انطلق الماراثون الرمضانى ومعه بدأت منافسات النجوم، والجميع يحاول الفوز بأكبر نسبة مشاهدة على المائدة الرمضانية، فمنهم من نجح فى جذب الانتباه من أول مشهد ومنهم من أخفق ، ولكن السمة الأساسية التى سيطرت على معظم الاعمال هو استخدام الألفاظ الخارجة ومشاهد الإغراء والعنف، مما اثار استياء العديد من المشاهدين والنقاد وصناع الدراما الذين رفضوا عرض مثل تلك الأنواع من الاعمال لاختلافها مع عاداتنا وتقاليدنا وتتنافر مع موعد عرضها فى الشهر الكريم.. وإليكم الآراء: الناقد رؤوف توفيق يقول: لا أستطيع الحكم على كل الأعمال ولكن المشاهد التى رأيتها وبها ألفاظ خارجة أجدها أمراً طبيعياً يعكس الواقع مما يعطى مصداقية للعمل وهذا امر موجود فى كل بلاد العالم، ربما تكون بعض الكلمات جارحة ولكن ممكن أن نضع علامة للكبار فقط مثلما فعل فريق عمل مسلسل «موجة حارة» حتى لا يجلس الاطفال أمام العمل لان المحتوى لا يتناسب معهم، وتصنيف العمل اخلاقيا يخرجنا من ذلك المأزق. فإذا كان التصنيف هو القاعدة التى يعمل بها العالم كله لماذا نحن نشكك فيها ونقول إنها لا تصلح فى مصر، وان المراهقين سوف ينجذبون إلى تلك الأعمال، فكل ممنوع فى مصر مرغوب ومع التدريج ستصبح هذه الأمور عادية مع رقابة الأسرة والتدريب. والأمر لا يتوقف عند المسلسلات فقط بل انتقل إلى البرامج حيث أصبحت كلها من نوعية المقالب، وأعتقد أن معظمها غير ناجح لاعتمادها على التهريج الخارج عن المألوف، وأفضل من قدم برامج كوميدية هو باسم يوسف، أما ما يقدمه رامز جلال أجده أمراً مؤسفاً جداً ضد المنطق وضد الذوق والاخلاق، فأين الكوميديا فى أن تحجز شخصاً و«تتفرج» عليه، وأغلبية الفنانين يعلمون ان هذا تمثيل خاصة أن الباب الذى يغلق هو باب خشب داخل مقبرة أى استوديو. أما الناقد نادر عدلى فقال: لا يصح ما يعرض من اعمال فى نهار رمضان ففى الفضائيات المحترمة على مستوى العالم كله عندما يتم عرض عمل للكبار يكون فى أوقات متأخرة من اليوم، ويوجد عمل هذا العام وضع عليه علامة للكبار وهو مسلسل «موجة حارة» قبل بداية المسلسل ولكن ذلك لم يشفع له، لأنه يوجد الكثير من الجمهور يشاهدون العمل بعد بداية التتر. والمسلسل الذى تمادى فى الموضع هو مسلسل «حكاية حياة» لبطلته غادة عبدالرازق، فالشخصية التى يقدمها سناء شافع تقول ألفاظاً سوقية وخارجة ليس لها أى ضرورة درامية، وأضاف عدلى: فكلما كان العمل ضعيفاً يلجأ الى السوقية والمشاهد الخارجة وهذا كان واضحاً فى مسلسل «مزاج الخير» الذى اعتمد فقط على الكلمات الخارجة والشكل الشعبى المنتشر ولم يراع صناع العمل أن المسلسل سوف يدخل كل منزل فى مصر. وأشار عدلى إلى أن الكلمات الخارجه لا تضيف للعمل ولا ترفع من نسبة مشاهدته، فنحن لسنا معتادين على تلك النوعية من الأعمال وجهاز الرقابة كان يقوم بذلك الدور، بجانب اننا نحتاج الى ان يكون التنويه بشكل أوضح من ذلك. وكذلك الأمر فى البرامج الموجودة التى تعتمد على التمثيل، وبرنامج رامز جلال تحديداً كل الفنانين الذين اشتركوا فيه يعلمون انه مقلب، ورد فعل كل ضيف يدل على