أكد الدكتور أحمد زويل كبير العلماء العرب أن ثورة 25 يناير نقطة تحول جذري في طبيعة الوضع المصري لكونها ثورة نموذجية وليست قبائلية أو دينية وإنما سلمية متحضرة وحدت الشعب المصري مسلمين وأقباطا، شبابا وشيوخا علي حد قوله. وأضاف زويل خلال محاضرته في مقر الجامعة الأمريكية مساء اليوم بعنوان"مصر..الأمل" أنه لم يكن يتخيل حجم الفساد الذي ظهر بعد الثورة نتيجة حكم النظام البائد علي مدار الأعوام الماضية، معربا عن سعادته بتقديره في كل مكان لكونه مصريا أولاً قبل أن يكون عالما، الأمر الذي قابله الجمهور بالتصفيق الحاد. وأعرب العالم الكبير عن استيائه الشديد من بعض الأحداث المتعلقة بالبلطجة والسرقة والفتنة الطائفية قائلا "بعض الشواهد لاتليق بمصر الديمقراطية والقيم الدينية التي تربيت عليها ولن يبني مصر سوي المصريين الذين ينظر إليهم العالم بعد أن أبهروه بثورتهم". وحضر اللقاء الدكتور عمرو عزت سلامة وزير التعليم والبحث العلمي والإعلامي أحمد المسلماني مقدم برنامج الطبعة الأولي بقناة دريم والمستشار السياسي للدكتور زويل والفنان عزت العلايلي وآلاف الطلاب، حيث شهدت القاعة إقبالا كبيراً وتسبب امتلاء القاعة في عدم دخول آلاف الطلاب الذين تسببوا في إحداث ضجيج خارج القاعة لإمكانية الدخول. وقال زويل إن مصر تواجه تحديات صعبة في الاقتصاد خاصة أن الرقعة الزرعية لا تزيد على6% فقط: قائلا "نستطيع التغلب علي الصعاب لأن هناك 85 مليون مصري يستطيعون النهوض بالوطن لو توافرت لديهم الكفاءة العلمية، مشددا علي ضرورة إعادة هيكلة التعليم والبحث العلمي مثلما تفعل الولاياتالمتحدةالأمريكية الآن. وأعلن زويل عن فتح حساب لتبرعات المصريين في البنوك لإنشاء مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا تحت رقم 100100 بالبنك المركزي وجميع بنوك مصر، مشيرا إلي تبرعه كأول فرد فيه، موضحا أن المشروع يحتاج إلي مليار دولار مبدئيا ومجددا إصراره علي مشاركة المصريين ليثبتوا للعالم بأنهم قادرون علي بناء وطنهم من خلال البحث والتقدم العلمي. وردا علي سؤال حول معايير العمل في المدينة قال زويل" الكفاءة العلمية هي المعيار الأول والأخير وكلمة الواسطة لايوجد مكان لها عندنا" وهو ماقابله الآلاف من الحضور بالتصفيق الحاد. وقال زويل:"لأول مرة يكون لدي ثقة في النظام المصري بعد ثورة 25 يناير لأن الفترة الماضية كان لايوجد لدي أي ثقة في النظام البائد بل كنت أصاب بالإحباط في كل زيارة لي في مصر" وأشاد العالم الكبير بالحضور الذين توافدوا لسماع المحاضرة مما يدل علي أن شباب مصر لديه الوعي والفكر والثقافة والإرادة علي الاستماع وهو خير دليل علي أن مصر لها عبقرية المكان والزمان مثلما قال الكاتب جمال حمدان-علي حد قوله. واختتم زويل محاضرته التي استمرت قرابة ساعتين بتفاؤله بمستقبل مصر قائلا"أنا مش خواجة، وأعرف مشاكل مصر لكن لا أستطيع حلها بمفردي، وهناك علماء أجلاء سيظهرون خلال الفترة القادمة بعد أن تجاهلهم النظام البائد واصفا ال30 عاما الماضية في مصر بالصندوق الأسود"، مجددا تأكيداته علي أنه يريد النهوض بمصر من الناحية البحثية والساحة العلمية وليست الساحة السياسية .