حذر الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر لشئون الحوار وعضو مؤسس ل "بيت العائلة " من خطر إضعاف مؤسسات الدولة خلال الفترة التى نعيشها مؤكداً على أن ما حدث فى مصر كان متوقعا بعد نشر فكرة تغيب الوطن مع التشدد والتطرف وترويع المواطنين بالإرهاب . كما طالب بعدم ال"قسوة" فى التعامل مع شباب الإخوان لما تعرضوا له من خداع باسم الدين مؤكداً على أن "بيت العائلة" يتبنى تطبيق فكرة إصلاح الخطاب الدينى فى الوقت الذى شدد خلاله على أهمية اللغة والمفردات فى الحوار والإعلام والقضاء منتقداً الحديث اللغوى لكل من قاضى محاكمة مبارك ومعلن فوز مرسى . وكشف عزب عن أن هناك محاولات جادة للتصدى لكل من يحاول أن يخلق من الأزهر فكر متطرف خلال الفترة القادمة بالتحاق أبناء الفكر المتشدد به معلناً عن انطلاق قناة فضائية خاصة بالأزهر لنشر صحيح الدين ووسطية الإسلام بتمويل مصرى خالص بعيداً عن دعاة " البتروإسلاموا دولار" على حد تعبيره. وقال الدكتور محمود عزب خلال الندوة التى أقامها منتدى حوار الثقافات بالهيئة الإنجيلية أمس تحت عنوان " دور رجال الدين فى مواجهة التطرف" بالإسكندرية " إن خطر مصر الكبير أولاً هو إضعاف مؤسسات الدولة ويأتى بعدها الحوار الدينى وذلك من أجل الخروج من الحياة القبلية التى دخلنا فيها الفترة الماضية بغياب الدولة ومحاكمة الأفراد بتعليقهم والاعتداء عليهم دون محاكمة " . وأضاف بأن ما حدث فى مصر كان متوقع لتغير المجتمع باستعادة القيم الصحية لأن الأمور قد تعقدت بسبب التشدد والتطرف والإرهاب وترويع المواطنين بالإضافة إلى فكرة "تغيب" الوطن قائلاً "لما شباب سافروا أفغانستان فى القاعدة التى كونتها أمريكا بدعوى نصرة الإسلام ضد الروس الملحدين ويرجعوا بعد تدريبهم بفكرة ان نصرة الإسلام فى أى وطن ومنها إلى وهم الخلافة ثم يقولوا "..." فى مصر" بالإشارة إلى عبارة مرشد الجماعة لما قال "طظ" فى مصر يبقى كان لازم يحصل كده فى مصر " . كما طالب بعدم القسوة فى التعامل مع شباب الإخوان لخداعهم باسم الدين مشيراً إلى أن مصر فى ال"30" أو ال"40" سنة الماضية تعرضت إلى تجسيد غياب فكرة الوطن من قبل الدعاة ورجال الدين على حد وصفه . قال عزب " تعريف رجال الدين فى كل دين نجد القساوسة فى المسيحية والشيوخ والأئمة فى الإسلام والأحبار والحاخامات فى اليهودية ولكن جاءت لدينا فترة بظهور من يقومون بالخطاباوالفتاوى دون أصل وهى مصيبة المجتمعات فلا يصح ان نجد شخص حفظ "30" حديث مثلاً وقرأ "50" كتاب فأصبح رجل دين " . وأيد مستشار شيخ الأزهر لشئون الحوار قرار وزير الأوقاف بعدم اعتلاء المنابر إلا الأزهريين ومنع صلاة "الجمعة " فى الزوايا مطالباً بمنع الدروس اليومية فيها أيضاً من أجل العودة إلى المسجد الجامع . وأكد على أن مصر من أحسن الدول التى أفادت الإسلام لما دخلها لافتاً إلى أن الأزهر الشريف الذى عمره 1050 عاما لم يكن أزهر إلا بوجوده فى مصر الوسطية