تتزاحم الأفكار والرؤى.. تنزف ألما وحزنا بين مشاهد النيران والدم واغتيال الأمان والأمن، يرتعش القلم وتتناثر الحروف انهيارا كتناثر دماء الابرياء فى ارجاء الوطن.. دماء من يحتم عليهم واجب الوطن الحماية، ودماء من زج بهم فى المعترك دون دراية، ومن حملوا للشهامة راية، والمضحوك عليهم باسم الدين والشريعة.. المخدوعون.. المغيبون، وحتى المأجورون الذين باعوا أنفسهم للشيطان هربا من الفقر والجوع متعللين برغبة عبثية فى طاعة المرشد المتمسح فى الاسلام. استثنى من براءة الدم المتورطين عمدا، المخربون قسرا بالإصرار والترصد، من حاولوا بيع الوطن على خرائط التقسيم، من كانوا ايادى سوداء لاعداء الوطن فى مخطط اعادة الترسيم، من ارتدوا الاقنعة الاسلامية وغيرهم ممن حملوا الأوشحة الوطنية وتشدقوا بها ووصلوا لكراسى السلطة فى غفلة ثقة شعبية، ولم يكونوا فى الواقع سوى طابور خامس ضمن مجموعات سرية للعملاء الهدامين، أو لزمرة المخربين، وانتهزوا لحظة ارتعاش الوطن للانقضاض عليه لزعزعة تماسكه عبر كل وسائط الخيانة من تبعية وعمالة. يترنح القلم معتصرا عذاباته وقد سقط القناع عن كثيرين صدقناهم.. أو حاولنا تصديقهم، كيف يكتب وهذا وطنه جريح.. ذبيح.. مستباح لتجار الدين والدم، كيف يكتب وفى كل بيت جنازة ويتم وترمل وقلب أم ثكلى، لكنه سيحاول أن يكتب، سيكتب رسائل للضمير، ضمير كل المصريين على اختلاف مشاربهم، فالضمير الحى هو اهم ما تحتاج اليه مصر فى هذا التوقيت الحرج لانقاذ مصر وانتشالها من المنزلق الذى يخطط له أعداء الوطن وأعوانهم بالطابور الخامس. الإخوان المسلمون.. عودوا لضمائركم.. لرشدكم المصرى الخالص، تبرأوا من هذا التنظيم الدولى من أهدافه المستحيلة ومخططاته الارهابية المدمرة، وعودوا الى الوطن، اوقفوا ايادى التخريب والحرق والنهب، فليس لكم وطن آخر، لن تستوعبكم دول التمويل والتهويل والتهليل، ليس لكم وطن غير مصر، ما تحرقونه وتخربونه.. سيدفع الشعب المصرى ثمنه من ماله وقوته ومستقبله.. وأنتم جزء من هذا الشعب، وسيطولكم نصيب من دفع فاتورة الخراب.. فلا عاصم لكم اليوم، عودوا لرشدكم، أصلحوا أفكاركم، توبوا عن أخطائكم فى حق مصر، اعتذروا لهذا الشعب عسى ان يعود فيقبلكم بينهم مجددا بلا ثأر بلا غضب، عودوا قبل فوات الأوان، لا تجعلوا هدأتكم هدنة لتجميع انفسكم مجددا فى صفوف الخراب والتدمير، مصر ليست افغانستان، ولن يكون بها طالبان، مصر ليست مرتعا للخلايا الارهابية أو الجهادية النائمة، والخلايا النشطة، والخلايا المخترقة لمؤسسات الدولة، مصر شعب واحد، نسيج واحد، شعبها متدين بطبعه، لا تفرضوا عليه ديناً ولا وصاية. إلى ضمير الجيش والشرطة، لا تستسلموا، ولا تيأسوا سينصركم الله بكلمة الحق والعدل.. لا تبارحوا ضبط النفس، لأنكم مسئولون عن كل نقطة دماء تسال خطأ، عن