إسلام» واذا لم يلتزم الحاكم بتطبيقها يكون البلد «دار حرب»، وتكون علاقة المسلم به إما القتال وإما المهادنة علي عهد أمان ولا ولاء بين أهلها وبين المسلم»، وتتضح خطورة هذا التقسيم حين ندرك أن حكم المسلمين في دار الحرب عند سيد قطب أنهم «حلال الدم والمال والعرض» فيقول في ص 157 «يحاربها المسلم ولو كان فيها مولده وفيها قرابته من النسب وفيها صهره وفيها أمواله ومنافعه»!! كما يحكم سيد قطب بتكفير هؤلاء المسلمين طالما أن الحكم لا يطبق الشريعة فيقول في ص 116 «ليس المجتمع الإسلامي هو الذي يضم ناسا ممن يسمون أنفسهم مسلمين بينما شريعة الإسلام ليست هي قانون هذا المجتمع، وإن صلي وصام وحج البيت الحرام»!! وهكذا يحكم سيد قطب بإنكار المسلمين جميعاً إذا لم يطبق الحاكم شريعة الإسلام علي زعمهم!! أليست وثيقة خيرت الشاطر التي أصدرها عام 2005 تحت عنوان «فتح مصر» تطبيقاً حرفياً لمزاعم سيد قطب عن تكفير المصريين ووجوب اعادتهم للإسلام بواسطة جماعته، حيث ينكر سيد قطب، في نفس الصفحة إسلام المصريين قائلاً: «ليس هذا اسلاما وليس هؤلاء مسلمين.. والدعوة اليوم انما تقوم لترد هؤلاء الجاهلين إلي الاسلام ولتجعل منهم مسلمين من جديد»!! وفي مواجهة هذه الدعوة الخطيرة الي تكفير المسلمين التي يروج لها سيد قطب نتوقف لندرك الحقائق التالية:
أ - ان تكفير المسلمين بدعوي خروج الحاكم عن الالتزام بالشريعة الاسلامية هو سلوك يتعارض تعارضاً كاملاً مع قوله تعالي: «ولا تزر وازرة وزر أخري» «الأنعام 164» فإيمان أو كفر أي انسان هو أمر شخصي يرتبط به وحده ويتعلق فقط بما يستقر في قلبه من معتقد في أركان الإيمان، وليس له أية علاقة بإيمان أو كفر أي إنسان آخر بما في ذلك الحاكم، فلا يضار المؤمن مطلقاً في إيمانه بضلال أي انسان آخر كائناً من كان مصداقاً لقوله تعالي: «يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم ولا يضركم من ضل إذا اهتديتم» «المائدة 105».
ب- إن هذا المنهج الذي ينتهجه الكتاب في رمي المسلمين بالكفر هو مسلك بالغ الخطورة، وقد حذرنا المولي عز وجل من ولوج هذا الباب في التكفير في القرآن والسنة الشريفة، في قوله تعالي: «وإذا جاءوكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به والله أعلم بما كانوا يكتمون» «المائدة 61» حيث تؤكد هذه الآية أن الانسان لو دخل علي جماعة وهو يعتقد في نفسه الإيمان دون غيره ورماهم بالكفر وهم ليسوا كذلك فقد حمل هو وزر هذا الكفر وخرج به يؤكد هذا المعني الحديث الشريف «لا يرمي رجل رجلا بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه ان لم يكن صاحبه كذلك، كما يقول حضرته «إذا كفَّر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما».
ج - تقويض المجتمع المصري بدعوي جاهليته ولأن دعوة سيد قطب إلي خلع الولاء والانتماء للوطن تستهدف في الأساس تخريب المجتمع المصري وتقويضه نجده بعد خطوته الأولي في تكفير المجتمع المصري وأهله ووصمه بالجاهلية، نجده ينتقل إلي الخطوة التالية التي تكشف هدفه الحقيقي من وراء ذلك، وهو هدم وتقويض وتخريب هذا المجتمع ليقيم علي أنقاضه ما يطلق عليه المجتمع الاسلامي، وأن المنوط بهذه المهمة هم جماعة الإخوان المسلمين. فتجده يدعو أتباعه إلي الانضمام في تنظيم حركي يستهدف الاستيلاء علي الحكم وازالة الأنظمة القائمة، وقطب في دعوته الخطيرة هذه يصور الأمر كله باعتباره جهاداً في سبيل الله ومنهجاً يأمر الاسلام باتباعه والالتزام به، وأن اقامة مثل هذا التنظيم هو أساس في بناء العقيدة الاسلامية، فيقول في ص45 من (معالم في الطريق) «إن العقيدة الاسلامية يجب أن تتمثل في نفوس حية وفي تنظيم واقعي وفي تجمع عضوي».
