قال الشيخ عادل الفائدي رئيس لجنة المصالحة بوزارة الدفاع الليبية ورئيس لجنة التواصل الاجتماعي الليبية المصرية إن أزمة احتجاز السائقين المصريين باجدابيا الليبية أظهرت قوة العلاقة الوطيدة بين الشعبين الليبي والمصري. وأضاف الفائدي -في حوار اليوم الأربعاء بطرابلس - انه لن يقدر أحد على تعكير هذه العلاقات، لاننا نعرف قيمة وحضارة شعب مصر ، مشيرا إلى أن الشعب الليبيى مدين للمصريين منذ الإحتلال الايطالى، فيرجع الفضل الكبير إلي العديد من الاساتذة المصريين فى تعليم الشباب الليبي والاطباء والقضاة وغيرهم طوال فترة الستينيات والسبعنيات ، ولذا ظل اكثر من 15 شيخا من القبائل الليبية من طبرق والمرج ودرنة والبيضاء وبنغازى وإجدابيا يلازمون السائقين المصريين من أجل عدم المساس باي شخص منهم طوال فترة احتجازهم بمنطقة اجدابيا لان هؤلاء يعرفون قدر وفضل مصر. وتابع قائلا : إن هولاء الشيوخ أقاموا خياما ووفروا المأكل والمشرب لكافة المصريين ولم يبرحوا أماكن الاحتجاز حتى تم عودة كافة الشاحنات المصرية بمن فيها إلي مصر. وأوضح الفائدي أن هناك اكثر من 15 مليون نسمة من القبائل العربية فى مصر وليبيا ، منوها بانه فى مصر أكثر من 12 مليونا ذات جذور ليبية في مطروح والاسكندرية والبحيرة والفيوم وبنى سويف والمينا وقنا وسيناء وباقى عائلاتهم فى المدن الليبية. وبالنسبة لدور القبائل العربية المصرية خلال ثورة 17 فبراير ، أشاد رئيس لجنة التواصل الليبية المصرية عادل الفائدي بدور القبائل العربية المصرية فى مساندة ثورة 17 فبراير ، وذلك من أجل القضاء على النظام السابق الذى ظل قابعا على صدر الشعب الليبيى 42عاما وكان لهم دور مهم واساسى فى انتصار الثورة وقدموا كل مايمتلكون من أموال ودعم لوجستى للثورة بل استضافوا الليبين والليبيات فى بيوتهم لفترة طويلة ..ولذا فان الشعب الليبيى حافظ لجميل المصريين الذين قدموا الغالى والنفيس خلال فترة الثورة . وحول من قام باحتجاز السائقين المصريين ..قال الفائدى إن ماحدث من بعض قبائل أجدابيا لايمثل نظرة الشعب الليبيى تجاه مصر الشقيقة وشعبها ، بل كان اتجاها من افراد هذه القبيلة ، من أجل لفت انظار حكومة البلدين ، بعد ان فقدت هذه القبائل أية طريقة للفت الانظار لقضية ابنائهم الذين دخول الاراضى المصرية من اجل الصيد وحكم عليهم ، ولكن تلك القبائل تؤمن وتثق بأحكام القضاء المصرى. وأضاف أن هذه القبائل تريد زيارة أشقائهم أو عملا باتفاقية تبادل المساجين بين البلدين ، يتم ترحيل هؤلاء الى ليبيا لقضاء باقى عقوبتهم فى البلاد حتى تتمكن اسرهم وذويهم من زياراتهم من أجل تخفيف المعاناة عنهم . وأوضح الفائدى انه لابد من وضع خطة استراتيجية من أجل النهوض بالمنطقة الحدودية بين البلدين وجعل هذه المنطقة صناعية وتجارية يستفيد منها أبناء البلدين ، حيث الايدى العاملة الماهرة المصرية والامكانيات المادية متواجدة لدى الليبين ، وذلك من أجل حياة أفضل لابناء تلك