تحتفل منظمة الصحة العالمية يوم 31 مايو من كل عام، باليوم العالمى للامتناع عن التدخين بغرض تسليط الأضواء على الأخطار الصحية الناجمة عن تعاطى التبغ والدعوة إلى وضع سياسات فعالة كفيلة بالحد من استهلاكه. وذكرت وكالة "أ ش أ " في تقرير لها ان تعاطى التبغ يمثل ثانى أهم أسباب الوفاة على الصعيد العالمى (بعد مرض ضغط الدم) فهو يقف حاليا وراء عشرات الوفيات التى تسجل فى اوساط البالغين فى شتى أرجاء العالم . وذكر تقرير لمنظمة الصحة العالمية بشأن وباء التبغ صادر فى نوفمبر الماضى، ان التدخين يقتل بالفعل أكثر من 5 ملايين نسمة سنويا، وهو أكثر من مجموع الوفيات الناجمة عن الأيدز والعدوى بفيروسه والسل والملاريا..وانه يستفحل خاصة فى دول العالم النامى التى ستشهد اكثر من 805 من حالات الوفاة الناجمة عن تعاطى التبغ خلال السنوات العشر القادمة . وتتوقع منظمة الصحة العالمية ان يتسبب تعاطى التبغ فى وفاة أكثر من ثمانية ملايين نسمة كل عام بحلول عام 2030، وسيهلك نحو نصف مدخنى العالم بشكل مبكر نتيجة مرض له علاقة بالتبغ. ووفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية يوجد فى العالم الآن أكثر من مليار وثلاثمائة مليون مدخن يحرقون حوالى خمسة تريليونات سيجارة كل عام، ويتركز 84 % منهم فى البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، وتقدر نسبة المدخنين فى الدول النامية بين النساء بحوالى 7% وبين الرجال بحوالى 48% بينما فى الدول المتقدمة تقدر النسبة بحوالى 24% على التوالى. ويؤكد الأطباء أن هذه النسب تكاد تكون ثابتة رغم التحذيرات الطبية المستمرة عن مضار التدخين، حيث ثبت علميا أن التدخين يتسبب فى إصابة الإنسان بأكثر من 25 مرضا، منها أمراض القلب والصدر والأوعية الدموية وسرطان الفم والحنجرة والرئة والمريئ وزيادة نوبات الربو والتهابات القصبة الهوائية والحنجرة وغيرها من أمراض الجهاز التنفسى وقرح والتهابات الجهاز الهضمى واضطرابات نفسية وعصبية . وكانت منظمة الصحة العالمية قد أقرت الاحتفال بهذا اليوم فى عام 1987 لجذب انتباه العالم إلى وباء التبغ وآثاره الفتاكة ،ومن حينها دعمت المنظمة اليوم العالمى لمكافحة التدخين في كل عام، حيث تربط كل سنة بموضوع مختلف يتعلق بالتبغ، ويتيح هذا اليوم فرصة سانحة لإبراز رسائل محددة ترمى إلى مكافحة التبغ، وتعزيز الامتثال لأحكام اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ. جدير بالذكر أن التبغ يأتى فى مقدمة ما يمكن توقيه من الأوبئة التى تواجهها الأوساط الصحية.واختارت منظمة الصحة العالية "اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ" موضوعها لليوم العالمى للامتناع عن التدخين لهذا العام . وفى عام 1998، أسست منظمة الصحة العالمية مبادرة التحرر من التبغ، وهى محاولة لتركيز الاهتمام العالمى على وباء التبغ ، حيث تؤمن المبادرة المساعدة على خلق سياسة عالمية للصحة العامة وتشجيع التعبئة عبر المجتمعات، فضلا عن دعم اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، حيث تعتبر هذه الاتفاقية معاهدة عالمية للصحة العامة تم تبنيها عام 2003 من قبل الدول حول العالم بوصفها اتفاقية لتنفيذ السياسات التى تعمل من أجل وقف التبغ. وفى عام 2008، دعت منظمة الصحة العالمية إلى تطبيق منع عالمى على جميع الإعلانات والترويج والدعم للتبغ، لذا فإن هذه المبادرة اهتمت بشكل خاص بالجهود الإعلانية الموجهة إلى الشباب.