منذ نشأة الإذاعة المصرية يوم 31 مايو 1934 وهي تشكل جزءاً أساس ياً من وجدان المواطن المصري ورغم وجود التليفزيون منذ عام 1960 وتعدد القنوات الفضائية في الألفية الجديدة مازالت الإذاعة واقفة علي قدميها كأسهل وأسرع وسيلة إعلامية. أجرينا هذا الحوار مع عبدالرحمن رشاد، رئيس الإذاعة، حول رؤيته لتطوير الإذاعة بعد القضاء علي نظام الإخوان وسبل تطوير الشبكات المختلفة، والحفاظ علي التراث الإذاعي.. وهل ابتعدت إذاعة القرآن الكريم عن السياسة وهل تأثرت الإذاعة المصرية بالإذاعات الجديدة وقلة الإنتاج الدرامي في الإذاعة، والإنتاج الغنائي في الإذاعة، ومشاكل أصحاب المعاشات المالية، ودور الإذاعة في مشكلة سد النهضة والعديد من القضايا الأخري. ما رؤيتك لتطوير الإذاعة المصرية؟ - لابد أن نسعي في البداية لتقليل عدد ساعات الإرسال الإذاعي ليس من المعقول أن تكون عدد ساعات الإرسال الإذاعي 513 ساعة يومياً، بصراحة الإذاعات التي تستحق 24 ساعة يومياً إذاعة القرآن الكريم وإذاعة الأغاني وراديو مصر.. ليس عيباً أن ينتهي إرسال البرنامج العام وصوت العرب في الثانية صباحاً ويعود في السادسة صباحاً، وقدمت مذكرة بهذا المعني للدكتورة درية شرف الدين وزيرة الإعلام ويجري حالياً دراسة هذا الموضوع، وتطبيقه في المستقبل لن يؤثر أبداً علي مستحقات العاملين، ومن ضمن سبل التطوير إعادة تدريب المذيعين والانضباط في ممارسة العمل، وإعادة تقديم البرامج التي ليس لها علاقة بالواقع وتطوير البرامج وتعيين رئيس تحرير للبرامج التي تتابع الأحداث والابتعاد عن القوالب الجامدة.. وبالطبع لن يتحقق التطوير المنشود إلا بتعاون جميع الإذاعيين معي. هناك بعض التشابه بين الشبكات الإذاعية؟ - من ضمن أساسيات التطوير أن تكون لكل شبكة شخصيتها المختلفة حيث لا تخطئ أذن المستمع عندما يستمع للإذاعة، وعلي فكرة كلاسيكية البرنامج العام لا تتعارض مع التطوير. ما أكثر الإذاعات المواكبة لحركة التطوير حالياً؟ - الشرق الأوسط والشباب والرياضة ويضمان مجموعة من شباب المذيعين علي أعلي مستوي. ما الإجراءات المتبعة حالياً للحفاظ علي التراث الإذاعي؟ - تم تحديث جميع مواد التراث وهناك مكتبة خاصة لكل رائد إذاعي، ويعاد نقل جميع المواد التراثية علي سيديهات. ثار جدل كبير حول إذاعة القرآن الكريم في الفترة الأخيرة.. خاصة في عصر الإخوان؟ - أعلم ذلك تماماً، ولكني حالياً أتحدي أي مستمع يقول إن إذاعة القرآن الكريم تتحدث في السياسة بحمد الله عادت إذاعة القرآن الكريم لسيرتها الأولي 70٪ تلاوات و30٪ برامج للتفسير والحديث.. واطمئن جميع المستمعين، علماء الأزهر هم فقط من يتحدثون في إذاعة القرآن الكريم، وغير مسموح أبداً للشيوخ إياهم بالظهور علي شبكة القرآن الكريم، وأعود وأكرر لا مجال للسياسة في تلك الإذاعة العريقة الجاذبة لملايين المستمعين بحكم طبيعة ما تقدمه. الإنتاج الغنائي في الإذاعة يبدو قليلاً.. ما تعليقك؟ - بداية الإذاعة أنتجت 22 أغنية بعد ثورة 25 يناير تم وضعها في الثلاجة في عهد الوزير السابق صلاح عبدالمقصود، ونعيد إذاعتها حالياً، وأنتجنا أوبريت غنائياً عن مناسك الحج، قدر الإمكان الإذاعة تنتج وأطلب المعاونة من نجوم الغناء، ونحن نقبل الهدايا من جميع الأصوات بشرط أن يكون الكلام مناسباً، وهناك لجان خاصة لتقييم أي أغنية تهدي للإذاعة، ولدي ثقة في حدوث حالة من الازدهار في الفترة القادمة بالنسبة لأغاني الإذاعة. ماذا عن لجنة الاستماع الموحدة؟ - تمت إعادة تشكيلها ولن أفصح الآن عن أسماء أعضاء اللجنة. منذ سنوات والإذاعة تعاني من قلة الإنتاج الدرامي ويقتصر فقط علي شهر رمضان.. ما تعليقك؟ - بإذن الله تلك المشكلة سنتغلب عليها، وفي ذكري نصر أكتوبر العظيم تذيع الإذاعة حالياً 30 حلقة منفصلة عن أبطال حرب أكتوبر وذلك بالتعاون مع الشئون المعنوية للقوات المسلحة، ولكي نتغلب علي قلة الإمكانيات سننتج مسلسلات 30 حلقة، مدة كل حلقة 5 دقائق بحيث تقل ساعات الإنتاج، ومن هنا نستطيع الإنتاج طوال العام. الإذاعيون الذين أحيلوا للمعاش في الشهور الأخيرة يشكون من عدم صرف مستحقاتهم المالية؟ - بإذن الله سيتم صرف جميع المستحقات لأصحاب المعاشات، والتأخير جاء بسبب بداية السنة المالية الجديدة، وفي شهر مايو الماضي تم صرف جميع المستحقات لأصحاب المعاشات، ولا مشكلة في هذا الموضوع. هل تأثرت الإذاعة المصرية بانتشار الإذاعات الخاصة؟ - مهما تعددت الإذاعات ستبقي شبكات الإذاعة لها رونق خاص، ونحن نتطور باستمرار ونواكب جميع مطالب المستمعين.. هل يستطيع أحد مثلاً الاستغناء عن شبكة القرآن الكريم أو البرنامج العام أو الشرق الأوسط أو صوت العرب أو الشباب والرياضة؟.. مستحيل، تلك الإذاعات تعيش في وجدان الملايين، هناك مئات القنوات ومع ذلك الإذاعة هي الإذاعة، وعلي العموم المنافسة في صالح الجميع. هل هناك أي نية لتغيير بعض رؤساء الشبكات الإذاعية؟ - حتي الآن لا نية علي الإطلاق في إحداث التغيير في الفترة الحالية. ما الدور الذي يجب أن تقوم به الإذاعة في مشكلة سد النهضة؟ - بداية لدينا إذاعة وادي النيل، والإذاعات الموجهة لدول شرق ووسط أفريقيا، هذه الإذاعات تلعب دوراً مهماً للغاية في التواصل مع هذه الشعوب، ولكن المشكلة الحقيقية أنه بسبب بعض العيوب الهندسية لا يصل الإرسال بالشكل المطلوب للجمهور المستهدف، وأطالب بخطة إعلامية شاملة للتواصل مع الشعوب الأفريقية، ولو بإرسال 5 ملايين جهاز ترانزستور لهذه الشعوب، ويكون هناك دور للسفارات المصرية مع دول حوض النيل.. وأجد أن هناك أهمية كبري في تقوية إرسال الإذاعات الموجهة لدول حوض النيل، ويتطلب هذا إمكانيات مالية، وأرجو أن يكون لرجال الأعمال دور في هذا الموضوع. بشكل واقعي.. هناك بعض التراجع في دور الإذاعة وبعض الإذاعات غير مسموعة؟ - أعترف بهذا إلي حد ما، هناك حقيقة يجب أن يعلمها الجميع، الإذاعة كانت في السنوات الماضية عبارة عن عربة فاخرة بها جميع الإمكانيات ولكنها لا تسير، دوري الأساسي تحريك تلك العربة للأمام. ماذا لو فشلت في مهمتك؟ - بمنتهي الصراحة سأترك مكاني فوراً ولن أجلس علي مقعد رئيس الإذاعة ساعة واحدة وأقبل التحدي. الإذاعة مليئة بكبار السن.. والشباب قليل للغاية.. ما ردك؟ - اعترف بذلك تماماً، الإذاعة في حاجة ماسة لتجديد شبابها، ولكن نعمل إيه مفيش إمكانيات لتعيين شباب في الإذاعة حالياً، وسأحاول في الفترة القادمة الاستعانة بالعناصر الشابة. هل الإذاعات الإقليمية تقوم بالدور المطلوب.. وهل لها أهمية أصلاً؟ - الإذاعات الإقليمية محطات مهمة للغاية لها دور أساسي في متابعة كل ما يحدث في المحافظات ومليئة بالكوادر الممتازة، ولعبت دوراً كبيراً في الأحداث الساخنة في الشهور الأخيرة، وسأقوم قريباً بجولة في تلك الإذاعات. هل هناك اتجاه لتخفيض أجور الإذاعيين؟ - ليس هناك اتجاه علي الإطلاق لتخفيض أجور الإذاعيين، ونقدر كل من يجيد في عمله، وهناك مراقبة ومتابعة لجميع البرامج وأداء الإذاعيين، ولا تهاون أبداً مع أي مذيع يخطئ علي الهواء، حتي تعود الإذاعة لسيرتها الأولي. الإذاعة تعاني مشكلة كبيرة في مستوي المعلقين علي المباريات؟ - نعم.. هناك مشكلة ومع بداية الموسم الكروي الجديد سيتم تشكيل لجنة لاختبارات معلقين جدد.. ونحن نعاني بالفعل من هبوط مستوي بعض المعلقين بعد هروب الكثيرين.