القبائل المتواجدة فى المناطق الحدودية وبذلك ستكون هذه المناطق هى مناطق أمن وأمان للبلدين . وفيما يتعلق بالعلاقات التجارية بين البلدين ،أشار الفائدي إلي أن هناك جهودا من قبل رجال مخلصين بالبلدين وخاصة رجال الاعمال من اجل تشجيع حركة التبادل بين البلدين وقد زادت بنسبة 25% خلال الثلاثة شهور الماضية وانه لو استمرت الجهود الخالصة سوف يصل اجمالى التبادل التجارى سنويا الى اكثرمن 5ر1 مليار دولار سنويا..مؤكدا ان العمالة المصرية المدربة هى الوحيدة الملائمة للسوق الليبيى. وأكد أن الليبين لايثقون إلا فى العمالة المصرية فى شتى المجالات لافتا إلي أن هناك فرصا عديدة للشركات والعمالة المصرية فى المرحلة الحالية من أجل اعمار ليبيا. ونوه بان السوق الليبيى واعد ومهم ..ومصر دولة رائدة فى الصناعة ودولة تجارية كبرى والفرص الثنائية متوفرة فى البلدين . وقال الفائدى إن العقل يرجح حرص مواطنى ومسئولى البلدين على تقوية ودعم وتطوير العلاقات المصرية الليبية لان كلا البلدين سند للاخر ولديهما كافة المقومات من أجل التكامل التام ولذا سوف نسعى جاهدين لانجاز التكامل بين ليبيا ومصر. وحول المعوقات التي كانت أمام اللجنة في التفاوض للافراج عن السائقين المصريين ، أكد الشيخ الفائدى ..أنه لم تكن هناك اى معوقات خلال فترة التفاوض مع القبائل الليبية للافراج عن السائقين المصريين وانه رأى تاجيل الافراج ليوم حتى يتم تأمين سلامة كل السائقين ورجوعهم إلي الاراضى المصرية سالمين مكرمين وانهم كانوا خلال اربعة ايام فى ضيافة القبائل الليبية خلال عيد الأضحى المبارك..مؤكدا انه لم يتعرض أحد منهم لاى أذى . وبشأن دور لجنة التواصل المصرية الليبية فى تطوير العلاقات خلال المرحلة القادمة...أكد الفائدى أنه لابد من خلق شراكة فعلية بين رجال الأعمال فى البلدين من أجل التكامل الحقيقى بين البلدين منوها بأن الفرص كثيرة من أجل النجاح. ودعا الفائدى الجهات الرسمية والقنوات الشرعية فى البلدين الي ان تكون هناك مظلة رسمية للجنة التواصل من أجل تطوير العمل والمقدرة على حل الكثير من المشاكل ، وايجاد حلول وطنية من أجل تطوير العمل الثنائى وايجاد كيفية مثالية لكثير من المشاكل التى تعيق تطوير العلاقات الثنائية فى شتى المجالات . ولفت إلي ان هذه اللجنة تم انشاؤها منذ عام وكان لها دور مهم خلال الفترة الماضية في حل العديد من المشاكل ، منها على سبيل المثال حل الخلافات بين القبائل ، مشكلة.تأشيرة الدخول إلي مصر وتوتر المنافذ وحجز اكثر من 1250 شاحنة بضائع مصرية فى بداية العام ، مشيرا إلي أنه كان لحل تلك المشاكل الأثر الطيب على المستوى الأهلى والقبلى وايضا على المستوى الرسمى، وسيكون لها دور مهم خلال المرحلة القادمة . يذكر أن الشيخ عادل الفائدي لعب دورا كبيرا و السفير المصري لدى ليبيا محمد أبو بكر وأعضاء السفارة وقنصل مصر ببنغازي ورجال القبائل ، في إنهاء أزمة احتجاز السائقين المصريين بأجدابيا الليبية.