فى هذه الأيام المباركة، تتشابك أعيادنا التى تهل على مصر الحبيبة، ويأتى عيد الفطر المبارك، بالتزامن مع أعياد الربيع وشم النسيم، ومن الجدير بالذكر أن شعبنا الأصيل يربط هذه الاعياد جميعاً بالمأكولات المعتادة التى يعشق تناولها فى هذه المناسبات. ويقول الدكتور أشرف رياض وصفى رياض، استشارى القلب والأوعية الدموية والأمراض الباطنة بجامعة القاهرة، وزميل جامعة جورج واشنطن للسكر والغدد الصماء، من أشهر المأكولات فى عيد الفطر المبارك (الكعك بأنواعه والبيتى فور والغريبة)، والتى تحتوى على قيم غذائية عالية، وبها المواد السكرية والكربوهيدراتية والبروتينية والدهنية، التى تعد وجبة متكاملة تفيد الجسم بجميع أنواع العناصر الهامة، ولكى نستفيد من تناول هذه الأطعمة بطعمها الجميل المحبب للكبار والصغار، يفضل اتخاذ بعض الاحتياطات اللازمة، لانها تحتوى على الكثير من المواد الدهنية مثل السمن وكذلك المواد السكرية، ويجب الحذر فى عدد وكمية الكعك والغريبة والبيتى فور، ومن المعروف أن السمن بكمياته العالية يسبب الزيادة فى السعرات الحرارية للجسم، مما يشكل خطراً على مرضى القلب وتصلب الشرايين ومرضى الذبحة الصدرية وجلطة القلب، اذ يحتوى على المواد الدهنية المشبعة بالكوليستيرول والكوليستيرول الضار الذى يترسب على الأوعية الدموية ويسبب ضيقاً فيها، وكذلك المواد السكرية المضافة للكعك، تشكل عبئاً وخطراً على البنكرياس عند الهضم. ويوضح الدكتور أشرف رياض وصفى، أن مرضى ارتفاع السكر فى الدم وخاصة النوع الاول المعالج بالأنسولين، تؤدى هذه الأطعمة لارتفاع السكر بالدم، بما ينتج عنه الكثير من المضاعفات والأمراض الاخرى وربما نحتاج إلى إعادة ضبط جرعة الدواء المعطاة للمريض، خلال أيام العيد وننصح مرضى السكر بتقليل كمية وعدد الكعك والبتى فور التى يتناولها الشخص بالاتفاق مع الطبيب المعالج، لعدم حدوث مضاعفات، وكذلك الجهاز الهضمى لأن المواد الدهنية مع المواد السكرية مع تناول كميات أخرى من أطعمة العيد المفضلة، تشكل عبئاً على الجهاز الهضمى والهضم ما يسبب الكثير من الانتفاخ وحرقان المعدة وارتجاع المرىء وانتفاخ القولون وربما التلبك المعوى، عند تناول الطعام بسرعة ودون مضغ جيد بالأسنان، الأمر الذى يجعل عملية الهضم تتم بصعوبة شديدة ويشعر الشخص بالتخمة وسوء الهضم والأعياء من كثرة تناول الطعام. وينصح الدكتور أشرف رياض وصفى بعدم الافراط فى تناول الكعك أو المواد الدهنية أو السكرية، لنستمتع بالعيد دون خطورة على الصحة، مع الحرص على تناول بعض العصائر مثل الليمون، التى تساعد على الهضم وامداد الجسم بالسوائل وقت ارتفاع درجة الحرارة والمحافظة على نسبة الأملاح المعدنية بالجسم بصورة طبيعية دون حدوث جفاف أو زيادة العرق. ويشير الدكتور أشرف رياض وصفى إلى أنه فى أعياد الربيع وشم النسيم تمتلئ المائدة المصرية بشتى أنواع الأطعمة وتزدحم بالأسماك المملحة التى تشمل الملوحة والفسيخ والرنجة والبصل وسائر هذه الأسماك بطعمها المميز لكن تحتوى على نسبة كبيرة من الصوديوم، وقد عرف المصريون القدماء الأسماك المملحة منذ قديم الزمن. ويقول الدكتور أشرف رياض وصفى رياض: ننصح الأسرة المصرية بأن تختار هذه الأسماك من أماكن مضمونة، تصنعها بطريقة جيدة سواء فى الإعداد أو التمليح والطبخ أو الحفظ والتخزين، حتى لا نتعرض لحدوث تسمم أو وجود بكتيريا، وقد لوحظ فى السنوات الأخيرة عدم اجادة طريقة التمليح والحفظ، وهذا يجلب علينا الكثير من المشاكل الصحية التى تظهر بسبب فساد هذه الأسماك مما يفسد بهجة هذه الأيام التى ننتظرها بشوق كل عام. وينصح الدكتور أشرف رياض وصفى بعدم تناول كميات كبيرة من الأسماك المملحة، وخاصة مرضى ارتفاع ضغط الدم، وضرورة غسل الأسماك المملحة بكمية وفيرة من المياه، لكى تقل درجة الملوحة بها وتصبح مناسبة للأكل فى هذا الجو الحار الذى نفقد فيه الكثير من العرق وتزداد اللهفة إلى شرب الماء بكثرة، ويأتى مرضى ارتفاع ضغط الدم على رأس الفئة التى لا بد أن تحتاط وتقنن كمية تناول هذه الاسماك لما لها من دور فعال فى ارتفاع ضغط الدم، خاصة إذا كانت درجة الملوحة أكثر من اللازم، ما يعرض مرضى ضغط الدم للمشاكل الصحية التى تسبب عبئاً كبيراً على الشريان التاجى وعضلة القلب، لذا يجب أن نقلل من هذه الخطورة من خلال تناول كمية معقولة من الأسماك المملحة بعد استشارة طبيبه لمعرفة الحالة الصحية بدقة وتقنين كمية الأكل. ويضيف الدكتور أشرف رياض وصفى، يمتاز يوم شم النسيم بأكل البيض الملون بألوانه المختلفة التى تتناسب مع دخول فصل الربيع ولابد من أن تكون الألوان للبيض من المواد الطبيعية غير الضارة التى لا تسبب مشاكل صحية، وأن يكون البيض مسلوقاً جيداً حتى لا تتسرب اليه أى درجة من الفساد بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وننصح بتناول كمية معقولة من البيض لأن الكثير منه يسبب عسراً فى الهضم وانتفاخاً وعبئاً على الجهاز الهضمى، ولا ننسى مرضى ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية الذين ينبغى لهم أن يتناولوا البيض بالمعدلات المسموح بها والمقننة من الطبيب، وأن نعرف مدى تأثير ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية على القلب والتى دائما تكون سبباً فى ضيق الشريان التاجى والتعرض إلى الذبحات الصدرية، ما يقلل من إنتاجية الفرد فى المجتمع، ولهذا يجب ألا يتحول الطعام من سبب بهجة واحتفال إلى عبء صحى ومشاكل تؤدى إلى الضرر. وينصح الدكتور أشرف رياض وصفى بتناول الخضراوات مثل الخس الذى يساعد على الحركة المنتظمة للجهاز الهضمى ويقلل الشعور بالامساك وتناول الزبادى والرايب، لما لهما من دور فعال واضح فى هضم المواد المشبعة بالدهون ويريح الجهاز الهضمى والمعدة، ويمنع التهاب المعدة وارتجاع المرىء والحرقان ويكون بمثابة بطانة للمعدة، ما يجعلها أكثر احتمالاً للأسماك المملحة وسائر الأطعمة التى تزدحم بها المائدة المصرية فى هذا اليوم الجميل.
