آثار تصريح الرئيس محمد مرسى بدعم المعارضة السورية مادياً وأدبياً العديد من المخاوف حول تورط مصر رسمياً فى عمليات عسكرية بسوريا، وهو ما رفضه عدد من السياسيين والقانونيين، فى الوقت الذى تساءلوا فيه عن تحمل النفقات المادية، سواء كانت علىحساب الدولة المصرية أو جماعة الإخوان المسلمين. أكد سياسيون ان موقف الرئيس غير مفهوم، ويجب عليه العودة الى القوات المسلحة قبل اتخاذ مثل هذه القرارات، وأشاروا الى أنها محاولة لفض وافساد مظاهرات 30 يونيو. أكد جمال أسعد الناشط السياسى أن ما أعلنه الرئيس محمد مرسى من دعم المعارضة السورية مادياً ومعنوياً ومناصرة الشعب السورى يؤكد حالة الخوف التى يعيشها الإخوان الآن بسبب 30 يونيو مشيراً الى ان هذه الدعوة استغلال لموقف ضد موقف آخر، وخضوع لمخططات استعمارية صهيونية. وأضاف «أسعد» أنه لا يوجد احتلال أجنبى فى سوريا ليتم سواء مادياً أو أدبياً كما أعلن الرئيس، وأن ما يحدث فى سوريا صراع سياسى وليس حرباً. وتساءل «أسعد»: ما هى النواحى المادية التى يملكها الرئيس لمناصرة شعب سوريا، خاصةونحن فى ظروف مزرية؟ لافتاً الى ان رفض القوات المسلحة يوضح موقفها وعدم قبولها التورط فى حرب لصالح سوريا. وأشار الىأن الموقف يختلف تماماً عن تدخل الجيش المصرى للمشاركة فى حرب تحرير الكويت حيث كان بهدف رفع عدوان دولة عربية على دولة عربية أخرى، وقد شارك الجيش ضمن قوات عربية وأجنبية وفق قرار صادر من الأممالمتحدة. واعتبر محمد حامد الجمل رئيس مجلس الدولة الأسبق، ما أعلنه الرئيس محمد مرسى قراراً فردياً منه فىأمر لا يختص وحده بتقريره،وكان يجب على الرئيس العودة الى القوات المسلحة قبل إعلان مثل هذا القرار، مشيراً الى ان موقف الرئيس ليس مفهوماً، هل سوف يتم ارسال قوات قتالية الى سوريا للمقاومة مع المعارضة السورية، وذلك بأن يرسل حلفاءه الجهاديين وتجنيد عناصر منهم؟ وشدد «الجمل» على ضرورة موافقة المؤسسة الأمنية والقوات المسلحة على قرار الرئيس، فى الوقت الذى تساءل فيه عن الآلية والخطوات التى سيتخذها الرئيس لدعم المعارضة السورية سواء كانت مادية أو غير ذلك. وقال رئيس مجلس الدولة الأسبق إنه بعد رفض القوات المسلحة سيتم دعم سوريا بطرق غير شرعية كتهريب بعض الأسلحة والمعونات. واعتبر حلمى سالم رئيس حزب الأحرار قرار الرئيس بدعم المعارضة السورية تخبطاً سياسياً، ومحاولة من الإخوان للأخذ بالبلاد الى قضايا خارجية للحد من مظاهرات «30 يونيو» لخوفهم من تفاقم الأزمة والوصول الى «25 يناير من جديد. وقال «سالم» لدينا من الأزمات ما يكفى ويجب أن ينتبه الرئيس لهذه الأزمات ولحل مشاكل البلاد الداخلية وألا يقحم الشعب فى حرب مع سوريا. وأشار رئيس حزب الأحرار الى أن رفض القوات المسلحة هذا القرار فرصة لتوضيح موقف القوات المسلحة انها بعيدة كل البعد عن مشاركتها فى مثل هذه الدعوات. وقال سعد عبود الناشط السياسى والنائب السابق: إن تصريح الرئيس محمد مرسى الخاص بدعم المقاومة السورية مادياً هو انصياع ومحاولة سطحية من الإخوان للالتفاف حول الشعب المصرى وابعاده عن مظاهرات 30 يونيو. واعتبر «عبود» هذا القرار بمثابة جزء من مخطط تدمير البلاد العربية والذى بدأ بالعراق ثم الآن سوريا وان ما يحدث يشير الى ان الإخوان أداة لأمريكا تحت شعار دينى، وكان يجب على الرئيس عدم الانحياز لأى طرف من الأطراف المتنازعة فى سوريا لاعتبار ما يحدث انقسام شعب وليس حرباً. وأضاف ان الصراعات والنزاعات داخل الدول الأخرى تعد أموراً داخلية للدول، وليست ضمن مهام الجيش المصرى، وأن الجيش لن يتدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى.