آخر أربعة رؤساء للولايات المتحدة كلهم التحقوا جميعا بكليات قمة وكذلك كل القضاة التسعة للمحكمة العليا وكبار المديرين التنفيذيين للشركات الكبرى جينيرال إليكتريك (دارتموث) وجولدمان ساكس (هارفارد) ووال مارت (جورجيا تيك) وإكسون موبيل (تكساس) وجوجل (ميشيجن). تقول صحيفة نيويورك تايمز في مقال كتبه ديفيد ليوهارتيد إن هذه الكليات سواء أحببتها أم لا ذات تأثير طاغٍ على المجتمع الأمريكي. ولذا فإن سياسات القبول بها لا تهم فقط طلاب المدارس الثانوية بل إنها أيضا مسألة أمن قومي. منذ أكثر من سبع سنوات أصبح عالم سياسي عمره 44 عاما واسمه أنتوني ماركس رئيسا لكلية أمهيرست في غرب مساتشوسيتس، وشرع في تغيير سياسات القبول بها، ذلك أن كليات القمة تلك كانت تتجاهل الطلاب ذوي الدخول المنخفضة كما أنها ليست معيارا لاختيار الأفضل دائما. وفي جامعة ميشيجين على سبيل المثال فإن الملتحقين الجدد بها في 2003 وقد كان عددهم كبيرا قد أتوا من عائلات تكسب على الأقل مائتي ألف دولار في العام، بل وفي كليات خاصة كانت أعداد الملتحقين أكبر بكثير. وفي خطابه الافتتاحي في 2003 قال السيد ماركس مستشهدا بما قاله الرئيس جون كينيدي في أمهيرست عندما سأل "ما هي فائدة أية كلية خاصة إن لم تخدم مصالح الأمن القومي؟" ويوم الأحد ترأس السيد ماركس حفل خريجيه الأخير في أمهيرست وسوف يصبح هذا الصيف رئيسا لمكتبة نيويورك العامة، وباستطاعته أن يوضح حينئذ بعض أوجه النجاح الكبيرة في أمهيرست التي تقدم إعانات كاملة ليس فقط للطلاب الفقراء بل ولمن هم من الطبقة المتوسطة أيضا، وكذلك بعثات لطلاب أجانب من ذوي الطبقة المنخفضة. فأكثر من 22 بالمائة من الطلاب الآن يحصلون على منح بيل الفيدرالية (مما يعني أن أصحاب الدخول المنخفضة في الدولة سوف يستفيدون من هذه المنح) وفي 2005 كان المستفيد فقط هو 13 بالمائة. وقد نجحت بعض كليات القمة الأخرى في نفس الفترة الزمنية في جلب طلاب من الطبقة المتوسطة والمنخفضة. واستشهد كاتب المقال بالدراسة التي تحدث عنها السيد ماركس والتي أجرتها جامعة جورج تاون عن الفصل الدراسي لعام 2010 لأعلى 193 كلية في الدولة، حيث ظهر أن 15 بالمائة من الطلاب المستجدين يأتون من الطبقة الدنيا ذات الدخل الأكثر انخفاضا في الدولة، بينما أن سبعة وستين بالمائة يأتون من ربع السكان الذين يكسبون أعلى الدخول. وهذا يعني أن الطبقة الثرية من الطلاب في الكثير من الجامعات تفوق الطبقة المتوسطة. وقال السيد ماركس "نحن نؤكد أننا جزء من الحلم الأمريكي وأننا نظام ينبني على الاستحقاق وتكافؤ الفرص وتقدير المواهب، وحتى لو أتي ثلث الطلاب في كليات القمة من الربع الأكثر ثراءً في المجتمع فإن 5 بالمائة فقط تأتي من الربع الأدنى. لكننا بالفعل جزء من مشكلة الانقسام الاقتصادي الطبقي أكثر من كوننا جزء من الحل." ويعتبر الكاتب أن جامعة كاليفورنيا هي الأكثر تنوعا في الدولة، وفي ذات الوقت حفاظا على كونها من أعلى النظم التعليمية، فهي تجمع بين الطبقات الثرية والمتوسطة والمنخفضة. لكن السؤال الأهم هو هل التنوع الاقتصادي يعني بالضرورة معايير قبول أدنى؟ ويجيب الكاتب بالنفي. ويستكمل الكاتب قائلا إن كثيرين من طلاب المدارس الثانوية ذوي الدخول المنخفضة لا يكملون تعليمهم، بل وحتى عند التحاقهم بالكليات يفضلون الأقرب إلى بيوتهم والتي مدتها سنتان لا أربع سنوات. كما أن المقارنة بين كفاءة الطلاب الفقراء والأغنياء غير عادلة لأن الأغنياء يستطيعون الحصول على تدريب كافٍ لامتحانات السات والرياضيات وغيرها من ضرورات القبول في بعض الجامعات.