ثم يدعو سيد قطب أعضاء هذا التنظيم- الذي هو جماعة الإخوان بعد ذلك - إلي أن يكون ولاؤهم الكامل في كل أمورهم بقيادة هذا التنظيم، وأن ينزعوا تماماً كل ولاء لهم للمجتمع الذي يعيشون فيه، فيقول في ص57: «يجب أن يعمل أعضاؤه تحت قيادة مستقلة عن قيادة المجتمع الجاهلي» ويزعم أن ذلك أساس فيما يسميه بالقاعدة النظرية للاسلام، فيقول: «لم يكن بد أن تتمثل القاعدة النظرية للإسلام أي العقيدة في تجمع عضوي حركي منذ اللحظة الأولي.. لم يكن بد أن ينشأ تجمع عضو حركي آخر غير التجمع الجاهلي.. منفصل ومستقل عن التجمع العضوي الحركي الجاهلي الذي يستهدف الإسلام الغاءه». ثم يلح علي عقول اتباعه بعدم الانتماء للمجتمع والوطن المصري المقيمين فيه بعد اتهامه بالجاهلية ودمغه بالكفر، فيقول في ص56: «أن يخلع كل من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ولاءه من التجمع الحركي الجاهلي الذي جاء منه ومن قيادة ذلك التجمع سياسية واقتصادية واجتماعية وأن يحصر ولاءه في التجمع الحركي». بل يدعو المؤلف المسلمين صراحة إلي عدم المشاركة في هذا المجتمع أو مده. بكفاياتهم وخبراتهم ونشاطهم، بل ويطلب منهم أن «تكون حركتهم في اتجاه تقويض هذا المجتمع الجاهلي». ويحذرهم من كل عمل يؤدي إلي ما يسميه ب(تقوية المجتمع الجاهلي)، كما يحذرهم من أن يظلوا خلايا حية في كيانه تمده بعناصر البقاء والاستمرار أو أن يعطوه كفاياتهم وخبراتهم ونشاطهم ليحيا بها ويقوي».
ثم يفصح سيد قطب صراحة عن الهدف النهائي لجماعة الإخوان بعد أن تقوي بانضمام عدد كبير من الأعضاء إليها ممن يكون ولاؤهم الكامل لقيادة الجماعة - والمتمثلة حالياً في مكتب الإرشاد والتنظيم الدولي للجماعة - ويحدد هذا الهدف في إزالة الأنظمة السياسية والحكومات والاستيلاء علي الحكم فيها، فيقول في ص56 محدداً هدف الجماعة «تحطيم الأنظمة السياسية أو قهرها» ويؤكد هذا المفهوم في ص71 «إن الإسلام ليس مجرد عقيدة.. فهو يهدف ابتداء إلي إزالة الأنظمة والحكومات التي تقوم علي أسس حاكمية البشر للبشر».
ثم تصل دعوته هذه إلي أقصي درجات الخطورة حتي يصور محاربة الحكومات القائمة والاستيلاء علي الحكم باعتبارها جهاداً في سبيل الله، فيقول في ص64: «يجب أن تواجه الحركة الاسلامية هذا الواقع كله بما يكافئه.. تواجهه بالقوة والجهاد لإزالة الأنظمة والسلطات القائمة عليها». ويعتبر دعوته هذه تحقيقاً لما يسميه بالمذهب الإلهي فيقول في ص85 «إن الانطلاق بالمذهب الإلهي تقوم في وجهه عقبات مادية من سلطة الدولة ونظام المجتمع وأوضاع البيئة.. وهذه كلها هي التي ينطلق الإسلام ليحطمها بالقوة».
