في مثل ذلك الوقت من كل عام يتوافد الملايين من أنحاء الأرض إلى مكةالمكرمة استجابة لنداء ربهم الي الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، ويحرص بعض المسلمين على أن يحجوا كل عام، وأن يعتمروا أيضًا في كل رمضان . والحج مرة واحدة على الأقل هو حلم لكل مسلم وهو ركن من أركان الدين وهناك آلاف المسلمين يحجون للمرة الثانية والثالثة والعاشرة مع أن النبي صلى الله عليه وسلم والذي هو أفضل البشر على الإطلاق حج مرةَ واحدة وليس هؤلاء افضل من النبي الكريم . وأمام الأوضاع المضطربة التي يعيشها المصريون .دعا علماء الأزهر والأوقاف أن ينفق الحجاج الذين قاموا بزيارة الأراضي المقدسة من قبل وأدوا فريضة الحج تلك الأموال، في دعم اقتصاد مصر ومعاونة الفقراء بدلًا من حج النافلة، مؤكدين أن قضاء الحوائج مقدم على النافلة. وأنه من الأفضل للمسلمين الذين يحجون حج التطوع وعلى الذين يعتمرون أكثر من مرة في العام، أن يتصدقوا بأموال الحج لدعم اقتصاد بلدهم أو لسد احتياجات الفقراء بالمجتمع وتوجيهه لإغاثة المحتاجين من المسلمين. وشدد العلماء على أن الأمة التي لا تمتلك كامل قوتها وكامل دوائها ووسائل أمنها من سلاح وعتاد فأولى بأبنائها أن يتوجهوا إلى سد هذه الجوانب قبل التفكير في حج وعمرة النافلة ودعا العلماء الأغنياء وميسوري الحال, ورجال الأعمال في المجتمع المصري إلى التعجيل بقضاء حوائج الناس لأنه أفضل عند الله تعالى من تكرار الحج, والعمرة في ظل الظروف التي تمر بها مصر . أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف ان دعم الاقتصاد الوطني لمصر وسد احتياجات المجتمع من المال الفائض للأغنياء اولى من حج النافلة ولابد على المقتدرين من المصريين عدم الأسراف في حج النافلة وتوجيه تلك الأموال لأعمال الخير في تلبية احتياجات المجتمع . واشار الي ان قضاء الحوائج متسع ومتعدد، وقد يكون صدقة جارية فى إصلاح طريق أو بناء جسر أو مشفى أو مدرسة، ونبينا ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " ويقول صلى الله عليه وسلم : " إن لله عباداً اختصهم بقضاء حوائج الناس حببهم فى الخير وحبب الخير إليهم إنهم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة " ، ويقول ( صلى الله عليه وسلم ) : " من أدخل السرور على مسلم كان حقاً على الله عز وجل أن يرضيه يوم القيامة ، ويقول ( صلى الله عليه وسلم ) : "من فرج على مسلم كربة فرج الله عنه يوم القيامة " ، "ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته . من جانبه لفت الدكتور عبد المنعم أبو شعيع وكيل كلية أصول الدين أن من حكمة الله أن جعل الحج مرة واحدة في العمر, وبأدائه يكون الفرض قد سقط عن الإنسان. واشار إلى أنه بالنظر لظروف مجتمعنا نجد أنه يعاني من نقص شديد في كثير من الأمور, فهناك المريض الذي يحتاج للدواء, والشاب الذي لا يجد عملا , والطالب الذي لا يجد سكنا, أو كتبا, أو مراجع كل هذه الأمور تجعلنا ونطالب الأغنياء بألا يكرروا الحج , والعمرة , ويتوجهوا إلى فعل الخير فهذا أفضل للجميع , وبناء للمجتمع , وأفضل عند الله. ووجه الدكتور رمضان عبد العزيز رئيس قسم التفسير, وعلوم القرآن بكلية أصول الدين, رسالة للذين عندهم القدرة على المالية على الذهاب للحج كل عام أن يتوجهوا بأموالهم إلي غير القادرين, والمَدِيْنين, فهذا أولى من حج التطوع, كما طالب المصليين بالبحث عن المال الحلال لمن يريد أداء الحج , والتوبة من جميع المعاصي التي تتعلق بحق الله وحق العباد. وقال الشيخ حمد الله الصفتي إن حكمة الله اقتضت أن تكون متانة العلاقة بين الناس, وأرفعها هي علاقة الدين, ورابطة الاعتقاد, فأخوة الدين تقتضي المحبة, والتسامح بين أبناء الدين الواحد, وشفقة بعضهم على بعض, ومن ذلك السعي لقضاء حوائج الناس. وأوضح الدكتور مختار مرزوق عميد كلية أصول الدين بأسيوط إن المؤمن القوي أحب إلي الله من المؤمن الضعيف ومن علامة القوة أن يقوم المؤمن بمساعدة الناس, وقضاء حوائجهم, ولاسيما بالمال والجاه فخير الناس أنفعهم للناس. وقال الشيخ صبري عبادة وكيل وزارة الأوقاف أن تكرار الحج , والعمرة مرتبط بحال الأمة ويسرها , ووضع اقتصادها, فإذا كان الاقتصاد قويا, ومتينا , وليس في الوطن جائع, ولا عارٍ ولا مريض , فليحج ما شاء , وإذا كان العكس فتنمية الوطن أوجب.