رحلات كاترين آشتون مسئولة المفوضية الأوروبية كثرت بشكل لافت للنظر إلى القاهرة، لدرجة أن «آشتون» تبدو أنها مقيمة إقامة دائمة بالقاهرة.. لا يمر يوم دون أن نسمع عن لقاء بين آشتون ومسئولين مصريين، ولأن مصر بلد مضياف فأهلاً بها فى القاهرة.. لكن يبدو أن هناك سراً خطيراً فى هذه الزيارات المكوكية اللافتة للنظر، حتى أن المسئولة الأوروبية إذا لم تتواجد فى القاهرة، تقوم بإجراء اتصالات مكثفة مع الجانب المصرى.. ففى أمس الأول وحده التقت آشتون مع الرئيس عدلى منصور والفريق أول عبدالفتاح السيسى ونائب الرئيس الدكتور محمد البرادعى ونبيل فهمى وزير الخارجية. وقيل إن آشتون طلبت لقاء الرئيس المعزول محمد مرسى، وفى المساء نفت الرئاسة أنها التقت مع «مرسى» أو طلبت ذلك.. ما سر هذه اللقاءات والزيارات المكوكية العلنية للمسئولة الأوروبية؟!.. جماعة الإخوان الفاشلة تزعم أن آشتون تتعاطف معها وأنها تقوم بهذه الزيارات بوازع حل الأزمة السياسية فى البلاد.. فى حين أنه لا توجد أزمة من أى نوع، فالذى يروج لهذه الفكرة جماعة الإخوان وأنصار الرئيس المعزول.. وآشتون نفسها والدنيا شاهدت مرتين فى 30 يونية ما يزيد على «33» مليون مصرى قاموا بثورة لم تشهدها بلاد الديمقراطية نفسها، وتكرر هذا المشهد فى «25 يوليو» بزيادة أخرى فى ملايين المصريين الذين خرجوا للحفاظ على مكتسبات الثورة.. واعترفت آشتون نفسها والولايات المتحدة بأن هذه ثورة شعبية وليست انقلاباً عسكرياً كما تزعم الجماعة. المآسى التى ارتكبتها الجماعة هى التى دفعت الجماهير المصرية الى القيام بهذه الثورة على حكم الجماعة وسياسة «مرسى» الفاشلة فى إدارة شئون البلاد والشائعات التى ترددها الجماعة بشأن زيارات آشتون للقاهرة، بأنها تتفاوض من أجل عودة «مرسى» الى الحكم، محض خيال مريض وتصور خاطئ، فهناك قناعة كاملة فى كل دول العالم بأنه لا يوجد انقلاب عسكرى فى الحكم. وإنما ما حدث هو ثورة شعبية، وأن أنصار المعزول الذين فوجئوا بجموع المصريين تقوم بالثورة، أصابهم هذا باللوث العقلى والجنون، ولا تزال لديهم قناعات خاطئة بأنهم يتمسكون بشرعية الصندوق، ونسوا تماماً أن الشعب مانح الشرعية وسالبها. القرار المصرى اتخذ خارطة طريق واضحة بعد عزل «مرسى»، ومصر تسير عليها الآن، ولا تستطيع قوة مهما كانت أن تقوم بتغيير إرادة المصريين فلا آشتون تسعى الى ذلك، ولا أمريكا تقدر أن تفرض إرادتها على إرادة المصريين والشائعات التى تروجها الجماعة فى هذا لاأساس لها من الصحة ومصر تفتح ذراعيها لكل من يريد أن يعمل لصالحها.. أما الذين يريدون الضرر والشرور بالوطن فلا مكان لهم. أما سر زيارة آشتون للقاهرة، فهو فى إطار توطيد العلاقات الأوروبية مع مصر الحديثة الديمقراطية المدنية التى يحكمها شعب أصيل لا جماعة ولا فصيل سياسى بعينه أو حزباً بذاته.. وما يشاع عن أن المؤسسة العسكرية تعتزم القفز على الحكم كما تردد الجماعة فهذا محض افتراء، لأن الجيش نفسه انصاع الى رغبة الملايين من المصريين التى خرجت إلى الشوارع والميادين تطالب بدولة مدنية ديمقراطية حديثة.. والجيش المصرى لو كان يطمع فى السلطة ما سلمها فى «30 يونية 2012» للرئيس المدنى الذى أثبت مع عظيم الأسى فشله الذريع فى الحكم، مما دفع المصريين الى عزله... ولو كان يطمع الجيش فى السلطة لفعل ذلك بعد عزل «مرسى». آشتون فى زياراتها المتكررة والمكوكية للقاهرة واتصالاتها المكثفة تأكدت أن المصريين ينشدون الدولة المدنية الديمقراطية وتتعامل مع القاهرة من هذا الأساس. والجماعة الفاشلة هى التى تروج الشائعات من أجل مداراة فشلها وخيبة أملها.