انعكاسات الفكر الهدام لسيد قطب علي الواقع الإخواني اليوم
وإذا طبقنا دعوة سيد قطب الهدامة هذه علي الواقع المصري اليوم وما ترتكبه جماعة الإخوان من جرائم ارهابية عبر تاريخها الدموي الطويل عن عمليات اغتيال ومهاجمة أقسام الشرطة ومديريات أمن ومحاكم وبنوك ومؤسسات عامة وخاصة وكنائس ومساجد، فضلاً عن محاولات اختراق الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية ناهيك عن سرقة أموال المصريين بواسطة شركات توظيف الأموال المسماة باطلاً ب(الإسلامية)، فسنجد جرائم الإخوان التي ترتكبها اليوم علي كل الساحة المصرية هي ترجمة عملية وواضحة وتنفيذاً لهذه المعالم الهدامة التي أرساها سيد قطب منذ خمسينات القرن الماضي. بل نري في ثمانينات القرن الماضي أحد كوادر الإخوان- وهو القاضي عبدالجواد يس - يعيد تأكيد هذه الدعوة المتأصلة إلي نبذ الولاء الوطني وذلك في كتابه (مقدمة في فقه الجاهلية المعاصرة) والذي يزعم فيه بوجود تعارض بين الوطنية والاسلام، ويدعي أن الوطنية هي (مبدأ وتصور جاهلي)، كما يهاجم صراحة كل دعوة إلي الانتماء العربي أو المصري فيقول في ص178: «ما تفتأ الفئة الحاكمة تردد علي مسامع الناس شعارات من نوع (القومية العربية) و(الوطنية المصرية) وشعارهم القائل (مصر قبل كل شيء ومصر فوق كل شيء) وينكر هذا المؤلف الإخواني أن يعمل المصريون علي تقدم مصر ومجدها فيقول في ص180: «وما هكذا تصاغ المسألة في الاسلام- فمنطوق الهدف في الاسلام هو انشاء المجتمع الرباني.. أما منطوق الهدف هنا فهو مجد مصر».. ثم يقارن بين الهدفين وكأن هناك تناقضاً بينهما فيكشف عن خبيئة نفسه الحاقدة علي بلده الذي يؤويه فيقول في ص181 «ويمكننا المقارنة العابرة من الوقوف علي ضخامة الهدف وسموه هناك وعلي تفاهة الهدف هنا فما أبعد البون وما أعظم الفرق.. لا لمصر العروبة أو مصر القومية أو مصر المجد»! إلي هذا الحد وصل هذا المؤلف الإخواني في كراهيته وحقده علي بلده مصر.. ولو أن يهودياً معادياً لمصر أراد أن يعبر عن عداوته وكراهيته لمصر فلا نتوقع أن يستخدم ألفاظاً أشد سمية وكراهية من هذا المؤلف الحاقد علي بلده والذي دعا في النهاية إلي عدم الدفاع عن مصر ضد أعدائها إذا ما تعرضت لهجومهم بدعوي ان المسلم يدافع عن الإسلام لا عن الأوطان! وأن يستعد المسلم لمحاربة أهله ومجاهدة وطنه ومقاتلتهم إذا ما اقتضي الأمر.. فيقول بالحرف الواحد في ص105 «عندما تنسلخ الأوطان من رداء الاسلام ينحسر عن المسلم واجب الدفاع عنها والجهاد في سبيلها.. بل وقد يجد نفسه ملزماً بمجاهدة وطنه ومقاتلة أهله»!.
- ولقد آتت تعاليم سيد قطب بنبذ الولاء والانتماء الوطني ثمارها المسمومة اليوم ليس فقط فيما يمارسه الإخوان من أعمال ارهاب وعنف وقتل وتخريب علي كل الساحة المصرية بل أيضاً- وهو الأدهي والأمر- إلي ممارسة خيانة الوطن مصر باستعداء القوي الخارجية ضد مصر ودعوتهم لاحتلالها وضرب الجيش المصري وتفكيكه ومنع السلاح وقطع الغيار عنه. فقد شاهدنا من زعماء الإخوان من يطالب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بإرسال قواتهم إلي مصر لإسقاط النظام الجديد الذي قام بالثورة الشعبية في 30 يونية وأسقطت نظام حكم الإخوان، ومطالبة الأمريكيين والأوروبيين بإعادة مرسي بالقوة إلي كرسي الحكم رغم أنف الشعب والجيش المصريين، وكان شيخهم الخائن والتعيس والخسيس المدعو يوسف القرضاوي علي رأس من طالب بالتدخل الأجنبي ضد مصر من فوق منبر مسجد عمر بن الخطاب في الدوحة. بل وسمعنا وشاهدنا خطباءهم في اعتصام رابعة يبشرون من فوق المنصة «أبشروا بنزول 7000 من جنود المارينز الأمريكان في السويس»، وسط صيحات «الله أكبر» من قبل قطيع الإخوان المتجمع في ذلك الاعتصام.
