فى فيلمه الرائع «أيام السادات» جسد الفنان العبقرى أحمد زكى شخصية بطل الحرب والسلام انور السادات وقد أجاد فى هذا الدور إلى حد كبير مما اضاف كثيرا إلى رصيده الفنى، والمهم هنا انه يجيب على لسان السادات عن سؤال سأله الكثيرون للزعيم الراحل: لماذا تذهب إلى إسرائيل للتمهيد لاتفاقية السلام؟ فقال: لأننى اكتشفت اننا خاطبنا طوب الأرض للوصول إلى حل لمشكلة الشرق الأوسط واستعادة الأراضى العربية المحتلة فى حرب يونيو 1967 ولم يتحقق أى شىء.. فلماذا لا نخاطب أصحاب الشأن أنفسهم؟ وعندما تسأله الفنانة ميرفت أمين التى جسدت شخصية جيهان السادات فى بعض مراحل عمرها: ماذا تفعل لو قالوا لك بعد ان تذهب إليهم: شكرا.. نحن لا نريد سلاما؟ فرد عليها السادات: يبقى كده انا كشفتهم وعريتهم امام العالم كله واثبت انهم دعاة حرب .. لا دعاة سلام. ما يعنينا هنا.. ان السادات اكتشف ان الحق يتطلب لاستعادته استخدام الوسائل المشروعة .. الحرب والتفاوض والتحكيم.. مع أصحاب الشأن نفسه وبشكل مباشر.. ومع الفارق بين إسرائيل والتنظيم الدولى للإخوان الذى يمارس ضد مصر حربا شعواء لا هوادة فيها منذ سقوط مرسى.. إلا اننا تركنا التنظيم حتى الآن دون التعامل معه بشكل مباشر.. وهذا خطأ فادح، فبعد نجاح ثورة 30 يونيو فى الإطاحة بحكم الرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسى لفشله فى الحكم .. نحن نكرر نفس الخطأ.. نتعامل مع الإخوان فى داخل مصر وكأنهم أصحاب القرار مع انهم فرع وجزء من التنظيم الدولى للإخوان الذى تمتد فروعه فى 88 دولة وتصل أصوله إلى 100 مليار دولار تقريبا، رغم انه هو الذى يحرك الاخوان فى الداخل، تارة بالمسيرات والاعتصامات وتعطيل الطرق، وتارة بالإرهاب بالقنابل والمولوتوف والسيارات المفخخة عبر التنظيمات الموالية إليه والمتفرعة منه، وتارة ثالثة بتحريض الجماهير على معاداة الشرطة والجيش فى المساجد والشوارع والساحات والميادين، فلماذا لا نتعامل مع اصل المشكلة الذى يحرك الأحداث فى الداخل وهو التنظيم الدولى للإخوان المسلمين؟ بعد سقوط مرسى .. عقد التنظيم الدولى للإخوان اجتماعين الأول فى لاهور «باكستان» والثانى فى اسطنبول «تركيا»، وقد ركز اجتماع لاهور على بحث الخطوات العملية للتحرك خاصة في مصر، لإسقاط السلطة الانتقالية التي تولت بعد عزل محمد مرسي فى 3 يوليو الماضى. أما اجتماع إسطنبول فقد تم تخصيصه لبحث القضايا النظرية المرتبطة بالتحديات التي تواجه التنظيم العالمي للإخوان بعد سقوط حكمهم في مصر، وكيفية تعبئة منظمات المجتمع المدني والقوى الغربية لدعم عودتهم للحكم على أساس أنهم «اختيار شعبي حر»، كما بحث الاجتماع وفقا لأوراق المؤتمر «الموقف الدولي من التحولات الديمقراطية في دول الربيع العربي والخطاب السياسي الإسلامي المستقبلي، ومستقبل العلاقات مع النظام الدولي والغربي والإقليمي تجاه الديمقراطية والحريات في المنطقة». أما آخر اجتماعات التنظيم الدولى للاخوان فقد عقد فى قطر مؤخرا خلال عيد الاضحى المبارك وضم – كما رصدت اجهزة امنية مصرية - ممثلين عن جهاز المخابرات القطري والتركي وعددا من قيادات التنظيم وبعض الإخوان المقيمين في قطر، وخصص الاجتماع لمناقشة التصعيد السياسي ضد مصر والقيام بعمليات إرهابية بعد فشل « المحظورة « في تحقيق مكاسب خلال 100 يوم من سقوطهم وعزل مرسي عن الحكم واستخدام آليات جديدة للتحرك ضد مصر في الداخل أو الخارج. فى تقديرى .. التحرك ضد التنظيم الدولى للإخوان يتطلب اكثر من مسار: المسار الاول: سياسى .. بالضغط على الدول صاحبة العلاقات الخاصة بكل من تركيا وقطر وباكستان لمنع عقد اجتماعات التنظيم الدولى للاخوان على أراضيها.. وهذا يتطلب استخدام النفوذ السعودى والخليجى – الإماراتى والكويتى تحديدا - الموالى لمصر والرافض لسياسات الإخوان بتحذير تلك الدول من خطورة تبنى اجتماعات وافكار التنظيم الدولى للإخوان على امنها القومى قبل خطورته على الأمن القومى المصرى، وهو ما تجلى واضحا فى مساندة الدول الخليجية لمصر وتقديمها دعما يصل إلى 12 مليار دولار بعد تهديد أمريكا بقطع المعونة عن مصر. المسار الثانى: دبلوماسى.. باستدعاء الخارجية المصرية لسفراء باكستان وقطر وتركيا وابلاغهم صراحة استياء مصر البالغ لعقد التنظيم الدولى للإخوان اجتماعاته فى أراضيها، وان هذا الموقف يرفضه الشعب المصرى الذى خرج لإسقاط حكم الإخوان الذى أصبح فى ذمة التاريخ، وهناك أوراق لعب كثيرة تملكها القاهرة لدى كل دولة من هذه الدول.. الأكراد بالنسبة لتركيا.. وكشمير بالنسبة لباكستان.. ومجلس التعاون الخليجى بالنسبة لقطر. المسار الثالث: أمنى.. وهذا يتطلب التحرك على مستوى مجلس الأمن بالأمم المتحدة وشرح التهديدات التى يمثلها التنظيم الدولى للإخوان للامن القومى المصرى لاتخاذ إجراءات رادعة ضد التنظيم دوليا بحظر انشطته ومراقبة مصروفاته ومصادر أمواله وتجميدها إن لزم الأمر لأن ما يقوم به التنظيم هو الإرهاب بعينه .. إرهاب دولة بمعني الكلمة، مع ابلاغ الانتربول بأسماء قيادات وكوادر التنظيم الدولى للاخوان لتسليمهم الى القاهرة لمحاكمتهم او تقديمهم إلى المحكمة الجنائية الدولية باعتبارهم إرهابيين دوليين يرتكبون الإرهاب على الأراضى المصرية . التنظيم الدولى للإخوان.. هو رأس أفعى الإرهاب فى مصر.. ودون القضاء عليه سوف يستمر الارهاب الأسود فى أرض المحروسة لأن مخططات التنظيم تتقاطع للاسف مع أجندات إقليمية ودولية لا تريد خيرا لمصر.