والذى يدرس فيه أكثر من مذهب . وأضاف عزب بأن "بيت العائلة" يتبنى مشروع تجديد الخطاب الدينى قائلاً " لقد أستقلت من "السوربون" براتبها الذى يفوق 35 ألف دولار شهرياً لكى أكون خدام فى بيت العائلة والأزهر لترسيخ فكرة الحوار فى مصر والذى يرأسه كل من الأمام الأكبر شيخ الأزهر وقداسة البابا بالتناوب فعلينا أن نترك لغة القبلات بين المسلم والمسيحى فى الحوار وأن يعاقب المجرم على جرمه وعلينا أن نعترف بان هناك مشكلة أحتقان لن تحل إلا بالحوار " مشيراً إلى أن الحوار لا ينشأ فى مجتمعات إستبدادية ومصر لها فترة طويلة فى حالة فوضى والحوار حديث فى المجتمع المصرى خاصة وأن له أصول وثقافة تعلمناها من القرآن الكريم والكتاب المقدس على حد تعبيره . وتابع بأن الأزهر الجديد فى عهد الشيخ أحمد الطيب مؤكداً على ان الفكرة لايواجهها إلا الفكرة والرأى يحاربه الرأى والكتاب يحاربه كتاب آخر لأن الرقابة لا تمنع والممنوع مرغوب كاشفاً عن وجود مواجهات جادة لا تذكر فى الإعلام لمحاولات تحويل الأزهر الوسطى إلى أزهر متطرف وشدد عزب على اهمية إستخدام اللغة العربية الصحيحة وإعادة تعريف المفردات من جديد قائلاً " القاضى الذى حكم على الرئيس مبارك والذى أعلن فوز مرسى برئاسة الجمهورية لهما "50" غلطة لغوية وكذلك نجد أيضاً فى الإعلام مما قد يجعلنا نقع فى خطأ سؤ الفهم كما أننى متأكد أنه فى مصر غير معروف معانى مفردات السلفية والديموقراطية والحرية والعلمانية فمثلاً السلف تعنى السابق وليس ما نفهمه الآن " . وأنتقد مستشار شيخ الأزهر تراجع الدور التنويرى للمرأة فى الفقه لافتاً بقوله "زمان كانوا يقولون مصر شافعية الإمام الشافعى دفن فيها ولما نتتبع نجد أن الإمام الشافعى كان يجلس ويدون جلسات السيدة نفيسة وهو يؤكد تأخر الفقه النسائى فى مصر " . وعن العلاقة التنافرية التى شهدتها مصر بين وزارة الأرقاف والأزهر خلال عام "مرسى" قال " لم يكن هناك تفاهم بين الأوقاف والأزهر خلال الفترة الماضية ولكن الآن هناك تعاون بينهما وهذا واضح فى أن وزير الأوقاف والمفتى أزهريين فالأزهر هو مصنع تخريج القيادات الدينية فى الحكومة " . وعن الإتهامات التى يوجهها البعض ل"بيت العائلة" بان دوره يقتصر على "المكلمة" فقط دون إتخاذ خطوات جادة يراها المواطن المصرى رفض مستشار شيخ الأزهر لشئون الحوار تلك الإتهامات جملة وتفصيلاً قائلاً " نتائج بيت العائلة سيشعر بها المصرى بعد فترة ولكن خطواته لم تقف لحظة فعلى سبيل المثال لجنة التعليم فى البيت أقترحت على وزارة التعليم بعض التغيرات فى المناهج التعليمية حفاظاً على حقوق المواطنة فمن الممكن ان نجد نص صحيح ولكن فى غير موضعه وبهذا يكون حق يراد به باطل ولا سيما أن اللجنة إستشارية بقرار من رئيس الوزراء " . وأختتم الدكتور محمود عزب حديثه معلناً عن إنطلاق قناة أزهرية بتمويل مصرى خالص لكى تقول للعالم أن إسلام هنا وليس لدى دعاة "البترو إسلاموا دولار" على حد وصفه .