ان خيانة الإخوان لمصر لم تقتصر فقط علي ما سبق أن ذكرناه في حلقات سابقة عن استعدادها للتنازل عن حلايب وشلاتين في جنوب مصر لحليفها الإخواني البشير في السودان، وسلخ 750كم2 من شمال سيناء ومنحها إلي جماعة إخوان غزة «حماس» بدعوي «هم منا ونحن منهم» علي حد قول مرشدهم مهدي عاكف، كذلك تسليم مفاتيح التنمية والاستثمار في منطقة القناة لمركز الخيانة في العالم العربي المسماة قطر، بل لقد وصلت الخيانة بجماعة الإخوان خلال عام الشؤم الذي حكمت فيه مصر إلي تنازلها سرًا لإسرائيل وتركيا عن الحقوق الوطنية لمصر في حقول الغاز المكتشفة في البحر المتوسط، ووافقت علي التنازل رسميا بعدم المطالبة بحق الشعب المصري في هذه الحقول التي تكفي احتياجات البشرية لعشرات السنين القادمة. وهكذا تكتلت جميع الدول المعادية لمصر- إسرائيل وقطر وتركيا- مع جماعة الإخوان في منع مصر من تحقيق أي مصالح وطنية ترفع من شأنها اقتصاديا واجتماعيا. وبذلك تتضح معالم العقيدة الإخوانية التي أرساها كل من حسن البنا وسيد قطب التي لا تعترف بمصر وطنا لهم، بل كانت مصر- في تطبيقات إخوان اليوم لهذه العقيدة ولا تزال- قاعدة وركيزة لتحقيق الحلم الإخواني للسيطرة علي المنطقة انطلاقا من مصر، وأن التنازل عن حقوق مصر لصالح تركيا الأردوغانية هو عمل يتفق مع أهداف الجماعة.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فلا يمكن أن ننسي يوم أن وقف عضو مكتب الإرشاد محمد عبدالمقصود، أثناء احتفالات أكتوبر 2012 التي حضرها جميع القتلة والسفاحين، معلناً نهاية «زمن مصر للمصريين» حيث تثبت هذه الكلمات ان جماعة الإخوان تعتبر مصر وثرواتها ملكا لأي إخواني في ماليزيا أو تركيا أو غزة أو السودان أو ليبيا، ولم يكن يعلم هذا الخائن أن هذا الشعار رفعه «طلعت حرب» في مواجهة استيلاء الانجليز علي ثروات الشعب المصري، واليوم يثبت قادة الجماعة للمرة الألف أن لا فرق بين الاحتلال الانجليزي لمصر والاحتلال الإخواني لها.
وحتي بعد سقوط الإخوان المدوي في نظر المصريين في 30 يونية 2013، ومع احتفالات المصريين بالذكري الأربعين لانتصار حرب أكتوبر المجيدة، نجد جماعة الإخوان تمارس أحط وأبشع وأقذر صور الخيانة، وبما يؤكد انتفاء الوطنية لدي أتباعها، حيث وضعت بصماتها السوداء في أكثر من مكان في مصر، سواء بتخريب المنشآت العامة والخاصة، أو بإطلاق النار عشوائيا علي مواقع الجيش والشرطة، وأيضا المواطنين الأبرياء الذين كانوا يحتفلون بهذا اليوم التاريخي لانتصار جيشهم، محاولين تفجير محطات المترو بالقنابل والمتفجرات واحتلال الميادين والاعتصام بها، فكانت النتيجة سقوط أكثر من 50 قتيلا وحوالي 300 مصاب من المتظاهرين ومن الأهالي الذين تصدوا لهم في أرجاء البلاد. بل لقد وصل الأمر بأحد مدونيهم في مواقع التواصل الاجتماعي التي راجت في هذه الذكري إلي أن يصف انتصار أكتوبر بأنه «عدوان علي اليهود المسالمين»، حيث كتب «قامت ميليشيات القاتل الخائن أنور السادات في مثل هذا اليوم قبل 40 عاما بقصف المعتصمين اليهود السلميين المرابطين شرق قناة السويس، فقتلت وجرحت الآلاف منهم، ونجحت في فض الاعتصام»!! فهل بعد هذا القدر من السقوط في مستنقع الخيانة نستغرب علي الإخوان الخونة وحلفائهم في سيناء اليوم، يمارسون جرائم القتل والتخريب ضد قوات الجيش المصري ومعداته في سيناء بأبشع مما فعله الجيش الإسرائيلي هناك عبر سنوات احتلاله الست لسيناء؟!
