اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن المساعدات التي قررتها مجموعة الثمانية مؤخرا لدعم الديمقراطية الناشئة في الدول العربية بخاصة مصر وتونس، هي في الواقع "فخ" لهذه الدول لأن المساعدات مشروطة بتنفيذ سياسة السوق "السوق الحر"، فضلا عن أنها تكبل تلك الدول وتجعلها أسيرة للديون، ولا تستطيع أن تقرر مصيرها وتظل في ركاب أوروبا ولا تنفصل عنها مثل أوروبا الشرقية بعد سقوط جدار برلين. وقالت الصحيفة اليوم السبت إن مجموعة الثماني (G8) تريد الاحتفاظ بنفوذ كبير في اقتصادات هذه البلدان لأنها أيدت النظم السابقة لفترة طويلة، وقد ترك حسني مبارك وزين العابدين بن علي مصر وتونس مثقلتين بديون تقدر بمليارات الدولارات، وبدلا من إلغاء هذه الديون، تريد مجموعة الثماني أكثر من ذلك، وهي مواصلة سيطرتها على اقتصاد تلك الدول، وقبل أن تجري أي الانتخابات في البلدين يجري ربط الحكومات القادمة بسلسلة من الديون الثقيلة. وتضيف الصحيفة أن تلك السياسة تسمى "عقيدة الصدمة" حيث تمنع الدول العربية من التحرك بعيدا عن ركاب أوروبا، وحتى لا يفتح الباب أمام هذه الدول لتقرير مصيرها خشية أن يحدث التحول الذي حدث لأوروبا الشرقية بعد سقوط جدار برلين". وتوصل الصحيفة تحذيرها أن تلك المساعدات هي "خدعة" حيث إن الحكومات الأجنبية تقرر كيف يجب تشغيل اقتصاد البلاد قبل أن تتمكن من إجراء الانتخابات، حتى لا يسمح لشعب ذلك البلد السيطرة على اقتصاده، وأن مساعدات أوروبا سوف تتخذ شكل قروض جديدة سيكون على الشعب المصري والتونسي تسديدها على مدى عقود.
