بالخيال والإثارة استحق دان براون مكانا بارزا بين روائيى العالم وصار له جمهورا واسعا بين الشباب.. ولد دان براون فى هامشاير بالولايات المتحدةالامريكية عام 1964.. بدأ دان حياته العملية بالعمل كمدرس للغة الإنجليزية وهو ما ساعده على الاطلاع على إسهامات الأجيال السابقة فى كلا من الأدب الإنجليزى والأمريكى. وجد «دان» أن هناك حاجة ماسة لإضافة ألوان جديدة من الأدب تعتمد على الاسطورة والخيال العلمى بما يمكنه جذب شرائح جديدة من الشباب المولع بحل الاغاز وفك الشفرات ، وساعدته زوجته الاستاذة فى تاريخ الفن فى اطلاعه على كثير من الاساطير والمدلولات فى مختلف الثقافات ليستخدمها عنصرا رئيسيا فى رواياته التى بدأت برواية «الحصن الرقمي».. كما حققت رواياته التالية مثل «حقيقة الخديعة»، و«ملائكة وشياطين»، و«الرمز المفقود» مبيعات عالية جعلته الكاتب المفضل لدى الشباب الامريكى ثم الأوروبى بعد ترجمة رواياته لمختلف اللغات.. وأدت الضجة المصاحبة لروايته «شيفرة دافنشى» إلى مبيعات خيالية وثراء سريع أهلّه ليصبح أهم كاتب أمريكى فى مجال روايات الخيال، كما تعاقدت معه شركات الانتاج السينمائي لتحويل معظم رواياته إلى افلام عالمية. وتتمثل روعة دان براون فى تحويل القارئ إلى مشارك رئيسى فى استكشاف واستنباط الأحداث التالية والتعرف على حل اللغز المبهم الذى يطرحه بكثير من الإثارة والغموض.. إنه نموذج مختلف عن كافة الأدباء والروائيين الامريكيين الذين تحمسوا أكثر للواقعية.. وفى روايته «ملائكة وشياطين» يتم استدعاء روبرت لانغدون وهو بطل دائم فى روايات «براون» ليحل لغز مقتل عالم أمريكى كبير، ويتتبع البطل إشارات ورموز ودلائل ليصل إلى تنظيم عالمى يعتقد بوجود خلاف بين العلم والدين، ويتحرك البطل عبر عدة كنائس ومنشآت فى مختلف دول العالم متتبعا الرموز الخاصة بالتنظيم السرى الذى لا يرى فى رجال الدين سوى معوقين للتطور العلمى، ويكتشف البطل بالفعل خطة لاغتيال بابا الفاتيكان ويمنع حدوثها. وتركز الرواية على تاريخ العداء بين رجال الدين والعلماء فى إطار سردى رائع يحاول فيه الروائى نفى ذلك الخلاف ليرد على العلماء الذين يقعون فى الالحاد بجهل بحقيقة الكون. إنه يقول لهم: «ألا ترون الله في أبحاثكم ودراساتكم العلمية؟.. كيف يمكنه أن يفوتكم.. أنتم تقولون إن أقل تغيير في قوة الجاذبية أو في وزن إحدى الذرات كان ليحول عالمنا هذا إلى سديم ميت ومقفر, ومع ذلك تعجزون عن رؤية التدخل الإلهي في هذا كله؟.. أهو حقاً من الأسهل بكثير أن نؤمن بأننا نختار وبكل بساطة الورقة الصحيحة من بين بليون ورقة أخرى؟.. هل أصبحنا مفلسين روحياً إلى حد أننا قد نفضّل الإيمان بأمور رياضية مستحيلة عوضاً عن الإيمان بقوة أعظم منا».