ورغم مسلسل الفشل المتتالي الذي منيت به جماعة الإخوان في إثارة الشعب المصري ضد نظام حكمه الجديد، حيث لم تفلح جميع العمليات الإرهابية التي مارسوها في كسر ارادة المصريين، بل زادت من اصرارهم علي نبذ هذه الجماعة واستئصالها جذريا من الجسد المصري إلا أن تنظيمهم الدولي لا يزال ماضيا في مسلسل الخيانة حيث يواصل اجتماعاته بين تركيا ولاهور وقطر، ليخطط التصعيد الإرهابي ضد مصر، ومحاولة تعطيل تنظيم للاستفتاء علي الدستور الجديد، خاصة أن إقرار هذا الدستور قبل 25 يناير القادم يمثل ضربة قوية لخطة التنظيم الدولي، حيث سيستتبعه بعد ذلك تنفيذ باقي استحقاقات العملية الدستورية من انتخابات رئاسية ثم برلمانية ثم تشكيل حكومة وطنية تقود البلاد إلي بر الأمان بعيدا عن أيادي الإخوان الخونة. وما شاهدناه أخيرا من استهداف وزير الداخلية ومقر جهاز المخابرات الحربية في الإسماعيلية وضرب كنيسة الوراق إلا بعد مظاهر تنفيذ مخططات التنظيم الدولي للإخوان، والذي رصدت له الجماعة ومعها قطر 5 مليارات دولار.
ثم يمضي مسلسل الخيانة علي الصعيد الخارجي بقيام ما يسمي ب«التحالف الوطني لدعم الشرعية» الذي تتزعمه جماعة الإخوان المحظورة قانونا، بتنظيم جولة أوروبية بهدف تحريض بعض الدول الأوروبية ضد نظام الحكم الجديد في مصر وضد الجيش، ليلتقي بالعديد من المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية والبعثات الدبلوماسية في الأمم المتحدة بل ويشترون الإعلام الدولي مثل صحيفة (الجارديان) البريطانية، وجريدة (فرانكفوتر الجمانية) الألمانية بنشر صفحات مدفوعة الأجر وذلك للتنديد بثورة 30 يونية، إلا أن صحيفة بريطانية محترمة هي (الفاينانشيال تايمز) وجهت لطمة هائلة لجماعة الإخوان برفضها إغراءاتها لنشر صفحة كاملة مدفوعة الأجر، تروج فيها لادعاءات باطلة عن جرائم ضد الإنسانية يتهمون بها الجيش المصري، ويطالبون بتقديم قادته إلي المحكمة الجنائية الدولية!! بل ويمضون في استعدائهم الدول الوصيفة ضد مصر إلي المطالبة بطردها من منظمات هيئة الأمم المتحدة، ومنع وزير الخارجية المصري من دخول الأمم المتحدة، وفرض عقوبات دولية من مجلس الأمن علي مصر وفرض رقابة دولية علي قناة السويس!! وهو ما يؤكد أن جماعة الإخوان التي تمتد عبر الحدود لا تعرف قيمة الوطن، وعلي استعداد لبيعه بأبخس الأثمان، وهم بذلك يمثلون طابوراً خامساً حقيراً بكل معني الكلمة يطعن المصريين ليس فقط في ظهورهم، بل وفي وجوههم بلا خجل ولا استحياء، بل وفي كبر واستعلاء وغباء واندفاع جنوني نحو الهاوية والحضيض والسؤال هنا لمن يدعون إلي المصالحة مع هذه الجماعة: كيف بالله عليكم يمكن اجراء مصالحة أو تفاهم مع هذه النوعية من البشر؟! بل كيف نتوقع منهم أن يكونوا جنودا أو مواطنين صالحين يحفظون الوطن ويدافعون عنه بعد أن تربوا ونشأوا علي الفكر الخياني العقيم والذي زرعه في عقولهم حسن البنا وسيد قطب وباقي مرشديهم وزعمائهم عبر سنين طويلة وأصبحت بكراهية مصر والمصريين ومحاربتهم تسري في عروقهم مسري الدم؟!
