استقبلت الأوساط السياسية والحزبية بيان الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع بارتياح شديد، ووصفوا الرسالة التي يحملها البيان بأنها واضحة وتؤكد انحياز المؤسسة العسكرية لإرادة الشعب المصري. وقالوا: «جاء البيان في وقته قبل أن تنزلق البلاد إلي منطقة أو مرحلة يصعب السيطرة فيها علي الأوضاع». اعتبرت مى وهبة المتحدث الاعلامى لحركة «تمرد» تصريحات الفريق السيسى انها رسالة موجهة الى جماعة الاخوان المسلمين والجماعات الارهابية وتيارات الاسلام السياسى التى هددت باستخدام العنف يوم 30 يونيو ، ولا سيما بعد جمعة استعراض القوة وفرد العضلات التى سميت زورا وبهتانا مليونية «لا للعنف». وأكد محمود فرج منسق العمل الجماهيرى لاتحاد شباب الثورة أن تصريحات الفريق الأول عبد الفتاح السيسى جيدة جدًّا فى ذلك الوقت؛ لأنها تعبر عن طبيعة القوات المسلحة التى دائمًا ما تنحاز إلى الشعب المصرى، خاصة فى معارك النزاع مع السلطة. وأضاف أن ذلك الكلام يؤكد أن مصر تعيش الآن مرحلة حرجة جدًّا ، فهذا كلام طبيعى وخاصة أن مصر الآن فى مفترق الطريق، وربما يوم 30 يونيو القادم يصل بنا إلى حد الفتنة الطائفية أو الاقتتال الداخلى مثلما وصف «السيسى» المحبوسين علي ذمة تنفيذ أحكام ومن بينهم قيادات من جماعة الإخوان المسلمين التي تحكم البلاد حالياً وعلي رأسهم الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية. فيما أكدت حركة شباب 6 ابريل ان تصريحات الفريق السيسي أوضحت حساً وطنياً كبيراً وحرصاً علي استمرار التجربة الديمقراطية وعلي تحقيق أهداف ثورة يناير. وأكدت الحركة ان القوات المسلحة وقياداتها الحالية هي جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني والدرع الحامية لأمن البلاد من كل تهديد وانها علي دراية به كما ثمنت بعدها عن المشهد السياسي منذ أغسطس الماضي وحرصها علي رفع الكفاءة القتالية للقوات المسلحة. إلي ذلك قال النائب مصطفي النجار عضو مجلس الشعب السابق ان رسالة المؤسسة العسكرية واضحة ومباشرة لمن يفهم لافتاً إلي أن العودة إلي المربع صفر ليست بعيدة لن نسمح باقتتال أهلي أو عسكرة للصراع السياسي لن نسمح بتفكك الدولة وترك الأمور تسير للفوضي التي قد لا يمكن السيطرة عليها بعد ذلك. واستطرد قائلاً «المشهد يتغير بالكامل ومصر تمضي إلي المجهول». ووصف د.محمد حبيب نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين السابق تصريحات الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد الأعلي للقوات المسلحة ووزير الدفاع اليوم التي قال فيها إرادة الشعب المصري هي التي تحكمنا ونرعاها بشرف ونزاهة.. ونحن مسئولون مسئولية كاملة عن حمايتها ولا يمكن أن نسمح بالتعدي علي إرادة الشعب بأنها قوية وحاسمة وفي وقتها لافتاً إلي أنها موجهة للجميع وليست لفصيل دون آخر. من جانبه قال الناشط الحقوقي نجاد البرعي ان الجيش وجه رسالة واضحة للجميع بشأن التوافق لافتاً إلي انه سيضغط علي الطرفين ان استطاع لهذا الغرض. أكد أبوالعز الحريري عضو مجلس الشعب السابق ان مصر لن تشهد انقلاباً عسكرياً علي حكم الإخوان، مؤكداً ان من غير المتصور أن يفكر الجيش في الانقلاب عليهم إلا في حالة وجود محاولات من جانب «الجماعة» بهدف «أخونة» الجيش. وأكد الحريري: نعيش الآن نهاية المشروع الإخواني الذي كاد يؤدي إلي تدمير الدولة المصرية فهذا المشروع يسقط الآن ونهائياً نتيجة سياسات الإخوان أنفسهم ولن يعود مرة أخري ولو بعد مائة عام. فيما أكد صلاح عيسي الكاتب الصحفي ان الجيش سوف ينقلب علي الإخوان إذا خرج الملايين من المصريين مثلما خرجوا يوم 28 يناير عام 2011. وأضاف ان الجيش إذا هيمن علي مفاصل الدولة والميادين العامة لن تتحرك القوي الإسلامية ولن تستخدم العنف بأي حال من الأحوال مؤكداً انها تستسلم وتخضع لأن تلك القوي ليست لديها الجرأة في أن تواجه منظومة مثل الجيش. وعن رد فعل المجتمع الدولي قال «عيسي» ان المجتمع الدولي لا تعنيه سوي مصالحه ويغض الطرف إذا وجد الشعب خلف الجيش. فيما شدد عصام الاسلامبولي الخبير القانوني ان القوات المسلحة ليست بعيدة عن المشهد الحالي الذي يدور في مصر وانها ستتدخل في أي وقت لحماية مصر. وقال «الاسلامبولي» ان حديث الفريق أول عبدالفتاح السيسي كان رداً علي التهديدات التي جاءت علي لسان قادة القوي الإسلامية في مليونية «لا للعنف». وأكد عبدالفتاح نبيل الباحث السياسي بمركز الأهرام الاستراتيجي ان التصريحات التي أدلي بها الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع ايجابية وكانت متوقعة بل يمكن القول انها جاءت متأخرة قليلاً بعد التهديدات المتكررة من الجماعات الإرهابية للشعب المصري. وأضاف الباحث السياسي أن الإساءة للجيش بمثابة إساءة للشعب بأكمله ويجب علي الجيش التدخل ليمنع الاعتداء علي الشعب لافتاً إلي أن تصريحات الفريق أول عبدالفتاح السيسي كانت تحمل رسالة واضحة ليس بها أي انحياز لأي فصيل بل لإرادة الشعب.