جميل جداً أن نتكلم عن مصالحة وطنية تجمع أطياف الوطن الذي مزقه الإرهابيون وتضع حداً لنهر الدماء الذي يتدفق بفعل القتلة المجرمين الذين استباحوا كل الحرمات وداسوا علي كل المقدسات ودفعوا بعشرات الألوف من الشباب المغيب عن الوعي إلي أتون صراع يمزق الوطن، يقتتل فيه الأشقاء، ويظن المغيبون عن الوعي أنه طريقهم إلي الجنة، وبينما يقبع المجرمون المدبرون خلف الستار ويتنكرون أحياناً في زي المنتقبات، ويدفعون طبعاً بأبنائهم لكي يشاركوا في هذا الإجرام حتي لا يعرضوا حياتهم للخطر، ولكن يشاء المولي تبارك وتعالي أن تكون يقظة الأمة في حماية جيشها الوطني النبيل بالمرصاد للخونة المارقين، فتهب الملايين وتسقط عصابة حكمهم عن السلطة وترد كيدهم إلي نحورهم، اللهم فاشهد أنه قتال فرض علينا ولم نجبن أو نتراجع أمامه، يهدينا بنبراس آيتك الكريمة «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسي أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم»، وكان الخير حقاً في محكم كتابك، فقد سقطت عصابة الأشرار وتفرق جمعها، ولا يبقي لنا إلا إزاحة أدرانها ولم شمل الوطن، نضم إلي أحضانه هذا الشباب المغيب عن الوعي، الذي بدأ يفيق من غفوته ويدرك ما فعله المجرمون تحت راية السمع والطاعة ويتردد حالياً أن هذا الشباب قد تجمع بالآلاف تحت شعار: «إخوان بلا عنف» وبدأوا في جمع توقيعات بسحب الثقة من العصابة التي ضللتهم وإسقاطها وانتخاب قيادة شابة جديدة، إن صح ما تردد فمرحباً بالأبناء إلي صدر الوطن، إن كانت غشاوة الضلال التي فرضها فقه السمع والطاعة قد سقطت عن عقولهم، مرحباً بهم في لم شمل الوطن، ولكن لا يمكن أن يتم ذلك دون أن يلقي المجرمون جزاءهم وألا تضيع دماء الشهداء الأبرار هدراً، فالقصاص العادل شرط المصالحة وحق علينا، وإلا فإننا نستحق لعنة الحديث الشريف «لعن الله قوماً أضاع الحق بينهم» ويحضرنا هنا قول الشاعر: إذا ما الجرح ضم علي صديد.. تبين فيه إهمال الطبيب مستحيل تماماً أن تكون هناك مصالحة لا تتضمن أن يدفع محمد مرسي ثمن جريمة الخيانة العظمي والتخابر عندما استعان بميليشيات أجنبية لتهريبه من السجن بعد هدم السجن وقتل العشرات من حرسه الأبرياء، مستحيل تماماً أن تكون هناك مصالحة مع الذئب المسعور الذي خرج علي شاشات التليفزيون يهدد مصر بالحرق إن لم تعد محمد مرسي إلي كرسي الرئاسة، ويعدها بأن يقف الإرهاب والإجرام في سيناء في اللحظة التي يعود فيها مرسي رئيساً ولا نحتاج إلي أي دليل علي أن الإجرام والإرهاب في سيناء من صنع الذئب المسعور وعصابة القتلة التي تضمه، مستحيل أن تكون هناك مصالحة مع مجرم سفاح خرج علي شاشات التليفزيون يعلن أن لديه العشرات بل المئات من الانتحاريين لابسي الأحزمة الناسفة الذين يستطيع السفاح تفجيرهم وسط مواطنين الأبرياء، عندما يلقي المجرمون جزاءهم، ونراهم معلقين علي أعواد المشانق، أو قابعين في ظلمات السجون، عندئذ فقط يكون الوطن مستعداً للمصالحة وضم الشباب الذي أفاق من غيبوبته إلي صدره. نائب رئيس حزب الوفد