حبى الله الأمة الإسلامية بخاصية تلاوة كتابها المقدس على نحو معين من ضوابط وأحكام واختصهم بتحسين الصوت بتلاوة القرآن الكريم وفقًا لضوابط لغة العرب الخالية من اللحون والأخطاء بلسان عربى معين وفقًا لطريقة رسول الله فى التلاوة التى تلقاها من جبريل عن رب العزة جل جلاله، وقد تواترت تلاوة القرآن الكريم بأعذب الأصوات وازدان عصر دولة التلاوة فى مصر بعشرات القراء الموهوبين، ولما كان أوج ذلك العصر قد تزامن مع بدء عصر الإرسال الإذاعى بمصر، فإن ذلك ساهم فى إطلاق أسماء كبار القراء عبر جميع أنحاء الأرض المصرية ووصل بهم إلى أطراف الأمة الإسلامية، فللصوت الندى سلطانه علي النفوس، ولهذا كان صوت فضيلة القارئ الشيخ عبدالواحد زكى راضى − رحمه الله − وهو يتلو آيات الذكر الحكيم يجبر كل من يستمع له على أن ينصت لآيات المولى عزو وجل فيخشع قلبه وتدمع عيناه وتسرى قشعريرة فى جسده، فقد تميز بالقدرة على تجسيد المعانى القرآنية بصوته، وفى البدء تأثر الشيخ عبدالواحد أكثر ما تأثر بمدرسة الشيخ كامل يوسف البهتيمى قبل أن يستقل بشخصيته القرآنية، ويحفظ لنفسه مكانًا واضحًا بين عمالقة دولة التلاوة بصوته الجميل وأسلوبه الفريد بين قراء عصره وإتقانه المحكم لتلاوة آيات الذكر الحكيم، حتى صار القارئ المجيد الذى لا تخطئه الأذن بما حباه الله من ملكات خاصة فى التلاوة، وهو الشيخ الذى اجتمع على حبه وتقديره كبار مشايخ دولة التلاوة وعدّوه يقرأ كتاب الله كما أنزل وكأنه تلقاه من فم سيدنا جبريل عليه السلام ثم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،تواترًا بالسماع والتلقى. ∩الوفد∪ انتقلت إلى مسقط رأسه بشبرامنت مركز أبوالنمرس بمحافظة الجيزة لتلتقى أبناءه ومحبيه وتستعرض معهم مسيرته القرآنية الحافلة، وهذا نص الحوار: فى البداية يقول ∩زكى∪ نجل القارئ الكبير الراحل عبدالواحد زكى راضى، وهو الابن الأوسط له ويعمل ∩محامياً∪: ولد أبى فى الأول من شهر يوليو 1936، بقرية شبرامنت بمركز أبوالنمرس فى محافظة الجيزة والتحق بالكتاب والمدرسة معًا، فجدى− رحمه الله− كان يتمنى أن ينجب ولدًا، فقد رزقه الله ببنتين الكبرى هى رزقة زكى عبدالواحد والصغرى كاملة، وظل الحلم يراوده بأن ينجب ولدًا حتى سن السبعين من عمره، وأنجب والدى، وفى التوقيت ذاته رزقه الله بولد آخر هو عم عبدالفضيل من زوجته الثانية فأصبح لديه بنتان وولدان، وكانت جدتى صاحبة الفضل على والدى، حيث دفعته إلى كتاب القرية وقد كانت أشبه بالملاك، ولم أرها إلا صائمة قائمة، وتوفيت على ذلك لدرجة أن والدى حكى لى أنها كانت توصى شيح الكتاب عليه ليحفظ القرآن الكريم كاملًا، ومن شدة حبها لأبى كانت تناديه بالملك، بعد أن ختم القرآن الكريم، تلاوة وحفظًا وكان بارًا بها كثيرًا ويهتم بطعامها وشرابها قبل الجميع، وهذا هو سر حب الناس له لبره بوالدته، وقد حفظ والدى القرآن على يد الشيخ محمد سعيد وعمره 9 سنوات. وكان كتاب القرية فى الأربعينيات هو منبع التلاوة كلها، وكل يوم كان والدى يذهب إلى الكتاب من السادسة صباحًا حتى الخامسة مساء حتى وصل إلى مرحلة ∩الألفا∪ فى الكتاب، وهى درجة يمنحها له شيخ الكتاب، لأنه حفظ القران بالكامل ليسمع لكل من يحفظون ويحل محل الشيخ فى حالة عدم وجوده، ويقوم بكتابة وتصحيح كل الألواح مع من يتعلمون بالكتاب وامتاز والدى أيضاً بالخط الجميل، فكتب الخط الديوانى والخط الكوفى ليكتب بهما القرآن حتى أنه كان يكتب الخطاب العادى