أين اختفى قيادات جماعة الإخوان المتأسلمين؟، هل تبخروا فى الهواء خلال عملية اقتحام رابعة العدوية؟، هل لبسوا طاقية الإخفاء؟، هل سيدنا جبريل الذي كان يعتصم معهم حملهم من رابعة لمكان آخر في الغيب؟، أليس من الغريب أن تفشل القوات التي اقتحمت رابعة فى القبض على شخصية واحدة فقط؟. هذه الأسئلة حتى كتابة هذه المقال ليست لها إجابة تذكر، لماذا؟، هناك تخمينات كثيرة، يمكن حصرها فى ثلاث روايات بعينها، الرواية الأولى: يتبنى البعض قصة عدم فشل قوات الأمن فى القبض عليهم، إذ يرون أن قوات الشرطة نجحت بالفعل في القبض علي جميع قيادات الجماعة والتيار الإسلامي أو معظمهم، لكن، حسب قصة هذا الفريق، جهاز المخابرات أو امن الدولة قد تسلمهم وأمر بعدم نشر خبر القبض عليهم حتى يتمكنوا من التحقيق معهم والخروج منهم باعترافات تكشف عن الخطط والاتصالات والتمويل والأسلحة وغيرها مما يمكن الدولة من إحباط العمليات الإرهابية المنتظر تنفيذها على مستوى الجمهورية، وأصحاب هذه الرواية يدعمون صحة قصتهم هذه بأن قيادات جماعة الإخوان كانوا لدقائق قبل دخول القوات يحثون أعوانهم على المقاومة والثبات، وحددوا أسماء مثل محمد البلتاجى، وعبدالرحمن البر، وصفوت حجازى. الرواية الثانية يتبناها فريق لا بأس به ويرون أن قيادات الإخوان قبل نصف ساعة من اقتحام القوات للموقع، فروا من الموقع إلى العمارات المجاورة، وأنهم سبق وأعدوا لأنفسهم عدة سيناريوهات تمكنهم من الهرب أثناء عملية الاقتحام، وقد انتقد هذا الفريق أداء القوات التي اقتحمت الموقع وقامت بعملية الفض، بأنهم تركوا المعتصمين دون تصويرهم او الحصول على بصماتهم او صور الرقم القومى، وقالوا انه كان يجب على القوات ان تقوم بتصويرهم جميعا بكاميرات الفيديو، وأن يسلموا بطاقة الرقم القومي، كما كان يجب عليهم تفتيش أمتعتهم للبحث عن أسلحة أو غيرها من الوثائق التى تساعدهم، وأكد هذا الفريق ان قيادات الإخوان خرجوا وسط هذه المجموعات الآمنة. الرواية الثالثة تشير إلى سيناريو مخالف تماما، أو كما يقال على النقيض تماما من الروايتين السابقتين، حيث ان أصحاب هذه الرواية يرون أن قيادات الإخوان هم الذين سلموا أنصارهم للأجهزة الأمنية، بمعنى أن البلتاجي وحجازي والبر وغيرهم قاموا بعقد صفقة مع الأجهزة الأمنية تضمنت قيامهم بتسليم الموقع بالمعتصمين والأنصار، وتسليم كشوف بأسماء من يحملون السلاح ونوعيته في رابعة والنهضة والمحافظات المختلفة، كما تضمنت الخطة تسليم كشوف بأسماء ومواقع الإرهابيين فى شمال سيناء، وأسماء من يتعاون معهم من حماس والقسام، وأكد هذا الفريق أن المقابل هو عدم إلقاء القبض على جميع قيادات الجماعة والتيار الإسلامي، وقد دعم هذا الفريق روايته هذه بالحرية التي يتمتع بها قيادات الجماعة بعد هروبهم، حيث يصرحون للفضائيات ويكتبون ملاحظات على تويتر والفيس بوك، وضربوا أمثلة بصلاح سلطان الذي صرح بالأمس لقناة الجزيرة على الهواء مباشرة من خلال مداخلة تليفونية بعد صلاة الجمعة، وبعصام العريان الذي يكتب على صفحته بالفيس بوك يوميا، وأكد هذا الفريق أن الأجهزة الأمنية من السهل عليها أن تتوصل لمكان بث التويتات أو المشاركات على الفيس بوك، وكذلك إمكانية التوصل إلى موقع المكالمات الهاتفية، لكن(على حد تأكيد هذا الفريق) أجهزة الأمن لم تقم بالقبض عليهم تنفيذا للاتفاقية المبرمة معهم، وهذا الفريق لم تتوقف حكايته عند هذا الحد بل اتهموا قيادات الجماعة والتيار الإسلامي بخيانة الشباب والمعتصمين وبالعمالة لقوات الأمن. هذه هى الروايات المتداولة بين المصريين، حتى بين بعض شباب وأعضاء جماعة الإخوان والتيار الإسلامي، وبالطبع لكل رواية وجاهتها وقوتها، لكن الرواية المؤكدة حتى هذه الساعة هي اختفاء قيادات جماعة الإخوان والتيار الإسلامي، أين اختفوا؟، ولماذا تتركهم الأجهزة يتواصلون مع الفضائيات ودول العالم عبر التليفون والإنترنت؟، الإجابة فى ملعب الحكومة والأجهزة الأمنية.