ولا يعكس ما سقناه آنفاً من مظاهر خيانة الإخوان لمصر وشعبها الا حقيقة مرة يتعين للأسف التسليم بها وهي انتفاء المشاعر الوطنية لدي الإخوان لصالح مشاعر انتماء عالمي ينسبونه زورا وبهتاناً للاسلام، وهي أمور تجلت مؤخراً في ممارساتهم عند رفضهم تحية العلم المصري وعدم الاعتراف بالنشيد الوطني وكراهيتهم العميقة للجيش المصري وقادته، وينشرون غلمانهم تحت أجنحة الظلام يشوهون حوائط المدن بشعارات حاقدة ضد الجيش وقادته. غير أن تلك الممارسات كلها لم تسفر إلا عن تأكيد الحقيقة التي تشكل اليوم كابوسا يؤرق مضاجع هذه الجماعة، وهي أن من يرفضهم و يقاومهم اليوم ليس هم أجهزة الشرطة والجيش فقط وانما هم أبناء الشعب البسطاء الذين اكتشفوا بعد عام واحد من الحكم الإخواني البغيض مدي إفلاسهم ومتاجرتهم بالدين من أجل سلطة فشلوا في الوفاء بأعبائها والغريب في الموقف أنه كلما إزداد هجوم الإخوان علي الجيش وقائده الفريق أول السيسي، ازداد الشعب تعلقا بالاثنين وحبالهما، وتشبثهم بالجيش درعا وملاذا من أطماع هذه الجماعة، واصراهم علي ضرورة ترشح الفريق السيسي رئيساً للجمهورية رغم أنه يفضل البقاء علي رأس الجيش يحمي الإرادة الشعبية، ويصون حق المصريين في حرية التعبير والاختيار، لكنهم يريدونه رئيساً لهم لأنهم يرون فيه المنقذ من براثن جماعة الخيانة والخونة، وأنه جماع إرادتهم وموضع توافقهم الوطني، لذلك لم يكن غريبا أن تناصبه جماعة الإخوان وحلفاؤها العداء لأنه حرر مصر من احتلال حكمهم وقضي علي حلمهم بحكم مصر 500 عام علي حد تعبير مرسي!!
الرد علي أكاذيب وافتراءات سيد قطب
من يطالع دعاوي سيد قطب التي يزدري فيها معاني الوطنية والقومية ويدعو أتباعه لمحاربة الوطن وأهله وأن يكون ولاؤهم وانتماؤهم للجماعة وتنظيمها الدولي فقط، يلاحظ بسهولة أن قطب في كل هذه الدعاوي لا يستند لأي آية في القرآن الكريم أو حديث لسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم، بل علي العكس يجد في القرآن كل ذكر طيب وكريم لمصر دونا عن باقي بلدان الأرض قاطبة، وربما باستثناء مكة المكرمة، كما يجد في الأحاديث النبوية الشريفة الإشادة بمصر والتوصية بأهلها وجندها فقد كرم الله تعالي مصر بذكرها في القرآن خمس مرات صراحة وأكثر من عشرين مرة بالإشارة إليها، لعل أبرزها قوله تعالي: «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين» وهو ما يعني أن مصر بأمر من الله تعالي ستكون علي الدوام والاستمرار حصنا للأمن والأمان لأهلها ولكل من يلوذ بها، ورغم كيد الكائدين وحقد الحاقدين الذين يريدون أن يحولوها الي أرض إرهاب وصراعات مسلحة، فالمولي عز وجل سيحفظ مصر وشعبها من شرورهم ويرد كيدهم الي نحورهم وهو ما يصدقه أيضا حديث سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم «مصر كنانة الله في أرضه من أرادها بسوء قصمه الله» اي جعبة سهام الحق ضد أعداء الدين ولذلك فهي مستهدفة دائما بالاساءة والايذاء من أعداء الاسلام ولكن حضرته يتوعدهم بأن الله تعالي