كل نفس تزهق بدون نفس، فمن قتل نفس بغير نفس فقد قتل العالم أجمعين، لا تبارحوا كل الوسائل السلمية للتصدى للتظاهر أو الاعتصام حتى تعدموا الوسيلة، هداكم الله الى خير الوسيلة، أنار الله أمامكم.. وساند الشعب خطاكم. إلى ضمير ابناء مصر بالخارج، هذا هو وقتكم لضخ أموالكم واستثماراتكم ومدخراتكم فى الوطن، من أجل اصلاح ما خرب، وبناء ما تهدم، واقامة المشروعات الجديدة لفتح أبواب جديدة للعمل لاستيعاب العاطلين، وأصحاب الطاقة المجمدة من الخريجين، هذا هو وقتكم مصر تنادى وعليكم تلبية النداء على عجالة، وكونوا لمصر سفراء بالخارج، تكلموا بصدق عما يحدث فى مصر، صححوا مفاهيم المجتمعات الغربية وغير الغربية.. بصروهم بحقيقة ما يدور فى مصر، كونوا سفراء مصر وضميرها الحى ودروعها الحامية بالخارج. الى رجال العدل والقضاة، عجلوا بمحاكمة المجرمين، من خانوا الوطن، من حاولوا إحراقه.. تدميره.. سرقته، عجلوا بجمع الأدلة واعلان المحاكمات واصدار الأحكام، العالم يرقبكم، والشعب المصرى ينتظركم، إطالة حبال العدل.. ظلم. الى الاعلاميين ..اكتبوا واعملوا بضمائركم.. بحياد دون انحياز، لا تبيعوا أقلامكم وآراءكم وتوجهاتكم لسلطة او منصب، كونوا رقباء، ادوات تنوير.. آلات تنبيه.. اكشفوا الفساد اينما كان ولا تكونوا ابدا ابواقا للسلطان.. كفى ما كان، كل كلمة ستكون عليكم شاهدا يوم الدين، أما لكم أو حدا عليكم. إلى الأزهر.. هنا دوركم لإصلاح ما فسد وعلاج ما عطب، لا تتعاملوا مع الشعب من مبدأ الهوجة التى ستهدأ بعد حين، انتشروا فى كل ربوع مصر، على كل منابر المساجد، فى القرى والنجوع بصورة دائمة ومستمرة، انشروا شريعة الدين الاسلامى الوسطى المعتدل السمح ، وصححوا المفاهيم الخاطئة، ولا تتوقفوا أبدا أو تكلوا او تملوا، عليكم مسئولية امام الله وستسألون عنها أيما سؤال. الى الشعب المصرى.. كفى تظاهرا واعتصاما ومواجهة، خذوا هدنة بناء، عودوا الى مصانعكم.. أعمالكم.. دراستكم.. مصر تحتاج الآن إلى طاقة العمل والبناء لانقاذ ما تبقى.. نقف جميعا على حافة الهاوية. رسالة أخيرة إلى أوباما، بيتك الأبيض فى واشنطن، مصر ليس بها بيت ابيض تحكمها من خلالها، لست شريكا فى حكم مصر، ولست شريكا لنا فى الوطن لتشارك ساستنا الحكم، ولو كنت تعتقد أنك تشاركنا بالمعونة، فقد فضضنا الشراكة، وأتمنى أن تفضها الحكومة سيرة وتلعن «أم» المعونة، ودول الله وأرضه دونكم واسعة، لعله آن الاوان لتنويع مصادر سلاحنا، وتمديد علاقاتنا وشراكاتنا الاقتصادية مع دول تحترم ارادتنا و سيادتنا، لقد مولت يا أوباما جماعة ارهابية لتحقق اهدافك التقسيمية ولخدمة الأهداف الصهيونية، وقد سقط القناع وانزاحت الغمة بلا عودة، وتأكد للجميع أن مصر.. وطن لا يباع ولا يمكن أن يباع لأن الشعب المصرى يقظ وله ضمير وطنى لا ينام.