ثقافته فهو سيناريو بدون حوار يعتمد على الارتجال، وأنا أشاهد هذه البرامج للتعرف على ثقافة الفنانين المتواجدين على الساحة، فلا شك أنها معروفة ومدبرة ويحصلون على المقابل المادى ورامز صرح بذلك اكثر من مرة والممثل المحترم لن يرضى بأن يضع نفسه فى مثل ذلك الموقف. بينما بدأ السيناريست فيصل ندا حديثه واصفاً الأعمال الرمضانية بالإسفاف وقال: يجب على الكاتب أن يكون بداخله ضمير الرقيب، ويضع امام عينه ان هذا العمل سوف يشاهده أبناؤه، فالفن رسالة، أما هؤلاء الكتاب استبدلوا الرسالة بتسويق ألفاظ خارجة ومشاهد قبيحة، ليس فى المسلسلات فقط بل فى البرامج أيضاً فأصبحنا نسمع كلمات خارجة تؤذى مشاعر الجمهور، ويعتقد الكاتب أن هذا هو التحرر والإبداع ولكنى أقول إن هذا هو الإسفاف بعينه والانحدار، وسوف يحاسب كتاب الدراما على ما يكتبونه ولجوؤهم لهذا الأسلوب يثير المشاعر. ويضيف فيصل: ليست هذه لغة العامية ولكنهم يزرعون هذه اللغة فى نفوس الناس، وإذا كنت تتحدث عن واقعية، دراما الواقع تأخذ من الناس وإذا كانت هذه الألفاظ ناتجة من فئة معينة من المجتمع يجب ألا نعممها على الباقى، فصلاح أبوسيف كان مخرجاً واقعياً ومع ذلك كانت قمة فى الاحترام والإبداع، فهؤلاء عندهم فهم خاطئ للواقعية ويدمرون المجتمع. ولا يوجد ما يسمى تصنيف أعمال وتحديد أعمار المشاهد لأن الشعب كله يشاهد التليفزيون، وأجد أن مسلسلاً مثل «موجة حارة» من الأعمال المبدعة على الشاشة، ولكن شاهدت مشهداً للتعذيب اثار غيظى، فلا يصح أن نصل إلى هذه الدرجة فحتى إذا أردنا توصيل رسالة فلها طرق أخرى فيوجد مشاهد مقززة لا يصح عرضها حتى لو كان لفوق السن. وأشار فيصل فى حديثه إلي أنه عندما يقوم بالكتابة يضع أبناءه نصب عينيه، وأن فاتن حمامة عندما قالت يا «ابن الكلب» لمحمود ياسين الدنيا «انقلبت» فأنا غاضب مما يحدث . أما البرامج الموجودة كلها سخيفة تعتمد على التجارة حيث يتم الاتفاق مع الفنان بالحصول على مبلغ مالى محدد لعمل مقلب، فكون الفنان يقبل ذلك فهو يرجع لشخصيته، فكل الأعمال مستهلكة ولم يعد يوجد كوميديا فى برامج التلفزيون والجمهور أصبح يعرف ذلك. وعن وقوع الضيوف كفريسة لبرامج المقالب قال: ويكذب من يقول إنه لا يعرف أنه ذاهب لرامز جلال أو غيره، فربما فى أول حلقة أو ثانى حلقة ولكن بعد ذلك ينتشر فى الوسط الفنى الخبر. السيناريست مجدى صابر: هناك فرق كبير بين تقديم عمل سينمائى وآخر تليفزيونى، لأن السينما تذهب إليها بإرادتك، أما التليفزيون فيدخل كل منزل موجود، لذلك أنا ضد عملية نقل الواقع بحذافيره حتى لو كان واقعاً حقيقياً، مثل قضية زنا المحارم هى موجودة ومهمة ولكن لا يصح أن أعطيها مساحة كبيرة فى التليفزيون لأن ضررها اكبر من نفعها، وكذلك استخدام الألفاظ الخارجة والجارحة أنا ضدها مهما كانت المبررات. وتصنيف الأعمال هنا غير مجدية لأنه لن تكون جالساً مع أولادك وعند بدء العمل سوف تقول لهم انهضوا، فالمسألة هنا بها خلط لأن واقع السينما لا يمكن نقله الى التليفزيون حتى لو كان فريق عمل المسلسلات أصبحوا هم فريق عمل السينما.