هو الكفيل بأن يقصم ظهورهم وهو ما أيقظته أحداث التاريخ عندما تصدي جيش مصر لجيوش الصليبيين وهزمهم في حطين عام 1187 أو في المنصورة عام 1250 وتصدي لجيوش التتار وهزمهم في عين جالوت عام 1258م، ناهيك عن حروب الجيش المصري ضد الصهاينة أعوام 1948، 1956، 1967 حتي كانت هزيمتهم التاريخية في أكتوبر 1973، لذلك لم يكن غريبا أن يأمر سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أصحابه اذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا من أهلها جندا كثيفا فإن بها خير أجناد الأرض وانهم لفي رباط الي يوم القيامة» كما أوصي حضرته صحابته بأهل مصر في حديثه الشريف «ستفتحون من بعدي مصر فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لكم فيها نسباً وصهراً».
لذلك كانت مصر ملاذاً ومثوي معظم أهل بيت حضرته وصحابته وإذا رجعنا إلي التاريخ البعيد سنجد أن مصر بأمر من الله تعالي قد تشرقت أرضها بمجيء الكثير من رسل الله تعالي.. منهم سادتنا إبراهيم واسحق ويعقوب ويوسف، وموسي وعيسي وإدريس وشعيب.. وغيرهم عليهم جميعا أفضل الصلاة والسلام ولم يكن ذلك إلا لصالحية قلوب أهل مصر لرسالة الاسلام التي جاء بها حضراتهم علي حكم قوله تعالي: «إن الدين عند الله الإسلام»، لذلك كانت لهم علي الدوام والاستمرار تبعيات مؤمنة في مصر علي حكم قوله تعالي: «وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله» وهو ما تعكسه الآثار المصرية القديمة التي تظهر المصري القديم وهو يصلي راكعاً وساجداً وواقفاً، ومرتديا ملابس الإحرام في حجه للبيت الحرام، وهي آثار مسجلة تنفي عن المصريين القدماء التهمة التي يحاول الإخوان وحلفاؤهم إلصاقها بهم بأنهم وثنيون وعباد أصنام!!.
ومما يؤكد بطلان دعاوي سيد قطب التي يزدري فيها الولاء والانتماء الوطني، ويعبر ذلك منافيا للاسلام، تعارض هذه الدعاوي مع الكثير من أحاديث ويعتبر رسول الله صلي الله عليه وسلم التي تحض علي حب الأوطان والدفاع عنها وعن أهلها وثرواتها ومنها الحديث الشريف «من مات دون أرضه فهو شهيد ومن مات دون ماله فهو شهيد، ومن مات دون عرضه فهو شهيد».. بل أيضاً حديث حضرته المعروف عند مغادرته مكة مهاجرا الي المدينة والذي قال فيه «والله إنك لأحب أرض الله إلي، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت» وهو ما يؤكد حب واعتزاز المسلم بوطنه وأرضه وأهله فأين ذلك كله من دعاوي سيد قطب واتباعه الي عدم الولاء والانتماء لمصر.. ومن المفارقات التي تستحق التأمل أنه في نفس الوقت الذي ظهرت فيه دعوة سيد قطب لأهل مصر للانصراف عن الولاء والانتماء لوطنهم وأرضهم، كان اليهود يقيمون «الوطن القومي» المزعوم بعهود في فلسطين مستخدمين كل أساليب الغدر والخديعة والكذب والتزييف للزعم بأن لهم حقوقا تاريخية في هذه الأرض حتي يجتمع اليهود في وطن واحد وهم الذين كتب الله عليهم الشتات!! فما الذي يستهدفه الإخوان من دعوتهم في نفس ذلك الوقت إلي إضعاف مصر ومحاربة انتماء المصريين لوطنهم؟!