بالتشكيل، وواصل: والدى حفظ القرآن برواية حفص هو والشيخ عبدالفتاح مدكور عالم القراءات على يد الشيخ عبدالحميد غالى، لكنه لم يكتب بذلك لشغفه بالقرآن فذهب إلى الشيخ سيد ليمون بقرية ترسا وكان والدى يحكى عنه أنه ذات طابع صعب والتعلم على يديه أمر مستحيل، لكن أبى كان محبًا للعلم جدًا ولديه القدرة على التحمل واستعداد أن يتعاون معه فى أصعب الظروف، حتى نال الإجازة فى القراءات العشر على يديه، فالشيخ سيد مصطفى ليمون تتلمذ على يد الشيخ الضباع عالم القراءات الشهير، الذى علم مشايخ مصر الكبار أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل وعبدالباسط عبدالصمد وغيرهما، وفى هذه الفترة التى تعلم فيها والدى القراءات كان قد ذاع صيته فى قريتنا والقرى المجاورة حتى الجيزة، وكان يقلد الشيخ كامل يوسف البهتيمى، حتى أن الشيخ البهتيمى نفسه كان يطلق على والدى البهتيمى الصغير، وقد قرأ والدى كثير ا معه ومع الشيخ مصطفى إسماعيل ومولانا الشيخ محمود خليل الحصرى، وهو فى مقتبل عمره فى الثلاثينيات والذين كانوا يستحسنون صوته. الإذاعة ويتحدث مصطفى الابن الأكبر لفضيلة الشيخ عبدالواحد زكى راضى عن مرحلة الإذاعة فى حياة والده القارئ الشهير قائلًا: فى عام 1975م، كان والدى مدعوًا لإحياء الاحتفال بالمولد النبوى الشريف بالجيزة لمسجد ∩سيدى على ذى اليدين∪ الشهير ب∩أبى دية∪ وكان صاحب المقام الحاج إمام سيد حسن وزوجته من بلدة الشيخ راغب ولذلك حضر الشيخ راغب هذا الاحتفال وكان قد اعتمد إذاعيًا قبل والدى ومن بين الحضور كان الشاعر محمود حسن إسماعيل رئيس الإذاعة وقتها، وكان يجلس بجواره الشيخ راغب غلوش ودار بينهما حوار طويل سأله خلاله رئيس الإذاعة عن إجادة الشيخ عبدالواحد القراءة، فأجابه الشيخ راغب أنه يجيد القراءة بأحكامها وقراءاتها، وهو أشبه الأصوات بالشيخ كامل يوسف البهتيمى، وقال لماذا لا يوجد هذا الصوت فى الإذاعة، فطلب من الشيخ راغب غلوش أن يتقدم بطلب للإذاعة لضمى ضمن قرائها، وقال له اكتب لى خطابًا موجهًا لاختباره باللجنة، وبالفعل حدث ذلك، وبعد خمسة عشر يومًا وصل إخطار من الإذاعة بأنه قد تحدد موعد لاختبار والدى فى الإذاعة، والحمد لله ذهب يوم 1/3/1975، للجنة الاختبار، ووافقت اللجنة من أول مرة، فقد كان يشعر بالقوة أمام لجنة الاختبار لقوة أدائه، وإتقانه حتى أنه لم يكن يلقى بالًا بأنه أمام لجنة اختبار لتمكنه من القراءات. وكان أعضاء اللجنة الشيخ محمد مرسى عامر والشيخ سعيد السحار والشيخ رزق خليل حبة، والشيخ إبراهيم عطوة والأستاذ أحمد صدقى والأستاذ محمود كامل والشيخ عبدالعزيز عيسى وكان وزيرًا للأوقاف آنذاك. واعتمد قارئًا للقرآن الكريم فى الإذاعة المصرية فى الرابع من شهر مارس 1975، وكان عمره وقتها 45 عامًا، وكان يشارك وقتها فى الإذاعات الخارجية على الهواء مباشرة سواء تلاوة قرآن الفجر أو الجمعة أو تلاوة احتفالات الإذاعة فى الأمسيات الدينية إلى جانب الحفلات المسجلة، التى كان آخرها فى يوم الجمعة الرابع عشر من أكتوبر 2016، فى مسجد المستشفى بقرية شبرامنت مسقط رأسه بمركز أبوالنمرس فى الجيزة. كما أنه اختير بالتليفزيون عام 1980م، وشكلت لجنة الاختبار من الشيخ رزق خليل حبة والشيخ محمود برانق، والشيح عبدالباسط عبدالصمد، وبعدها بعشرة أيام قام بالتسجيل للتليفزيون المصرى. سفرياته ويضيف طه نجل الشيخ عبدالواحد الابن الثالث له قائلًا: والدى سافر إلى 42 دولة فقد تعددت