استسقاء المخ هو تجمع فوق الحد الطبيعي لسائل المخ «المعروف أكثر بالسائل النخاعي» داخل بطينات المخ، وتصل نسبة انتشار المرض بين الأطفال من 1٪ الى 1.5٪ بينما تصل نسبة العيب الخلقي في الاستسقاء عند الأطفال من 0.9٪ الى 1.8٪ وهى نسبة كبيرة، والعيب الخلقي يوجد معه كيس مائي في الظهر ملىء بالأعصاب الطرفية ونسبة العيب الخلقي تصل الى 8٪ من مرض الاستسقاء. ويوضح الدكتور مجدي محمد يوسف، استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، أسباب استسقاء المخ لدى الأطفال أهمها انسداد بالممرات ما بين البطينات وأشهرهما قناة سيلفيوس، وانسداد ما بعد الممرات في منطقة ما تحت الأم العنكبوتية، وزيادة افراز السائل المخي بسبب وجود ورم بالبطين، وجلسات بالوريد الرئيسي للمخ، ومن ضمن الأسباب العيوب الخلقية الموجودة في المخ نتيجة زواج الأقارب. أما أعراض المرض فهى تكون في الأطفال الرضع وحديثي الولادة عبارة عن زيادة محيط الرأس، وجحوظ بالعينين، وبروز أو نفور أوردة فروة الرأس، وبروز النافوفي، وقىء مستمر، وتشنجات وتدهور بدرجة الوعي، وفي الأطفال ما بعد السنتين والكبار البالغين قىء مستمر وتشنجات، وتدهور بدرجة الوعي وصداع شديد. ويرى الدكتور مجدي يوسف أن طرق التشخيص تتمثل في الأشعة المقطعية على المخ، والرنين المغناطيسي على المخ، والموجات فوق الصوتية «في الأطفال الرضع فقط»، أما طرق العلاج فهى عادة في معظم الحالات يتم تركيب جهاز يسمى صمام المخ وهو جهاز لتحويل مجرى سائل المخ من المخ الى البطن، أو من المخ الى الاذين الأيمن بالقلب، وعمل منظار المخ العلاجي لعمل فتحة بالبطين الثالث للمخ حتى يتحول مسار السائل الى ممر فرعي يسمى «السيترن» وهو توسع بالأم العنكبوتية امام البطين الثالث، وفي بعض الحالات يكون سبب الاستسقاء هو التهاب بالبطين نتيجة وجود ميكروب بالأغشية السحائية وهو ما يعرف بالاستسقاء مابعد الالتهاب السحائي، وفي هذه الحالة لابد من علاج الالتهاب بالمضادات الحيوية، وفي بعض الأحيان يتم تركيب قسطرة مخ خارجية مؤقتة لتصريف السائل الملتهب الى خارج الجسم حتى يتم تعقيمه بالمضادات الحيوية. وأكد الدكتور مجدي يوسف أن مشاكل صمامات المخ هى تعطل الصمام وانسداد عدم تصريف السائل بكمية كافية.. والتهاب الصمام وحدود نزيف تحت الأم الجافية نتيجة كثرة تصريف السائل، وحدوث تشنجات عنيفة نظراً لوجود جسم غريب بالمخ.