لم يتوقف عند حد معين، بعد فقده بصره كغيره من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولم يكتف بجلوسه بمنزل أسرته مكبل الأيدي بمنطقة فيصل، ينتظر أيادي المساعدة أو قرارات التعيين للحكومات المتعاقبة لمنحه فرصة عمل. بل تخطي كل صعوبات الحياة، وأثبت للعالم أن أصحاب الإعاقات في مصر لهم القدرة علي فعل كل شيء بمساعدة رجالها الأوفياء المخلصين الغيورين علي بلدهم، بإرادته وعزيمته حصل علي ليسانس الآداب قسم التاريخ بتقدير جيد، ووضع طه حسين أمام عينيه كقدوة ومثلا أعلي في تحدي الإعاقة لفقدانه البصر. اسمه «محمد» عضو بحزب الوفد، عوضه الله نعمة الإحساس والصبر والعزيمة والإصرار، يقيم بمنطقة فيصل، حصل علي العديد من الجوائز والشهادات التقديرية لتفوقه، تم تكريمه من مكتب الأممالمتحدة بجامعة القاهرة لحصوله علي المرتبة الأولي وتفوقه في مشروع البيئة الخضراء وتكريمه من المجلس الأعلي للقوات المسلحة لابتكاره رسم لوحات فنية تشكيلية تجسد صوراً ومشاهد أثناء أحداث ثورة 25 يناير بعد الإطاحة بنظام مبارك وأعوانه الذين استبدوا في الحكم طيلة 30 عاماً. رغم فقدانه البصر إلا أنه استطاع رسم صور ومشاهد الثورة في لوحات فنية بين طوائف وجموع الشعب المصري أثناء خروجه ضد الظلم والطغيان، من هذه اللوحات مشاهد لثوار ميدان التحرير وشارعي محمد محمود وقصر العيني والشيخ ريحان وإقامة للحواجز الخرسانية أمام الشارع المؤدي لمجلس الشعب ووزارة الداخلية. استطاع الشاب محمد إسماعيل، عضو لجنة شباب الوفد بالجيزة، البالغ من العمر 23 عاماً، أن يبتكر معرض فن تشكيلي جديدا خاصا بالدعاية والإعلان لتسويق المنتج عن طريق رسم لوحات فنية للشركات الصناعية، يتم من خلال المعرض عرض رسومات لمنتجات تلك الشركات، كما قام بإنشاء حركة ائتلافية أطلق عليها «حقوقنا مدنية» خاصة بالمعاقين هدفها السعي والقدرة علي تخطي الصعوبات والسعي لحل مشاكل المعاقين. يستعين «محمد» بعصا يرميها أمامه أثناء ذهابه لتتبع خطواته وتفادي مطبات الطريق.. تأخذه والدته لحضور الندوات العلمية والسياسية.. الأم التي أخذت تكافح لتربيته بعد وفاة والده بعد صراع مع المرض استمر 3 أشهر، وترك 6 أبناء.