سفريات والدى خارج مصر سواء بدعوة خاصة أو بترشيح من وزارة الأوقاف، فقد سافر أول مرة إلى دار السلام بدولة تنزانيا فى 1978، ولازمه فى هذه الرحلة فضيلة الشيخ مدين منصور مدين، وفى 1979 سافر إلى الهند وأفغانستان، وسافر إلى كينيا وساحل العاج وجنوب أفريقيا عام 2007م بدعوة من الحاج محمود كاسوجى، وفى آسيا سافر مع الشيخ راغب مصطفى غلوش والشيخ محمد محمود عوض إلى دبى بدعوة خاصة عام 1988م، كما سافر إلى المملكة الأردنية الهاشمية وقرأ بالعاصمة عمان، ولازمه فى هذ الرحلة الشيخ محمود حسين منصور. كما سافر إلى إندونيسيا وسافر إلى باكستان بصحبة الشيخ سيد عبدالشافى هلال وتجولا معًا بين لاهور وسقهر وإسلام آباد، وفى أوروبا سافر إلى لندن عام 1999م وقرأ بالمركز الإسلامى بها، وسافر أيضاً إلى هولندا مرتين، وإلى اسكتلندا مرتين وسافر إلى أستراليا ثلاث مرات كما سافر إلى الولايات المتحدةالأمريكية وقرأ بالمركز الإسلامى فى واشنطن وفى كاليفورنيا ونيويورك، ولازمه فى هذه السفريات الشيخ راغب غلوش، وقد أسلم أحد عشر أمريكيًا بفضل سماع القرآن فى ولاية لوس انجلوس وتم إشهار إسلامهم وفى أمريكا الجنوبية سافر إلى البرازيل وسورينام وأوروجواى. ويعود مرة أخرى نجل الشيخ عبدالواحد للحديث عن والده قائلًا: والدى سجل كثيرًا من الليالى والأمسيات السهرات القرآنية، وسجل القرآن مرتلًا لإذاعة وتليفزيون أبوظبى ∩صوت وصورة∪ هو والشيخ راغب غلوش 1989، وكان ذلك بدعوة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. أما بالنسبة للمساجد التى عمل بها، فقد عين قارئًا للسورة بمسجد حسن باشا طاهر بالسيدة زينب بعد التحاقه بالإذاعة ثم انتقل إلى مسجد المغفرة بحى العجوزة بجوار مسرح البالون، وظل به ما يقرب من 6 سنوات ثم مسجد الصباح بحى الهرم بالجيزة عام 1975م، ثم مسجد صلاح الدين بحى المنيل بالقاهرة والذى ظل به 30 سنة، حتى وفاته وكان يسبقه فى القراءة فيه الشيخ عبدالعظيم زاهر، أما أقرب المشايخ له فكان الشيخ هاشم محمد هيبة وهو كان عاشقًا للبهتيمى والشيخ مصطفى إسماعيل. تكريمات وأوسمة ويتطرق مصطفى نجل القارئ الراحل إلى الحديث من جديد عن أهم التكريمات التى حصل عليها الشيخ عبدالواجد قائلًا: حصل والدى على العديد من التكريمات والأوسمة حتى أن الرئيس الباكستانى محمد ضياء الحق أهداه مصحفًا مكتوبًا بماء الذهب وزنه 40 كيلو جرامًا، كما منحه العاهل الأردنى الملك حسين وسام القبة وهو أعلى وسام هناك، كما حصل والدى على العديد من الأوسمة من جاكرتا ومن مصر حيث منحه وزير الداخلية الأسبق حسن الألفى وسام الشرطة فى أحد الاحتفالات، وهناك العديد من الأوسمة والتكريمات من الجامعات المصرية والعربية. وقد قال الشيخ عيسى المعصراوى شيخ عموم المقارئ المصرية الأسبق عن والدى: ∩إن قراءة الشيخ عبدالواحد هى قراءة كما أنزلت∪، وقال عنه الشيخ عبدالحكيم عبداللطيف شيخ عموم المقارئ المصرية السابق: ∩الشيخ عبدالواحد يقرأ القرآن من فم جبريل إلى فم رسول الله إلى فم الصالح إلى فمه∪، وذلك لشدة إتقانه وإجادته للتلاوة. رفيق الشيخ ويقول فضل عباس فضل الفقى أحد أبناء مركز أبوالنمرس ومن محبى وعاشقى الشيخ عبدالواحد − رحمه الله − والذى رافقه كثيرًا خلال مسيرته القرآنية: إنا الشيخ عبدالواحد زكى راضى بمثابة الأب الروحى لى، والكلام عنه يطول فقد كان يأتى إلى أبوالنمرس لأنه كان عضو مقرأة مسجد عبداللطيف هناك والتى يرأسها عالم القراءات