رحل في هدوء عن عالمنا العالم الجليل وعضو لجنة مصحف المدينةالمنورة الشيخ عبدالحكيم عبدالسلام خاطر بعد رحلة طويلة مع مرض الكبد. وقد انتقل إلي الرفيق الأعلي بمحل إقامته بمدينة البدرشين وقد زفه إلي مثواه الأخير تلاميذه من الدعاة والأئمة وزملائه من حفظه القرآن الكريم من أبناء مدينة البدرشين والقري المجاورة لها. وقد انتقد العديد من المشايخ الذين تتلمذوا علي يديه تجاهل مؤسستي الأوقاف والأزهر المشاركة في تكريم هذا العالم الجليل حياً أو ميتاً، في نفس الوقت الذي تكرم فيه الدولة اللاعبون والفنانون عديمي المواهب. وفي قراءة سريعة لسيرته الذاتية أردنا أن نلقي الضوء علي هذه الشخصية المصرية التي حظيت بتكريم ما بعده تكريم علي أيدي الأمراء والأئمة السعوديين الذين اختاروه لهذا المنصب بعناية فائقة لينال شرف مراجعة وتدقيق المصحف الشريف بالمدينةالمنورة مع اللجنة العلمية لطباعة المصحف التي ظل بها حتي وفاته. ولد الشيخ عبدالحكيم عبدالسلام خاطر بقرية البراجيل التابعة لمركز الصف بمحافظة الجيزة بتاريخ 1 /8 /1945 وأتم حفظ القرآن الكريم وعمره 10 سنوات ثم التحق بمعهد القراءات بإمبابة وعمره 18 عاماً وحصل علي عالية القراءات وبعدها درجة التخصص في القراءات، ثم تخرج في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر دفعة مايو عام 1975 بتقدير عام جيد جداً، وحصل علي تقدير امتياز في القرآن الكريم طوال الأربع سنوات التي قضاها بالكلية. وتم تعيينه معيداً بكلية الدراسات الإسلامية وحصل علي دبلومتي التخصص في مادة الفقه المقارن، وأثناء تقديمه لرسالة الماجستير تعاقد مع الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة ليعمل بها معيداً. وفي أوائل الثمانينيات تم انتدابه من الجامعة الإسلامية إلي اللجنة العليا لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة وظل بها حتي وافته المنية. من أعمال الشيخ عبدالحكيم خاطر في بداية حياته عمل داعية إسلامي بمدينة البدرشين وكان يصلي بالقرآن كاملاً في شهور رمضان التي قضاها بالمدينة في صلاة التراويح. وقد أكمل دراسته في الدعوة الإسلامية بالمدينةالمنورة وأخذ يعطي تلاميذه السنة في القرآن الكريم المتواتر حتي رسول الله صلي الله عليه وسلم وأبرز مشايخه الشيخ عبدالفتاح القاضي، والشيخ أحمد عبدالعزيز الزيات رحمة الله عليهم جميعاً. كما أنه ساهم في مراجعة المصحف الشريف عن حفص وورش وقالون والدوري، ويضاف إلي أعماله هو مشاركته في العديد من المسابقات العالمية في القرآن الكريم كعضو لجنة تحكيم، وظل إلي آخر أيام مرضه يراجع القرآن الكريم لتلاميذه بمسجد رسول الله صلي الله عليه وسلم بالمدينةالمنورة. رحم الله الشيخ عبدالحكيم عبدالسلام خاطر وأسكنه فسيح جناته وعوضنا الله عنه خيراً.