لذلك وبالنظر لمعاداة جماعة الإخوان لمصر وشعبها منذ نشأة هذه الجماعة كان طبيعيا نتيجة أعمالها الإجرامية التي برزت علي الساحة المصرية منذ الأربعينات من قتل رؤساء وزارات «أحمد ماهر، فهمي النقراشي» وقضاة «أحمد الخازندار» وهجمات علي أقسام الشرطة وأهداف استراتيجية، ثم محاولات اغتيال رئيس الوزراء ابراهيم عبدالهادي ومصطفي النحاس ثم عبدالناصر وبعد ذلك اغتيال الرئيس السادات، ورئيس مجلس الشعب المحجوب.. وغيرهم ان تتعرض عبر كل هذه العصور الي ضربات أمنية متتالية من الأنظمة الحاكمة الي أن وقعت ثورة 25 يناير التي ركبتها جماعة الإخوان واستغلتها بالخداع والتضليل في الوصول الي حكم مصر خلال عام 2012/2013 وعندما اكتشف الشعب المصري حقيقة هذه الجماعة وما تتصف به من إرهاب وإجرام وترويع للمصريين أن قام الشعب المصري نفسه مع الجيش والشرطة بمواجهتها وبإزاحتها من السلطة والحكم واعتقال ومحاكمة قادتها ولم يكن تأثير هذه الضربة ضد الإخوان قاصرا فقط علي مصر، بل تعداها الي جميع الدول العربية والاسلامية التي بها أفرع للاخوان واكتشفت حكوماتها وشعوبها خطورة وصول هذه الجماعة الي السلطة والحكم في بلادها والسكوت علي أنشطتها الهدامة فاتخذت من الإجراءات السياسية والأمنية ما يحجم أنشطة أفرع الإخوان في هذه الدول بل وبدأت جماهير الشعوب فيها تستيقظ علي خطورة الإخوان وعدم الاطمئنان اليهم فابتعدوا عنهم ولم يعطوهم ثقتهم وأصواتهم مما أدي لسقوط ممثلي الجماعة في الانتخابات البرلمانية مثل الكويت بل وثورة الجماهير في تونس علي حكومة الإخوان هناك «حزب النهضة» وإجبارها علي الاستقالة، نفس الأمر في الأردن وغيرها من الدول العربية وهذا هو السبب في حالة الهستيريا والسعار التي أصابت التنظيم الدولي للاخوان أخيراً حيث يشاهد ميلاد الحلم الذي عمل علي تحقيقه عبر 82 عاما لفرض هيمنته علي العالم الاسلامي مع انهيار دولة الإخوان في مصر وتوابع ذلك في باقي الدول العربية.
وهذه الضربات وغيرها مما هو ينتظر جماعة الإخوان هو واقع حديث سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي حذر فيه كل من يريد الإساءة لمصر بأن الله تعالي قاصمه. وستكون هذه الضربات هي النهاية النهائية إن شاء الله لجماعة الإخوان علي كل الساحة الاسلامية والعربية وليس في مصر فقط بعد أن سقطت الأقنعة التي كانت تخفي وراءها سوءاتها وجرائمها وحقيقتها الدموية الإرهابية البشعة وهذا هو مصير كل من يتحدي الإرادة الالهية التي كفلت الحماية والأمن والأمان لمصر وشعبها.
إن مصر هي أعظم وطن يشرف كل مسلم الانتماء إليه ويلوذ به المسلمون من أجل حماية الاسلام ومقدساته ومصر هي أيضا أقدم وطن عرفته البشرية وقامت علي أرضه أعظم الحضارات وخرجت منها دعوة الهداية علي أيدي رسل الله الذين شرفت بهم هذه الأرض الطيبة، فكان الانتماء الي مصر في كل وقت هو شرف لا يدانيه شرف. ومن ثم فإن حب مصر ومساندتها في مواقفها في حماية الاسلام ومقدساته يصبح حكما «بما أنزل الله».. وكل من يعمل علي بث الوهن والاضطراب في صفوف جيش مصر انما يصرفه عن مهمته المقدسة والمقدرة له والدفاع عن الاسلام ومقدساته إنما يحكم «بغير ما أنزل الله»، حفظ الله مصر من شرور أعدائها في الداخل والخارج وحقدهم فالله خير حافظاً.. «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.