أثارت دعوة مؤسس التيار الشعبي , والمرشح الرئاسي السابق "حمدين صباحي"، إلى إجراء انتخابات رئاسية قبل الانتخابات البرلمانية جدلاً واسعاً بين القوى السياسية المصرية، ففي الوقت الذي أيدَّ البعض الفكرة لقطع الطريق أمام تدخل حزب الأغلبية في اختيار الرئيس القادم، رأى البعض الآخر أن الدعوة تخالف خريطة الطريق المعلنة، وتعمل على إعادة البلاد إلي نقطة الصفر. فطرحت " بوابة الوفد " تساؤلاً على الشارع السياسى , فتباينت الآراء حول المطالبة بإجراء الانتخابات الرئاسية قبل الانتخابات البرلمانية، حيث اتفق البعض معها مبررين ذلك بأنها ستحقق نوعاً من العدالة بين المرشحين , وستجعل الشعب يتأنى فى اختيار ممثليه فى البرلمان، بينما رفضها آخرون موضحين أن عدم الالتزام بخارطة الطريق سيؤدى إلى إرباك المشهد السياسى, وفيما يلي أوضح السياسيون بعض آرائهم . أعرب "يسرى الغرباوى"، الباحث السياسى بمركز الأهرام، عن رفضه لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة قبل الانتخابات البرلمانية التى اقترحها مؤسس التيار الشعبي , والمرشح الرئاسي السابق "حمدين صباحي" . وأكد "الغرباوى"، على أنه يجب الالتزام بخارطة الطريق التى تم وضعها بعد ثورة 30 يونيو، مشيراً إلى أن أى تغير فى خارطة الطريق يؤدى إلى إعادة النظر فى القوائم الانتخابية , وإجراء تعديلات قانونية . أكد اللواء "عمر الطاهر"، وكيل اللجنة الدستورية, والتشريعية بمجلس الشعب السابق، أن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة تعمل خللاً فى كثير من شروط الترشيح إلى الرئاسة , منها حرمان المرشحين الفرديين من الحصول على 20 توكيلاً من أعضاء مجلس الشعب, مما يؤدى لحرمان بعض الكوادر الجيدة من الوصول إلى منصب رئيس الجمهورية، مشيراً إلى أنه يجب الالتزام بخارطة الطريق, والدستور , ثم مجلس الشعب , ثم الانتخابات الرئاسية حتى لا يحدث خلل داخل البلاد. وكما يؤكد "الطاهر"، على أن الانتخابات الرئاسية المبكرة لم تعمل على تهدئة البلاد, واستقرارها , بل تصيب البلاد بحالة من القلق, والتخاوف من المستقبل من قرارات الرئيس الذى يكون متواجداً فى وقتها . أوضح "كريم عبد الرزاق"، أستاذ علوم سياسية بجامعه القاهرة، أن لابد من استكمال خارطة الطريق بشكل صحيح كما طالب بإجراء انتخابات البرلمان أولا ثم الانتخابات الرئاسية , وهذا الأفضل لتشغيل عجلة العمل بإجراء البرلمان لتشريع القوانين , واختيار تشكيل الحكومة التى سوف تعمل مع الرئيس . وكما أكد "عبد الرازق"، بأن الدعوات التى تطرح من الأحزاب السياسية الآن لإقامة الانتخابات الرئاسية أولا، ما هى إلا لتقصير الفترة الانتقالية للرئيس المؤقت لمصالح شخصية ليس أكتر.