الشهير الشيح عبدالفتاح مدكور وهو الأعلى سندًا لقراءة حفص عن عاصم على مستوى العالم وهو ابن عم والدى ويكبر مولانا الشيخ عبدالواحد بأربع سنوات وكانت هذه المقرأة لها رونق خاص فقد كانت تضم ثلاثة أقطاب هم الشيخ زكى محفوظ وهو أكبر محفظ قرآن فى أبوالنمرس وكان كفيفًا رحمه الله، والشيخ عبدالواحد كان يحرص على حضور هذه المقرأة فى شبرامنت قبل العصر، وكان أهالى أبوالنمرس ينتظرون كل يوم خميس ليشنفوا آذانهم بصوته فى الأذان والتلاوة، حتى أن الأهالى كانوا يحتفلون بعقيقة السبوع يوم الخميس ليحضرها الشيخ عبدالواحد للقراءة بها كنوع من البركة، أما حبى لمولانا، فلأنه ليس شخصًا عاديًا فكنت أشعر حين يقرأ القرآن كأنه يشرح ويجسد معانيه، فقلما كنت أرى قارئًا مثله، رغم أنه قرأ وسط عمالقة التلاوة الكبار أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل والبهتيمى وغيرهما من قراء الرعيل الأول. ∩غلوش∪ و∩عبدالواحد∪ ويواصل فضل الفقى كلامه قائلًا: ربطت الشيخ عبدالواحد مع الشيخ راغب غلوش علاقة صداقة امتدت إلى 50 سنة حتى أنه كانت هناك صلة قوية على المستوى الأسرى ويتبادلان الزيارة معًا، وعندما علم الشيخ راغب غلوش بوفاة والدة الشيخ عبدالواحد، وكان عائدًا من الحج وهو فى المطار قابلاه أحد أصدقاء الشيخ عبدالواحد وأخبره، بوفاة أمه فانطلق من المطار إلى شبرامنت لحضور العزاء وكان يحب والدة الشيخ عبدالواحد كوالدته كثيرًا، وكذلك حضر كبار القراء فى عزاء والدته ومنهم الشيخ أحمد رزيقى والشيخ الشحات أنور والشيخ شعبان الصياد وسيد عبدالشافى هلال والدكتور فرج الله الشاذلى والقارئ الطبيب الدكتور أحمد نعينع، فالعلاقة كانت بين قراء الزمن الجميل طيبة. ويضيف ∩الفقى∪: من فرط حبى للشيخ عبدالواحد− رحمه الله− كونت رابطة محبى الشيخ وتجمع كل محبيه من شبرامنت وأبوالنمرس إلا أنها حتى الآن ليست كيانًا رسميًا، لكننى أفكر جديًا فى تنفيذ هذه الفكرة بشكل رسمى لما رأيته من ترحاب شديد بهذه الفكرة من جمهور وسميعة الشيخ عبدالواحد رحمه الله. الرفقة الطيبة أما الشيخ هلال على صالح ∩مدرس لغة عربية∪ فيقول: كانت علاقتنا بالشيخ عبدالواحد كعلاقة الوالد بأبنائه وكنا فى أبوالنمرس نستمتع بقراءة الشيخ فى العزاءات والأمسيات الدينية وكان دائمًا يحضر مقرأة مسجد عبدالطيف ويجلس معى قبل المقرأة بنصف ساعة لأنه كان يرى منا الحب الصادق، فكنا نحبه حبًا غير عادى، ومن ضمن المفارقات عندما غلت أجور القراء كان يرفض الأجور المرتفعة تمامًا وما سمعته من كبار علماء القراءات أن الشيخ عبدالواحد عندما يقرأ القرآن كان القرآن يشكره لأنه كان حريصًا على أداء القرآن رغم كبر سنه كسلاسل الذهب، من حيث الأحكام والقراءات والمقامات ولا ينتظر إلا أن يتلو القرآن كما أنزل، فقد رافقته كثيرًا فى العزاءات وما سمعنا أحدًا يقرأ القرآن بإتقان وإخلاص وحرص على مخارج الحروف بهذه الدرجة، وهذا قليل من كثير، وما رأيت الشيخ عبدالواحد رحمه الله إلا وكان مبتسمًا وبشوشًا فكان وجهه مضيئًا حتى فى مماته كان وجهه مبتسمًا. أولاد الشيخ رزق الشيخ عبدالواحد زكى راضى بتسعة من الأبناء أربعة ذكور هم: مصطفى ∩مدير مدرسة∪ وزكى وطه وماهر وهم محامون وخمس بنات، رحم الله ملك التلاوة الشيخ عبدالواحد زكى راضى ابن مدينة أبوالنمرس بالجيزة الذى غادر الحياة فى الساعات الأولى من صباح الجمعة 9 ديسمبر 2016 عن عمر يناهز 80 عاما قضاها فى معية القرآن الكريم.